قصص كأس العالم – الجماهير تستقبل منتخب إيطاليا بقذائف الطماطم بعد وداع المونديال
يأخذك 365Scores في جولة خفيفة بين حكايات وقصص كأس العالم عبر العصور، لاستكشاف كواليس منسيّة وأحداث كانت سببًا في جعل كأس العالم هو البطولة الأضخم بين مختلف البطولات المعترف بها الآن، والبطولة الوحيدة التي تشهد صمت العالم بأثره للالتفاف حول بؤرة ما تنير في إحدى بقاع الأرض كل 4 أعوام فقط.
وخلال هذه الجولة، سنعود بالزمن إلى حدث مثير للغرابة وقع في كأس العالم نسخة 1966، تلك النسخة التي استضافتها إنجلترا وتوّج بها منتخب البلد المضيف؛ منتخب إنجلترا باللقب للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه حتى الآن.
جولة رحلتنا هذه المرة، لن تكون عن مباراة معينة في كأس العالم 1966، لكن سنذهب إلى أشهر مطارات إيطاليا لإلقاء نظرة عن قرب على طريقة استقبال الطليان لمنتخب بلادهم الذي ودع مونديال إنجلترا 1966 باكرًا جدًا عن المتوقع.
ماذا قدم منتخب إيطاليا في كأس العالم 1966 ؟
سقط منتخب إيطاليا في مرحلة المجموعات، في مجموعة متوسطة تضم كلًا من: ” منتخب تشيلي – منتخب كوريا الشمالية – منتخب الاتحاد السوفيتي “.
وكانت أولى مواجهات منتخب إيطاليا ضد منتخب تشيلي في دور المجموعات، في مباراة حسمها الطليان بالفوز، لكن لسوء الحظ فقد تعرض الأتزوري للهزيمة في مباراتيه المتبقيتين أمام كوريا الشمالية والاتحاد السوفيتي.
بهذا الشكل، ودّع منتخب إيطاليا بطولة كأس العالم 1966 باكرًا من دور المجموعات بعدما تذيل مجموعته، ما تسبب في إندلاع موجة غضب عارمة في كافة أنحاء إيطاليا، تسببت تلك الموجة في خروج الطليان لاستقبال لاعبي المنتخب والجهاز الفني بطريقة غير تقليدية.
قذائف الطماطم عقوبة الخروج من كأس العالم!
هناك رواية سردها الكاتب الشهير “لوثيانو بيرنيكي” في كتابه المعروف “أغرب الحكايات في تاريخ المونديال”، أكد فيها أن بعثة منتخب إيطاليا عندما قرر مغادرة إنجلترا بعد توديع كأس العالم 66، تقرر أن يكون موعد الرحيل عن المملكة بعد منتصف الليل، حتى تصل البعثة فجرًا إلى إيطاليا.
كما تقرر أن تهبط بعثة الأتزوري في مطار “جنوى” بدلًا من أن تهبط في أحد أكبر المطارات هنا؛ مطار روما أو مطار ميلانو! لكن تغيرت الوجهة أخيرًا نحو مطار “جنوى”.
تغيير وجهة هبوط طائرة منتخب إيطاليا كانت بالطبع فكرة للهرب من الحشود الجماهيرية الغاضبة بسبب خروجهم من كأس العالم، لكن بمجرد خروج بعثة الأتزوري من الطائرة تلقوا مفاجأة غير متوقعة.
حشود جماهيرية ثائرة داخل صالة الاستقبال في انتظار الأتزوري العائد باكرًا من كأس العالم وبطريقة مخجلة! قرابة الـ 700 مشجع كان داخل مطار جنوى حاملين بأيديهم صناديق خشبية مليئة بأعداد كبيرة من ثمرة الطماطم.
وبمجرد بدأ توافد لاعبي منتخب إيطاليا داخل صالة الاستقبال داخل مطار “جنوى” فجر الثالث والعشرين من يوليو بعد الخروج المخجل على يد كوريا الشمالية “التي لا يعرفها أحد” مثلما وصفتهم الصحف الإيطالية في ذلك التوقيت.
المفاجأة لم تكن في تواجد مشجعين في المطار برغم من تغيير وجهة هبوط الطائرة في اللحظات الأخيرة، لكن كانت في رشقهم بقذائف الطماطم تعبيرًا عن غضبهم الشديد من هؤلاء اللاعبين والمدربين.
لم تكتفِ الجماهير برشق اللاعبين والجهاز الإداري والفني بالطماطم، بل وجهوا لهم أسوأ الشتائم والتهديدات، وقاموا فيما بعد بركل السيارات التي كانت تقل اللاعبين وسط حراسة الشرطة!
وبالرغم من الاستقبال العنيف الذي وجده لاعبي منتخب إيطاليا في مطار جنوى، إلا أن الصحف الإيطالية نقلت تصريح غريب من أحد لاعبي الأتزوري الذي طلب عدم ذكر إسمه، فقال: “ لحسن الحظ تقرر في النهاية أن نصل إلى جنوى في اللحظة الأخيرة وليس إلى ميلانو أو روما. هناك كنا سنتعرض للقتل بكل تأكيد! “.
