أخبار365TOPتقارير ومقالات خاصةريال مدريدقصص 365Scoresكرة القدم الإسبانيةكرة القدم الإيطاليةكرة القدم الانجليزيةكرة القدم الفرنسيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

كريستيانو رونالدو × نيمار.. أنا الأفضل في التاريخ لكن لأبي وأختي رأي آخر

“منذ ظهوري وبداية ممارستي لكرة القدم خطفت الأضواء من الجميع، كنت اللاعب الأعلى موهبة بين كل زملائي ولاعبي جيلي حتى تمت مقارنتي بجميع أساطير اللعبة وأتقنت مهارات جميع الأساطير على أرض الملعب لكنني كنت مختلفا ولا أشبه أحدا”، فمن أكون؟

يصادف اليوم الخامس من فبراير، ذكرى ميلاد لاعبين منذ بداية ممارستهما لكرة القدم، تناسبهم المقولة المذكورة في الأعلى، الأول أتم عامه السابع والثلاثين ويقف في أي مناسبة قائلًا: “أنا كريستيانو رونالدو ولا أشبه أحدا”.

والثاني تمت مقارنته بالأول كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي حتى أختفى في ظله فهرب نحو باريس فأحرقته شمس مبابي الساطعة، وفي بلاده قارنوه بأسطورة البرازيل بيليه، وفي عامه الثلاثين ما زال ينتظر الجميع أن يأخذ من كرة القدم ما يناسب موهبته، لكن عقب تعافيه من الإصابة رقم ..”ممم” لقد مللنا من عدد إصاباته وغيابه الطويل بسبب استهتاره، لكنه “نيمار” لا يهتم بذلك.

أنا كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم

“أحترم تفضيلات الجميع، لكني لم أر أحدا أفضل مني، لا يوجد لاعب كرة قدم يمكنه فعل الأشياء التي يمكنني القيام بها، لا يوجد من هو أكثر كمالا مني، ألعب جيدا بكلتى قدمي، أنا سريع، قوي، متميز في اللعب بالرأس، أسجل الأهداف وأصنع التمريرات الحاسمة، هناك من يفضلون نيمار أو ميسي، لكني أقول لكم لا يوجد لاعب متكامل مثلي”.

كريستيانو رونالدو – فرانس فوتبول 2017

قصة صعود كريستيانو رونالدو الملحمية مناسبة تمامًا لكل مهووس بالتنمية البشرية، والقدرة على تخطي الفقر وكل الظروف الصعبة، حتى الصعود إلى المجد، فيحكي المحاضر قصته بطريقة محفزة حتى يقنعك بأنك قادرا على تحقيق ما حققه بطل القصة، فأي شيء يمكن تحقيقه بالإرادة والعزيمة و …، حسنا هذا ليس موضوعنا فهناك مختصين بالفعل للقيام بذلك، فقط دعنا نتحدث عن ما مر به كريستيانو رونالدو فقط كما هو بدون تجميل للكلام.

كريستيانو رونالدو الابن الرابع والأصغر لماريا دولوريس دوس سانتوس أفيرو والتي كشفت في حديثها أنها كانت تريد إجهاضه بسبب الفقر وادمان والده للكحول، كما أنها أنجبت العديد من الأطفال من قبله، لكن طبيبها رفض إجراء العملية، حتى جاء الطفل الذي نشأ في منزل فقير يتقاسم الغرفة الصغيرة مع جميع إخوته.

مارس رونالدو كرة القدم عندما كان طفلا مع أندية الهواة، حتى انتقل إلى سبورتينج لشبونة، وتم تصعيده إلى الفريق الأول في سن الـ 16، حيث تدرج وقتها في كل الفئات السنية المختلفة للفريق البرتغالي، وشارك أول مباراة مع الفريق الأول في عام 2002 وخطف أنظار كل الأندية الكبرى، وكان أرسين فينجر مدرب آرسنال من أشد المعجبين به وأراد ضمه.

حتى جاءت مواجهة لشبونة ضد مانشستر يونايتد وارهق المراهق الشاب نجوم يونايتد، وطالب جون أوشيه الذي كان يلعب في جهة رونالدو، بالحصول على أنبوبة أكسجين بين شوطي المباراة -كما وصف ريو فيرديناند في تصريحات نقلتها صحيفة ميرور- وقال فيرديناند أنه مع سكولز وقفا في الملعب وأعتقدا أن هذا اللاعب لا يصدق ويجب التعاقد معه، ومن هنا كانت بداية القصة الشهيرة التي جعلت السير أليكس فيرجسون يراهن عليه ويضمه لتعويض رحيل بيكهام إلى ريال مدريد، وصمم على منحه الرقم “7” الأسطوري في النادي.

تحمل الشاب الصغير والذي لم يكن صغيرًا، ضغوطات الرقم 7 الذي ارتداه من قبله أساطير مانشستر يونايتد، ديفيد بيكهام وإريك كانتونا وبراين روبسون وجورج بيست، ومن هنا بدأت أسطورة كريستيانو رونالدو الذي لا يشبه أحدا.

كان مختلفا منذ ظهوره الأول، واستمر كذلك، بمسيرة استثنائية مع مانشستر يونايتد، حتى انتقل إلى ريال مدريد في صيف 2009 مقابل 94 مليون يورو كأغلى صفقة انتقال في تاريخ كرة القدم، حطم العديد من الأرقام القياسية الفردية وأصبح الهداف التاريخي لريال مدريد وتوج بالعديد من البطولات، حتى رحل بعد 9 مواسم مليئة بالنجاحات وبعدما أتم عامه الثالث والثلاثين، استفاد النادي الملكي أيضًا من بيعه بـ 100 مليون يورو إلى يوفنتوس، بمقابل أكبر من الذي دفعه لضمه في 2009.

تحدٍ جديد أراده كريستيانو رونالدو وهو على مشارف عامه الرابع والثلاثين، بعدما فاز بدوري أبطال أوروبا أربع مرات مع ريال مدريد وخمس مرات بشكل عام مع بطولته التي توج بها مع مانشستر يونايتد في 2008، كان يريد الفوز بالبطولة للمرة السادسة مع فريق جديد في دوري جديد وهو يوفنتوس، وبالرغم من فشل اليوفي الأوروبي، سجل الدون بقميصهم هدفه الـ 100 في 131 مباراة كأسرع لاعب في تاريخ البيانكونيري، سجل أكثر من 20 هدفًا في 12 موسمًا متتاليًا، وأصبح أول لاعب في التاريخ يفوز بكل البطولات المحلية الممكنة في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا.

وبعد 3 مواسم، رحل عن يوفنتوس، لم يذهب إلى أمريكا أو اليابان أو الشرق الأوسط، ولا الاعتزال بالطبع، رونالدو قرر العودة إلى البريميرليج وبعد ارتباط اسمه باللعب مع بيب جوارديولا في مانشستر سيتي، تلقى طلبًا من بيته القديم للعودة وأبى رفض النداء، ليعود إلى أقوى دوري في العالم وهو على مشارف عامه السابع والثلاثين، فقط لأنه كريستيانو رونالدو، عندما يظن البعض أنه انتهى ولم يعد يمكنه تقديم المزيد، يشاهدونه طائرًا في الهواء باحتفاله المعتاد بعد تسجيل الأهداف، ليمتزج صوته بصوت الجماهير في الملعب”SIIIU”.

في 2004، بكى الطفل كريستيانو رونالدو في عامه الثامن عشر، بعدما شعر بالذنب -في وجود لويس فيجو وباوليتا وديكو وكارفاليو- لخسارة أول لقب دولي مع بلاده البرتغال بعد خسارة يورو 2004 في المباراة النهائية أمام اليونان، لكنه عاد في 2016 وقاد منتخب بلاده للصعود إلى منصات التتويج للمرة الاولى في تاريخهم، والآن، هو الهداف التاريخي للمنتخبات بتحطيم رقم أسطورة إيران علي دائي والذي كان مستحيلا على الجميع، إلا الرجل الذي لا يعرف معنى المستحيلات، فهو يرى نفسه الأفضل في التاريخ، ويراه عشاقه كذلك، اختلف الكثير في تقييمه مع منافسته الأسطورية والأقوى في التاريخ مع ليونيل ميسي، وبسبب شخصيته المثيرة للجدل، لكنه استطاع بكل تأكيد أن يقنع الكثيرين بأنه اللاعب المتكامل كما وصف نفسه عند تسلمه الكرة الذهبية الخامسة في عام 2017.

أنا نيمار – كنت سأصبح الأفضل لكن لأبي وأختي رأي آخر

“أنا نيمار، يمكنني أن أصبح الأفضل في تاريخ البرازيل، في بداية مشاركاتي الدولية وأنا أهدد عرش بيليه، أسجل العديد والعديد من الأهداف بقميص بلادي، وصعدت بهم إلى منصات التتويج في كأس القارات 2013 وكتبت بداية النهاية لـ(تيكي تاكا) ديل بوسكي وجيل إسبانيا التاريخي، لن أسير على نهج بيليه، فمغامرتي لن تتوقف عند سانتوس فقط مثله، وسأغزو ملاعب أوروبا، ليرى الجميع بيليه بالألوان، وما كان سيقدمه لو لعب في أوروبا”.

هكذا توقعت عقلية نيمار بعد بطولة كأس القارات 2013، يراه جماهير البرازيل الوريث الشرعي لبيليه، يملك مهارات ميسي الاستثنائية في المراوغة، يركض في الجانب الأيسر مثل كريستيانو رونالدو. هو اللاعب الوحيد الذي أعتقدنا أنه سيهز عرش رونالدو وميسي ويمكنه مناطحة الثنائي الأبرز في تاريخ كرة القدم.

اعتدنا في قصص التنمية البشرية التي ألقينا الضوء عليها في البداية، وجود نموذج مثالي للسير على نهجه لتحقيق النجاح، ونموذج آخر يحذرك المحاضر من تكرار أفعاله لتجنب الوقوع في المخاطر.

أمامنا نموذجان عانا من ظروف صعبة منذ الولادة وسط أسرة فقيرة، لكن تغير كل شيء بعد استغلال مهارتهم، ليظهر التحدي الآخر مع تغير المستوى المعيشي والحصول ملايين الدولارات، هل ستواصل تركيزك في عملك واستغلاله بالشكل الأمثل مثل كريستيانو رونالدو، أم ستكون نيمار ووالده؟

ومع اتمام انتقال نيمار بشكل رسمي إلى برشلونة -ربما كانت الخطوة المناسبة ليصبح كذلك- لكن بعد ذلك، أصبحت مسيرة نيمار عبارة عن “تخيلات وتوقعات”، مع تسريبات بوجود شبهات في صفقة انتقاله واتمام الصفقة بسعر مختلف، ووجود عمولات وسمسرة غير مشروعة وامتيازات في برشلونة لم يحصل عليها ميسي نفسه، لتصبح مسيرته عبارة عن “تخيل إذا”.

  • تخيل انفجار نيمار إذا خرج ميسي من الملعب وأصبح الرجل الأول؟
  • تخيل إذا لم يتعرض نيمار لإصابات متعددة.
  • تخيل إذا كان نيمار في يومه، لن يقدر أي مدافع على إيقافه.
  • تخيل إذا لم يتدخل والد نيمار في تحديد مصيره
  • تخيل إذا لم يرحل نيمار عن برشلونة ويذهب إلى باريس سان جيرمان

لكن بالعودة إلى أرض الواقع، أضرار وجود نيمار في برشلونة كانت أكبر بكثير مما قدمه وثلاثية MSN التاريخية مع ميسي وسواريز والتي حققت نجاحات كبرى والفوز بأخر لقب دوري أبطال أوروبا يحققه برشلونة والثلاثية التاريخية في 2015، كل هذا انهار وكان بداية السقوط بالنسبة لبرشلونة، مع العقد الخرافي الذي حصل عليه والامتيازات التي حصل عليها بجانب والده، ورفاهية أصدقائه البرازيليين وتكفل برشلونة بدفع الفواتير، حتى كسر كبرياء النادي بالرحيل إلى حديقة الأمراء.

https://twitter.com/wyngback/status/1468022413325598722

لاعب يملك مهارات استثنائية، وكعاشق لكرة القدم الجميلة كنت تنتظر في كل مباراة لحظة مداعبته للكرة والتي ستبقى خالدة بعد اعتزاله عبر “يوتيوب”، ونتخيل وقتها سويًا نهاية مسيرة نيمار دون فوزه بالكرة الذهبية وظلمه لنفسه والحسرة على مسيرته، وتذكر ما فعله في برشلونة وأنه كان سبب سقوط كبرياء برشلونة أمام باريس سان جيرمان، ظن أنه يهرب من ظل ميسي، وراهن على مشروع جديد و ……. لا، كانت كرة القدم أخر ما يشغل باله، فقط خدعته الأموال، أصبح أغلى صفقة انتقال في تاريخ كرة القدم بعد دفع الشرط الجزائي 222 مليون يورو وحصل عقد جديد بإمتيازات له ولوالده ولأصدقائه البرازيليين، وفي كل عام ننتظر سويا غياب نيمار عن مباراة حاسمة لفريقه في الدوري أو دوري الأبطال، بسبب عيد ميلاد شقيقته، الحادي عشر من مارس كل عام، تاريخ نحفظه جميعا بالتأكيد.

نيمار خرج بتصريح صادم في أكتوبر الماضي، بأن كأس العالم المقبل 2022 والذي سيقام في قطر، قد يكون الأخير له على المستوى الدولي، لأنه لا يثق في قدرته الذهنية لمواصلة لعب كرة القدم بعد ذلك، بينما سيحارب رونالدو في الملحق الأوروبي لقيادة البرتغال إلى كأس العالم الذي قد يكون الأخير له -ربما- لا يمكننا الرهان على قدرات رونالدو البدنية والذهنية واستفزازه ليفكر في خوض منافسات كأس العالم 2026 وهو في عمر الـ 41.

أحمد يحيى

صحفي مصري خبرة 13 عامًا في المجال الرياضي، وأدير فريق عمل 365Scores في مصر منذ أكثر من 4 سنوات

1056 مقال