قصص كأس العالم – عندما تأهلت تركيا لمونديال 1954 على حساب إسبانيا بمساعدة طفل
يأخذك 365Scores في جولة خفيفة بين حكايات وقصص كأس العالم عبر العصور، لاستكشاف كواليس منسيّة وأحداث كانت سببًا في جعل كأس العالم هو البطولة الأضخم بين مختلف البطولات المعترف بها الآن، والبطولة الوحيدة التي تشهد صمت العالم بأثره للالتفاف حول بؤرة ما تنير في إحدى بقاع الأرض كل 4 أعوام فقط.
وخلال هذه الجولة، سنقفز بين أحداث كأس العالم نسخة 1954، تلك التي أقيمت في سويسرا وتوّج بها منتخب ألمانيا الغربية حينها، بعد معجزة بيرن التي شهدت على خطف لقب كأس العالم من منتخب المجر؛ المرشح الأول لحصد البطولة في ذلك الوقت.
التأهل الأول إلى كأس العالم في تاريخ تركيا
لكن بالعودة إلى ما قبل انطلاق كأس العالم نسخة 1954، وتحديدًا في التصفيات المؤهلة لتلك النسخة، والتي شهدت على تأهل منتخب تركيا للمرة الأولى في تاريخه إلى كأس العالم، بسيناريو دراماتيكي تمامًا
قُسمت منتخبات أوروبا على 10 مجموعات. ووجد منتخب تركيا نفسه ضمن المجموعة السادسة، حيث كان منافسه الوحيد هو المنتخب الإسباني. بعدما لعبت منتخبات تلك المجموعة مباريات الذهاب والإياب.
اجتازت إسبانيا مباراة الذهاب دون مشاكل كثيرة، حيث حقق الماتادور الفوز بنتيجة 4-1 في مدريد في يناير 1954، فيما أقيمت مباراة الذهاب في 14 مارس 1954 في أسطنبول، ونجح منتخب تركيا في تأمين الفوز بنتيجة 1-0.
نظرًا لعدم وجود قاعدة للأهداف خارج الأرض في ذلك الوقت، كانت قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تنص على إقامة مباراة فاصلة للحسم التأهل بين إسبانيا وتركيا إلى كأس العالم 1954.
وبالفعل أقيمت مباراة فاصلة في 17 مارس 1954 على ملعب “أولمبيكو” في العاصمة الإيطالية روما، حين تجمع 60 ألف مشجع لمتابعة مباراة درامية حُسمت بطريقة هي الأكثر غرابة حتى يومنا هذا.
ماذا حدث في المباراة الفاصلة بين تركيا وإسبانيا ؟
سيطر منتخب إسبانيا على مجريات اللقاء وكاد أن يتقدم ( خوسيه لويس أرتيشي ) بهدف مبكر للماتادور بتسديدة صاروخية في الدقيقة 32، بعد مرور ساعة؛ تقدم الأتراك عن طريق ( سوات مارما ) بهدف.
لكن منتخب تركيا لم يهنأ كثيرًا، حتى عادل ( أدريان اسكوديرو ) هدف التعادل للإسباني في الدقيقة 79، واستمر النتيجة بالتعادل الإيجابي بهدف في كل مرمى حتى بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي للمباراة.
قوانين الفيفا في ذلك الوقت، لم تعتمد ركلات الترجيح جزءًا من قوانين اللعبة! حيث تم اعتمادها للمرة الأولى في مباريات كرة القدم عام 1970!
ليلجأ حكم مباراة تركيا وإسبانيا في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 1954، لقرار هو الأغرب على الإطلاق لحسم المتأهل النهائي من تلك المباراة! فماذا فعل ؟!
وفقًا لتقرير أعده موقع (فيفا) الرسمي لسرد وقائع البطولة الأضخم في العالم؛ كأس العالم، فقد استقر حكم المباراة على اختيار طفل يُدعى ( لويجي فرانكو جيما ) وهو صبي يبلغ من العمر 14 عامًا، وكان والده يعمل في الملعب حينها، للقيام بمهمة خاصة!
حيث تم وضع رباطة على عين الطفل صاحب الـ 14 عامًا، تمهيدًا لسحب ورقة من بين اثنين دوّن على كلًا منهما إسم لأحد المنتخبين أطراف المباراة.
وفي النهاية، اختار الطفل الصغير معصوب العينين، الورقة التي كُتب عليها إسم ( منتخب تركيا )، لتكون هذه هي الطريقة التي تأهلت بها تركيا إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها عام 1954.
ماذا قدم منتخب تركيا في كأس العالم 1954 ؟
وجدت تركيا نفسها ضمن المجموعة الثانية في مونديال سويسرا 1954، رفقة منتخبات؛ ألمانيا الغربية والمجر وكوريا الجنوبية، فلم تصمد تركيا كثيرًا وغادرت من دور المجموعات.
خسر منتخب تركيا أمام ألمانيا الغربية بنتيجة 4-1، ثم حقق فوزًا عريضًا أمام كوريا الجنوبية بنتيجة 7-0، وفي مباراته الثالثة، تلقى هزيمة جديدة أمام ألمانيا الغربية بنتيجة 7-2.
ووفقًا للقواعد في ذلك الوقت، واجهت تركيا ألمانيا الغربية مرتين، لحسم تأهل أي منهما إلى الأدوار الإقصائية بعدما تعادلا في عدد النقاط، لكنها لم تلعب ضد المجر التي حسمت صدارة المجموعة بعد فوزين على كوريا الجنوبية (9-0) وألمانيا الغربية (8-3).