قصص كأس العالم – لاعب رفض تمثيل منتخب ألمانيا فاغتاله هتلر
يأخذك 365Scores في جولة خفيفة بين حكايات وقصص كأس العالم عبر العصور، لاستكشاف كواليس منسيّة وأحداث كانت سببًا في جعل كأس العالم هو البطولة الأضخم بين مختلف البطولات المعترف بها الآن، والبطولة الوحيدة التي تشهد صمت العالم بأثره للالتفاف حول بؤرة ما تنير في إحدى بقاع الأرض كل 4 أعوام فقط.
في هذه الجولة، سنمر على نسخة كأس العالم 1938 التي أقيمت في فرنسا، ويُحسب لتلك النسخة أنها لُعبت رغم أنف الجميع، حيث دارت عجلة كرة القدم قبل عام واحد فقط من اندلاع أكبر كارثة حربية في تاريخ البشرية.
حين اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، ووضعت البشرية كافة بين الأسلاك الشائكة والبارود والدماء التي كانت تغلي من شدة الكره والحقد بين دول الحرب.
هتلر يضم النمسا إلى خريطة ألمانيا ويحرم منتخبها من لعب كأس العالم 1938
قبل انطلاق نسخة كأس العالم 1938، كان ( أدولف هتلر ) قد قرّر فجأة أن الحدود الألمانية لم تكن بعيدة بالشكل الكافي عن برلين، لذا خطر له في مارس 1938 أن يضم النمسا إلى خريطة ألمانيا! كان هذا سببًا كافيًا لعدم تواجد منتخب النمسا في نسخة فرنسا 1938.
منتخب النمسا في ثلاثينيات القرن الماضي، كان يقدم عروضًا مبهرة، وكان من أبرز المرشحين لحصد لقب كأس العالم في نسخة 1938، حتى أنه تأهل بالفعل للمشاركة في البطولة بعدما تخطى لاتفيا!
لكن أن تستيقظ صباح يوم ليخطر ببالك أن تضيف دولة إلى دولتك وتفرض قرارك على بشرية الكرة الأرضية كافة، إذا فأنت لا بد أن تكن (هتلر) النازي!
كان منتخب النمسا على موعد مع منتخب السويد في الدور الأول بمونديال فرنسا، لكن بعد قرار ألمانيا، منع هتلر إرسال منتخب النمسا بعدما فرض على نجومه قرارًا قاسيًا جديدًا.
اضطر الفيفا حينها إلى استكمال البطولة دون النمسا، وتقرر تأهل منتخب السويد مباشرة نحو ربع النهائي دون الدفع بمنتخب بديل ليحل محل النمسا! فقال منظمة الحدث بكل دبلوماسية في بيانِ متقضب: ( في جدول المباريات الرسمي ستصعد السويد للدور التالي مباشرة لعدم حضور منتخب النمسا ).
في ذلك الوقت، أصدر (هتلر) قرار بضم 7 لاعبين من منتخب النمسا إلى قائمة منتخب ألمانيا، لتمثيل المانشافت في كأس العالم 1938! وهم: ( جوزيف ستروه – ودولف – فيلهيلم هاهتيمان – ليوبولد نويمر – روهان بيسير – فيليبالد شماوس – ستيفان سكومال ).
لكن تلك الأسماء الـ 7 لم تخدم منتخب ألمانيا بالشكل الكافي، حيث تعرض المانشافت للإقصاء من الدور الأول من كأس العالم 1938!
هنا تدخل الجهاز الفني لمنتخب ألمانيا، وطالب بضرورة استدعاء قائد منتخب النمسا ( فالتر ناوش ) و( ماتياس سينديلار )، لتقديم خدماتهما لللمانشافت، لكن لأن النظام النازي كان سيجبر ( فالتر ناوش ) على الطلاق من زوجته اليهودية؛ فضّل الهرب بإتجاه سويسرا.
أما (ماتياس سينديلار)، والذي كان يعتبر أفضل لاعبي النمسا في تلك الحقبة على الإطلاق، فقد رفض اللعب بقميص منتخب ألمانيا، وعارض أوامر هتلر! وأحجم عن تنفيذ قراراته حتى وإن كان هذا الأمر سيكلفه شغفه تجاه كرة القدم بالكامل.
لماذا رفض ماتياس سينديلار تمثيل منتخب ألمانيا ؟
يؤكد المؤرخين، على أن رأس الحربة النمساوي (سينديلار) فض تمثيل ألمانيا بسبب أصوله اليهودية المفترضة، لكن تلك الفرضية غير صحيحة على الإطلاق، خاصة وأن التأريخ أكد على أن المهاجم النمساوي كان ينتمي لعائلة كاثوليكية بالأصل.
فضلًا عن ذلك، فقد كانت الحكومة النازية قد أقرّت قبل عدة أشهر من دورة برلين الأولمبية عام 1936، قوانين تحرم الرياضيين اليهود من اللعب في أي مسابقة رياضية، إلى جانب حرمانهم من تمثيل ألمانيا في أي لعبة!
أما عن سبب رفض (سينديلار) تمثيل منتخب ألمانيا، ف يعود إلى اختلاطه بالمجتمع اليهودي بكثرة أثناء لعبه بقميص فريق (أوستريا فيينا) الذي كان أغلب لاعبيه يهود! وكانت تجمعه علاقة قوية للغاية بهم.
لذا، كان ذلك سببًا ضخمًا أدى لخروج (سينديلار) للدفاع عن اليهودية دون أن يُدين بها، فقد دافع عنها بشجاعة وبكل ما أوتي من قوة، في سبيل معارضة هتلر ونازيته المشؤومة.
بجانب كل هذا، فقد وفر (سينديلار) الحماية لعدد كبير من أصدقائه اليهود، حيث وصل به الأمر لشراء حانة كان يمتلكها رجل يهودي، حتى يمنع الألمان من مصادرتها.
هل قام هتلر باغتيال ماتياس سينديلار بعد رفض تمثيل ألمانيا في كأس العالم ؟
وفقًا للرواية الرسمية، يُقال أنه في تاريخ 22 يناير 1939! وجد (سينديلار) متوفيًا في ظروف غامضة للغاية، حيث لفظ أنفاسه اللأخيرة بجانب حبيبته الإيطالية (كاميلا كاستايولا) نتيجة التسمم تسرّب غاز أول أكسيد الكربون، في شقتهما بمدينة فيينا الإيطالية!
لكن هناك عدة روايات أخرى حول تلك الواقعة المريبة تدين هتلر ونظامه النازي، فتتحدث فرضية عن وجود هجوم من قِبل القوات النازية على شقة سينديلار وزوجته كاميلا أدى لمقتلهما.
وفي رواية أخرى، تقول أن جماعة (إس إس) التابعة لنظام النازية الوحشية، كانت تلاحق الزوجين! وبسبب كثرة اضطهادها لهم أدى ذلك إلى انتحار سيندلار وكاميلا هربًا من جشعهما.
لكن الرواية الوحيدة المثبتة حقًا، هي الرواية الأولى التي تؤكد على وفاته رفقة زوجته بسبب تسرب الغاز!
