قصص كأس العالم – بيكنباور يقود منتخب ألمانيا في مونديال 1970 بخلع في كتفه
يأخذك 365Scores في جولة خفيفة بين حكايات وقصص كأس العالم عبر العصور، لاستكشاف كواليس منسيّة وأحداث كانت سببًا في جعل كأس العالم هو البطولة الأضخم بين مختلف البطولات المعترف بها الآن، والبطولة الوحيدة التي تشهد صمت العالم بأثره للالتفاف حول بؤرة ما تنير في إحدى بقاع الأرض كل 4 أعوام فقط.
وخلال هذه الجولة، سندور بين أجواء كأس العالم نسخة عام 1970، التي أقيمت في المكسيك وتوّج به منتخب البرازيل للمرة الثالثة في تاريخه.
لكن رحلتنا هذه المرة لن تتناول تفاصيل بطل لكأس العالم، أو حتى الوصيف، سندور بآلة الزمن حتى نصل إلى “مباراة القرن”، تلك التي جمعت بين منتخب ألمانيا ونظيره منتخب إيطاليا في نصف نهائي كأس العالم 1970.
المنتخب الألماني عانى طويلًا حتى نجح أخيرًا في معانقة ذهب كأس العالم في مونديال 1974، في النسخة التي ستسضيفها ألمانيا عقب نسخة المكسيك 1970 مباشرة.
القيصر فرانز بيكنباور على وجه التحديد كانت له لحظات فارقة واستثنائية في تلك النسخة من المونديال، لكن هناك لحظة لن تغيب عن ذاكرته أبدًا كانت مليئة بالألم والوجع في نصف نهائي البطولة.
خبز البوليتو وحلوى الليمون تقلب موازين الأمور في مباراة القرن!
في البداية، يجب التنويه أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في كأس العالم 1970، أعلن تقسيم المنتخبات الـ 16 المشاركة في المونديال إلى 4 مجموعات “جغرافيًا”، وتحديدًا بعدما هدد منتخب المغرب بالانسحاب إذا تواجد في المجموعة ذاتها مع الكيان الصهيوني.
خاصة وأن منتخب المغرب قام بالانسحاب قبل عامين من تلك النسخة للمونديال، وتحديدًا في دورة الألعاب الأولمبية بعدما تواجد مع الكيان الصهيوني في نفس المجموعة.
ما جعل منتخب ألمانيا يتواجد في المجموعة الرابعة رفقة منتخب المغرب وكذلك منتخبي بيرو وبلغاريا.
حسم منتخب ألمانيا تأهله من تلك المجموعة بعد الفوز في المباريات الثلاثة، ليتأهل كأول المجموعة، إلى دور ربع النهائي، وهناك يتواجه مع منتخب إنجلترا.
وبالرغم أن الإنجليز تقدموا بهدفين في مباراة ربع النهائي، إلا أن فرانز بيكنباور سجل هدف لتقليص الفارق ومن ثم ساهم في تسجيل هدفين آخرين، ليتفوق الألمان في النهاية بنتيجة 3-2 في الأشواط الإضافية.
لكن ما ندور حوله في تلك القصة، هي مباراة القرن التي جمعت بين ألمانيا وإيطاليا في دور نصف النهائي! وما حدث مع فرانز بيكنباور خلالها.
في مباراة غريبة للغاية، لم يقدر لاعبي منتخبي ألمانيا وإيطاليا خلالها من التأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة للغاية في ذلك التوقيت، حتى انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1-1.
لجأ حكم المباراة إلى الأشواط الإضافية، لكن ما حدث في الاستراحة التي حصل عليها لاعبي المنتخبين يبدو أن تأثيره كان له مفعول السحر!
وفقًا لرواية “لوثيانو بيرنيكي” في كتابه الشهير “أغرب الحكايات في تاريخ المونديال”، فإن عدد من النّدل دخلوا أرضية الملعب وهم يحملون صينية فخمة وضعوا على واحدة “خبر البوليتو” وتم تقديمه إلى لاعبي منتخب إيطاليا.
بينما قدم النّدل للاعبي منتخب ألمانيا قطع من حلوى الليمون وكانت تحمل شكل الهلال، وتناول الجميع قطع الحلوى وخبر البوليتو في شغف ونهم كبير.
لكن ما حدث في الأشواط الإضافية جعل كافة الأفواه مفتوحة من هول الصدمة، فقد أطلقت على تلك المباراة “مباراة القرن” نظرًا لقيام المنتخبين بتسجيل 5 أهداف دفعة واحدة في ربع ساعة فقط!
حيث تقدم “جيرد مولر” لصالح منتخب ألمانيا في الدقيقة 94، لتصبح النتيجة 2-1، لكن ثنائي منتخب إيطاليا “تارشيزيو بورجنيتش” و”جيجي ريفا” صنعوا ريمونتادا مبهرة للطليان في الدقيقين 98 و104، لتصبح النتيجة بذلك 3-2.
عاد جيرد مولر مجددًا لتعديل الأمور في الدقيقة 110، وسجل هدف لتصبح النتيجة 3-3، لكن “جاني ريفيرا” كان له الكلمة الأخيرة بعدما سجل هدفًا لمنتخب إيطاليا بعد دقيقة واحدة فقط من هدف مولر 111، لتنتهي المباراة لصالح “الأتزوري” بنتيجة 4-3.
وبعد اللحظات الماراثونية التي شهد عليها ملعب “الأزتيكا” الذي استضاف مباراة ألمانيا وإيطاليا، تم وضع نصبًا تذكاريًا مصممًا على شكل لوحة معدنية تحمل عنوان “مباراة القرن” لشكر المنتخبين على تلك المباراة المبهرة، والتأكيد على أن هنا وطأت أقدام أساطير ألمانيا وإيطاليا ومن هنا سجل التاريخ ما يُعرف الآن بمباراة القرن
أكمل الطليان حتى المباراة النهائية التي خسروها أمام منتخب البرازيل، أما منتخب ألمانيا فقد خاص مباراة تحديد صاحب المركزين الثالث والرابع، ضد أوروجواي، وحسمها الألمان بهدف نظيف.. لكن تلك المباراة لم تشهد تواجد فرانز بيكنباو.. فماذا حدث؟
القيصر بيكنباور يقاتل ويُكمل مباراة القرن بخلع في الكتف!
في اللحظات الحاسمة من المباراة، أي قبل الـ 90 بدقائق، لا تزال النتيجة تشير بالتعادل الإيجابي 1-1 بين المنتخبين، ما يعني الذهاب إلى أشواط إضافية.
لكن الكارثة التي واجهت منتخب ألمانيا، أن مدرب المانشافت قد استنفذ كافة التبديلات الخاصة به نهائيًا، قبل أن يحدث تدخل عنيف جدًا بين أحد مدافعي إيطاليا وبين فرانز بيكنباور!
أدى ذاك التدخل إلى تعرض “بيكنباور” للإصابة بخلع في الكتف، ولأن منتخب ألمانيا كان قد أنهى كل تبديلاته لم يقدر “بيكنباور” على مغادرة الملعب إطلاقًا.
وبسبب استكمال المباراة لأشواط إضافية، تم إسعاف فرانز بيكنباور عن طريق محاولة تثبيت الكتف الأيمن له داخل أرضية الملعب، في الوقت الذي كانت لاعبي منتخبي ألمانيا وإيطاليا يتناولون خبر البوليتو وحلوى الليمون للترطيب عن أنفسهم وسط درجات الحرارة المرتفعة.
استكملت المباراة بالفعل، وشارك بيكنباور طوال الـ 30 دقيقة للأشواط الإضافية، وتعرض لآلام كبيرة ووجع شديد، لكن تمريراته المؤثرة كادت أن تضع ألمانيا في النهائي، لولا هدف “جاني ريفيرا” الرابع للطليان قبل النهاية بقليل!
