قصص كأس العالم – مؤامرة خيخون ضد منتخب الحزائر التي غيرت نظام المونديال
يأخذك 365Scores في جولة خفيفة بين حكايات وقصص كأس العالم عبر العصور، لاستكشاف كواليس منسيّة وأحداث كانت سببًا في جعل كأس العالم هو البطولة الأضخم بين مختلف البطولات المعترف بها الآن، والبطولة الوحيدة التي تشهد صمت العالم بأثره للالتفاف حول بؤرة ما تنير في إحدى بقاع الأرض كل 4 أعوام فقط.
وخلال هذه الجولة، سنقفز بين أجواء كأس العالم 1982 التي استضافتها إسبانيا، وشهدت على مؤامرة غير عادية عُرفت إعلاميًا بـ ” فضيخة خيخون ” والتي تسببت في إقصاء منتخب الجزائر من المونديال وقتها، وإبعاده عن معانقة إنجاز تاريخي بالتواجد بين الكبار في الأدوار الإقصائية للبطولة.
منتخب الجزائر شارك في كأس العالم 1982 في مجموعة ضمت منتخبات: ( ألمانيا – النمسا – تشيلي )، وقدم محاربي الصحراء أداء مميز للغاية جعله في وصافة ترتيب المجموعة ومرشح بقوة للتأهل إلى الأدوار الإقصائية! لكن ما حدث في الجولة الأخيرة كان حائلًا بين تحقيق هذا الإنجاز.
ماذا قدم منتخب الجزائر في كأس العالم 1982 ؟
كان منتخب الجزائر على بُعد خطوة بالفعل من التأهل إلى الأدوار الإقصائية في كأس العالم 1982، بعد فوزه العملاق على منتخب ألمانيا بنتيجة 2-1، في الجولة الأولى من دور المجموعات، في مفاجأة غير متوقعة على الإطلاق.
لكن تعرض محاربي الصحراء لهزيمة أمام النمسا في الجولة الثانية بنتيجة 2-0، وبرغم ذلك لم يستسلم المنتخب الإفريقي، ودخل مباراة تشيلي بنيّة الفوز لا بديل، حيث حقق منتخب الجزائر فوزًا استثنائيًا بنتيجة 3-2.
نتيجة تضع المنتخب الجزائري في المركز الثاني ليتأهل رفقة منتخب النمسا بسهولة إلى الدور المقبل من كأس العالم ! لكن هذا لم يحدث على الإطلاق!
منتخب ألمانيا الذي خسر من الجزائر في جولته الأولى في دور المجموعات، حقق فوزًا على تشيلي في الجولة الثانية، وكان أمام سيناريو وحيد لا مفر منه، ألا وهو الانتصار على النمسا في المباراة الأخيرة في دور المجموعات!
فوز ألمانيا على النمسا كان سيضمن للمنتخب الأخير التأهل بطبيعة الحال إلى المرحلة الثانية، أي أنه لن يبكِ على شيء إذا خسر مباراته الأخيرة.. فماذا حدث ؟
مؤامرة ومسرحية هزلية مشتركة بطولة ألمانيا والنمسا غيرت نظام كأس العالم
ما حدث في الخامس والعشرين من يونيو لعام 1982 في مباراة جمعت ألمانيا بالنمسا، وصف على نطاق واسع بـ”المسرحية الهزلية”، بعدما كانت المباراة من أكثر المباريات المثيرة للاشمئزاز على مر التاريخ.
صحيفة “بيلد” الألمانية، خرجت عقب تلك المباراة بعنوان رئيسي على غلافها فقالت: ” تأهلنا ولكن.. ياللعار! “، في اعتراف جاء من أبناء المانشافت أنفسهم بأن المباراة كانت مؤامرة بين البلدين.
جريدة “دير شبيجل” الألمانية أيضًا، عنونت غلافها الأول بعبارة: ” ألمانيا والنمسا يسخران من العالم وأمام الجمهور! “، بخلاف عناوين جمّة في صحف العالم تحدث عن وجود شبهة تلاعب من بطولة المنتخبين ضد المنتخب الإفريقي.
في ذلك التوقيت وخلال نسخة 1982، كانت مباراة الجولة الثالثة لا تُلعب في التوقيت نفسه، وهو ما ساهم بشكل أكبر في تصديق الجماهير بوجود تلاعب في مباراة ألمانيا والنمسا لإقصاء الجزائر خارج كأس العالم تمامًا.
خاض الألمان مباراتهم ضد النمسا في 10 دقائق فقط، حتى تحقق المراد وقضى المنتخبين 80 دقيقة في تمرير الكرة حول دائرة المنتصف! في مسرحية هزلية لا ترقِ لطفل صغير.
ما حدث في أرض الملعب في تلك المباراة، ربما كان تقليل من كرة القدم والجماهير، لكن بكل تأكيد كان الخاسر الوحيد في تلك الليلة هو منتخب الجزائر، فقد سمح منتخب النمسا لمهاجم ألمانيا “هورست جروبيش” بتسجيل هدف المباراة الوحيد بعد مرور 10 دقائق فقط من صافرة البداية.
ومنذ تلك اللحظة، شارك لاعبي المنتخبين في بطولة مسرحية لا حبكة درامية لها على الإطلاق، بعدما اكتفيا بالتمرير ومحاولة قطع الكرات في منتصف الملعب فقط دون الوصول إلى منطقة الجزاء في الجانبين.
انتهت المباراة بهدف نظيف لمنتخب ألمانيا، ليتأهل مباشرة مع النمسا إلى الأدوار الإقصائية، خاصة وأن المنتخبين الأوروبيين سكن مرماهم 3 أهداف فقط في مباريات دور المجموعات، لكن الجزائر سكن مرماها 5 أهداف بالتمام.
ما حدث في مباراة ألمانيا والنمسا، جعل الصحفيين يوجهون تساؤلات عديدة لمدربي المنتخبين، حول ما دار بالضبط خلف الأبواب المغلقة، لكن رد مدرب المنتخب الألماني “يوب ديرفال” بنفي وجود أية تلاعب أو إتفاقات بين الطرفين على إنهاء المباراة بهذا الشكل.
لكن تعليق مدرب منتخب النمسا هو ما أثار جدل وضجة واسعة، فقال “جورج شميدت” وقتها: ” قررنا في الاستراحة الإبقاء على النتيجة كما هي، لأنها كانت تكفي لتأهلنا! “.
أما منتخب الجزائر، فقد استرد حقه بطريقة ما فيما بعد، بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تغيير النظام الخاص بدور المجموعات في كأس العالم، لتقام مباريات الجولة الثالثة تحديدًا في نفس الموعد، لتشهد نسخة 1982 من كأس العالم على آخر مرة تلعب فيها آخر مباراتين من المجموعة نفسها في توقيت مختلف.