امسك ريتشارد أفوري حارس مرمى غانا الكرة الأخيرة في لقاء منتخب بلاده أمام موزمبيق بالجولة الأخيرة من دور المجموعات، بكأس أمم إفريقيا بشكل خاطئ وفريقه متقدم بهدفين في الثواني الأخيرة من اللقاء لكنه لم يعلم بأن هذا الخطأ سيغير مسار البطولة بأكملها.
خطأ أفوري الذي ادركت منه موزمبيق التعادل، جعل بطل حكايتنا في التقرير التالي “إيمرس فاي” مدرب كوت ديفوار على مقربة من تحقيق التاريخ مع صاحب الأرض، قبل نهائي كأس أمم إفريقيا 2023 بين كوت ديفوار ونيجيريا.
دخل كوت ديفوار البطولة ومدربه الفرنسي جان لويس جاسكيه، وقدم مباراة جيدة في الافتتاح وتغلب على غينيا بيساو بهدفين نظيفين وكان الأمور تيسر بشكل جيد قبل الهزيمة أمام نيجيريا في الجولة الثانية، ثم الصدمة بالجولة الثالثة بهزيمة ثقيلة وتاريخية على يد غينيا الاستوائية برباعية نظيفة.
الاتحاد الإيفواري لكرة القدم، أعلن بعدها اتخاذه إجراء فوريا، بإقالة مدربه الفرنسي جيان لويس جاسكيه من منصبه، وتعيين فاي كمدرب مؤقت للفريق.
فاي صاحب الـ 40 عامًا بدأ مسيرته التدريبية في 2013 عندما بدأ يدرس التدريب مع فريقه السابق نيس، ثم في 2015 تولى تدريب فريق تحت 17 عامًا بالنادي الفرنسي، ثم فريق تحت 19.
وفي 2021 كانت أولى خطوات فاي التدريبية الحقيقية مع نادي كليرمونت الفرنسي، وفي مايو 2022 أصبح المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار تحت 23 عامًا والمدرب المساعد لجاسكيه في نفس الوقت للفريق الأول لساحل العاج.
هل تنجح فكرة المدرب المؤقت مع إيمرس فاي؟
المغرب انتصر على زامبيا، مما منح كوت ديفوار بطاقة التأهل كواحد من أفضل المنتخبات صاحبة المركز الثالث في البطولة، كوت ديفوار حصلت على المقعد الأخير في الأدوار الإقصائية، بسبب فشل غانا وزامبيا، في تحقيق أي انتصار في البطولة.
هنا كان فاي ينتظر ويشاهد الأخبار والتقارير التي أكدت مفاوضات الاتحاد الإيفواري مع الفرنسي، لاستعارة هيرفي رينارد مدرب الأفيال السابق وبطل إفريقيا في 2015، وهو يأمل بأن تأتي هذه الأخبار والتقارير بالفشل لكي يكون هو صاحب الإنجاز الذي قد يكون وشيك.
كوت ديفوار تأهل ليواجه حامل اللقب السنغال الذي ضرب كل خصومه بقوة منذ انطلاق البطولة والكفة ترجح فوزه الكبير على أصحاب الأرض، لكن ما حدث على غير المتوقع وهو إقصاء حامل اللقب بركلات الترجيح، بعد التعادل القاتل للأفيال في اللحظات الأخيرة من المباراة بنتيجة 1-1.
في ربع النهائي، ضرب كوت ديفوار موعدًا مع مالي وكانت متأخرة بهدف ثم حقق تعادل قاتل أيضًا في الثواني الأخيرة، وبنفس السيناريو خطفت الفوز في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي بسيناريو جنوني.
وعاد منتخب كوت ديفوار للظهور في النهائي القاري للمرة الأولى منذ 9 سنوات، بعدما تغلب 1 -0 على منتخب الكونغو الديمقراطية بالدور قبل النهائي.
فاي يأمل بأن تنجح فكرة المدرب المؤقت معه، والتي كانت مثالية قبل 54 عامًا مع البرازيلي ماريو زاجالو الذي جاء كمدرب مؤقت قبل نهائيات كأس العالم 1970 للسامبا بعدما أقيل المدير الفني جواو سالدانها بأشهر قليلة قبل البطولة بعد خلاف مع رئيس البرازيل.
زاجالو دخل البطولة التي أقيمت في المكسيك، ووصل بالسامبا إلى النهائي وتوج باللقب على حساب الآتزوري بركلات الترجيح في اللقاء النهائي، وحينها أصبح زاجالو أول مدرب ولاعب يحقق بطولة كأس العالم في التاريخ.
وبعد النجاح الكبير تم تعيين زاجالو بشكل دائم وقادهم إلى كأس العالم مرة أخرى بعد أربع سنوات حيث احتلوا المركز الرابع.
في 2018 كانت هناك قصة مشابهة أيضًا، بعدما دخل منتخب إسبانيا البطولة بمدربهم الجديد جولين لوبيتيجي لكن قبل ساعات من انطلاق المونديال فاجئ لوبيتيجي الجميع بتعاقده مع ريال مدريد.
وغضب الاتحاد الإسباني من المدرب وتمت إقالته ليتم تعيين أسطورة المنتخب الإسباني السابق فيرناندو هييرو كمدرب مؤقت في كأس العالم 2018.
يحنها لا يملك هييرو أي تجارب تدريبية تذكر، سوى فترة تدريبه لنادي ريال أوفييدو لموسم واحد في الدرجة الثانية من الدوري الإسباني، أقيل بعدها بعد فشله في قيادة الفريق للصعود للدرجة الأولى.
وفي مجموعة نارية ضمت البرتغال، إيران والمغرب، تمكن منتخب إسبانيا بقيادة هييرو من التأهل لدور الـ 16 كأول مجموعته برصيد 5 نقاط وبدون أي هزيمة.
وتلاشت أحلام هييرو سريعًا في دور ثمن النهائي، بعد الخروج على يد روسيا صاحب الأرض بركلات الترجيح بنتيجة 4-3 بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة 1-1.