قصص كأس العالم – لاعب منتخب روسيا يخطف لقب هداف مونديال 1994 من مباراة واحدة
يأخذك 365Scores في جولة خفيفة بين حكايات وقصص كأس العالم عبر العصور، لاستكشاف كواليس منسيّة وأحداث كانت سببًا في جعل كأس العالم هو البطولة الأضخم بين مختلف البطولات المعترف بها الآن، والبطولة الوحيدة التي تشهد صمت العالم بأثره للالتفاف حول بؤرة ما تنير في إحدى بقاع الأرض كل 4 أعوام فقط.
وخلال هذه الجولة، سندور بين أجواء كأس العالم 1994، لنتعرف على قصة جديدة لا تزال محفورة في ذاكرة المونديال، لكن قصتنا هذه المرة ستخُص بالذكر أحد اللاعبين الذين سطّروا أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ البطولة الأضخم على الإطلاق.
بطل قصتنا هذه المرة سيكون لاعب منتخب روسيا “أوليج سالينكو”، وتحديدًا تألقه الفريد من نوعه في نسخة كأس العالم 1994 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية.
المشاركة الأولى لمنتخب روسيا بإسمه الجديد بعد تفكك الاتحاد السوفيتي
نسخة كأس العالم 1994 التي أقيمت في أمريكا للمرة الأولى في تاريخها، كانت شاهده على لحظات استثنائية بالجملة أيضًا، فمثلًا شارك منتخب روسيا للمرة الأولى في تلك النسخة من المونديال بإسمه الجديد، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي إلى عدة دول.
وتواجد منتخب روسيا في نسخة كأس العالم 1994، في المجموعة الثانية رفقة منتخبات: “ البرازيل – السويد – الكاميرون “، في هذه النسخة كان يتأهل أول وثانِ المجموعات الستة، بالإضافة إلى تأهل أفضل 4 ثوالث لتكوين 16 منتخبًا للمشاركة في دور الـ 16 للبطولة.
كانت بداية منتخب روسيا في نسخة كأس العالم 1994 سيئة للغاية، بعدما تعرضت للهزيمة أمام البرازيل بنتيجة 2-0، وسقطت في خسارة جديدة بنتيجة 3-1 أمام السويد.
كان أمام منتخب روسيا في ذلك التوقيت خيار وحيد فقط، ألا وهو الفوز في المباراة الثالثة والأخيرة أمام الكاميرون بنتيجة كبيرة! خاصة وأن الكاميرون كان لديها نقطة وحيدة حصلت عليها بعد هزيمة أمام البرازيل وتعادل أمام السويد.
فوز الكاميرون على روسيا كان سيمنح فرصة ثمينة للمنتخب الإفريقي للتأهل إلى دور الـ 16، برصيد 4 نقاط، حيث لا يمتلك منتخب روسيا أي نقطة قبل تلك المباراة.
لكن ما حدث في مباراة المنتخبين كان بمثابة المعجزة، وتحديدًا بعدما اعتمد منتخب الروس على المهاجم “أوليج سالينكو”.
سالينكو الذي لم يشارك أمام البرازيل في المباراة الأولى، منحه المدرب الروسي فرصة للظهور أمام السويد في آخر 20 دقيقة فقط من المباراة، ونجح بالفعل في إظهار نفسه وتسجيل هدف من علامة الجزاء.
ما جعل المدرب الروسي يفكر في منحه فرصة المشاركة في المباراة الثالثة والأخيرة أمام الكاميرون، وهنا بدأ كل شيء، حيث سجل سالينكو 3 أهداف في 29 دقيقة في الشوط الأول، وعاد في الشوط الثاني ليضيف هدفين ويصنع هدف آخر سجله زميله في المنتخب الروسي!
أوليج سالينكو يدخل تاريخ كأس العالم بإنجاز هو الأصعب على الإطلاق
لمعرفة من يكون أوليج سالينكو سنعود بآلة الزمن إلى سنوات قليلة للخلف قبل انطلاق البطولة بالأساس، حيث كان لاعبًا في صفوف دينامو كييف الأوكراني، ما سهل عليه فكرة تمثيل منتخب أوكرانيا عند تفكك الاتحاد السوفيتي تمامًا.
لكن سرعان ما غيّر رأيه وقرر العدول عن قراره وتمثيل روسيا في عام 1989، وبالفعل قرر مدرب المنتخب الروسي تحت 20 عامًا خطف أوليج سالينكو للمشاركة في بطولة كأس العالم تحت 20 عامًا التي أقيمت في المملكة العربية السعودية.
سالينكو في كأس العالم للشباب نجح وقتها في خطف لقب هداف البطولة بعدما نجح في تسجيل 5 أهداف مع منتخب روسيا وقتها.
أوليج سالينكو واصل كتابة التاريخ في مونديال 1994، ودخل تاريخ كأس العالم مجددًا بسبب ما فعله في مباراة الكاميرون تلك، بعد تسجيل 5 أهداف دفعة واحدة في تلك المباراة.
حيث ظهرت عبارة “رقم قياسي جديد في تاريخ كأس العالم ” على اللوحة الإلكترونية داخل ملعب مباراة روسيا والكاميرون في مونديال 1994! بعد الهدف الخامس مباشرة الذي جاء بأقدام “سالينكو”. ليصبح بذلك أول لاعب في تاريخ كأس العالم يسجل 5 أهداف في مباراة واحد
يقول “أوليج سالينكو” عندما سُئل عن إعلان تسجيله رقم قياسي جديد في كأس العالم، أثناء سير المباراة بشكل طبيعي، في تصريحات عقب مباراة روسيا والكاميرون: ” لم أهتم بالرقم القياسي خلال المباراة، كنت في قمة تركيزي وقتها، ولم استمع إلى التفاصيل خاصة وأن ما قاله المذيع الداخلي كان باللغة الإنجليزية وأنا لا أتقنها “.
لكن لسوء حظ منتخب روسيا، فإن نتيجة مباراته ضد الكاميرون 6-1، لم تكن كافية لتأهله إلى دور الـ 16 من كأس العالم، حيث وصلت عدد نقاطه إلى 3 نقط فقط، فيما تأهلت الأرجنتين وبلجيكا كأفضل ثوالث برصيد 4 نقاط من مجموعات أخرى!
سجل سالينكو في تلك النسخة من كأس العالم 1994؛ 6 أهداف دفعة واحدة، نجح بسببهم في تصدر قائمة هداف البطولة بمفرده. وظل هكذا بالفعل حتى نصف نهائي المونديال.
عندما نجح “خويستو ستويتشكوف” من معادلة رقمه وتسجيل 6 أهداف مثل سالينكو تمامًا، لكن القدر كان رحيمًا وتشارك الثنائي في جائزة هداف كأس العالم لتلك النسخة.