قصص كأس العالم – البث التلفزيوني بـ”الأبيض والأسود” يتحكم في قمصان منتخبات مونديال 78
يأخذك 365Scores في جولة خفيفة بين حكايات وقصص كأس العالم عبر العصور، لاستكشاف كواليس منسيّة وأحداث كانت سببًا في جعل كأس العالم هو البطولة الأضخم بين مختلف البطولات المعترف بها الآن، والبطولة الوحيدة التي تشهد صمت العالم بأثره للالتفاف حول بؤرة ما تنير في إحدى بقاع الأرض كل 4 أعوام فقط.
وخلال هذه الجولة، سنعود بالزمن إلى حدث مثير للغرابة وقع في كأس العالم نسخة 1978 التي أقيمت في الأرجنتين وعانق فيها راقصي التانجو ذهب كأس البطولة للمرة الأولى في تاريخهم.
لكن ستكون جولتنا هذه المرة في إحدى المباريات التي أقيمت في مرحلة مجموعات كأس العالم 1978، وتحديدًا في المجموعة الأولى حيث كان طرفا اللقاء منتخب فرنسا ومنتخب المجر!
خطأ من “فيفا” بسبب البث التلفزيوني بالأبيض والأسود يُربك حسابات فرنسا
وفقًا لرواية “لوثيانو بيرنيكي” في كتابه الشهير ” أغرب الحكايات في تاريخ المونديال”، فقد ظن الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن ألوان قمصان منتخب فرنسا “الأرزق” ومنتخب المجر “الأحمر” قد تٌربك مشاهدي البث التلفزيوني، خاصة وأن البث وقتها كان لا يزال بـ”الأبيض والأسود”.
حيث اعتقد المسؤولين في “فيفا” أن أثناء عرض المباراة عبر البث التلفزيوني قد يظهر اللونين الأزرق والأحمر باللون الأسود، وهو ما قد يتسبب في إرباك شديد من جانب المشاهدين.
فأبلغ “فيفا” المنتخبين اللعب بالطقم الاحتياطي -أرسل خطاب للمنتخبين بالخطأ بدلًا من منتخب واحد- حتى ينتهي الجدل بشأن احتمالية ظهور القمصان الأصلية بنفس الدرجة في البث التلفزيوني.
كانت الصدمة والدهشة للجميع، عندما دخل لاعبي المنتخبين لحظة انطلاق المباراة بطقمين أبيضين متطابقين تمامًا! ليتضح أن الطقم الاحتياطي لكلا المنتخبين يحمل نفس اللون؛ اللون الأبيض! ما عقد الأمور أكثر فأكثر بسبب خطأ بسيط في الإعلام الرسمي من “فيفا”!
وقتها كان على حكم المباراة البرازيلي “أرنالدو كويليو” التصرف سريعًا لحسم الموقف ولعب المباراة بأي شكل، حيث استدعى قائدي المنتخبين لمطالبة أحدهما باللعب بالقميص الأساسي، ليتفاجئ بأن المنتخبين لم يأتوا إلى المباراة إلا بالطقم الاحتياطي فقط! بعدما تسلما خطاب من “فيفا” بعدم اللعب بالأطقم الأساسية بسبب البث التلفزيوني.
ولحسن الحظ، كان بين الحضور في مدرجات ملعب “خوسيه ماريا مينيلا”، أحد قيادي نادي “كيمبرلي” الأرجنتيني، والذي طالب بضرورة إبلاغ الحكم البرازيلي بأن لديه الحل لإنهاء تلك الأزمة تمامًا.
وكان الحل هو إعارة أحد المنتخبين قمصان فريق كيمبرلي الأرجنتيني، ولاقى هذا العرض موافقة فورية من جانب الحكم البرازيلي، وتم إجراء قرعة والتي جاءت من نصيب منتخب فرنسا أن يُبدل طاقمه بالطقم الخاص لفريق كيمبرلي.
وبعد 40 دقيقة من الموعد الأصلي لانطلاق المباراة، دخل منتخب فرنسا بقمصان مخططة عموديًا تحمل اللونين الأبيض والأخضر، بينما ظل منتخب المجر محتفظًا بالطاقم الأبيض بالكامل.
ولأن ترقيم القمصان الخاصة بنادي كيمبرلي الأرجنتيني كانت من 2 وحتى 16 فقط، وبسبب تأخر المباراة عن موعدها الأصلي، كل هذه الامور تسببت في تسريع عملية ارتداء لاعبي منتخب فرنسا للقمصان دون الالتفات إلى أرقامها.
ما جعل “دومينيك روشيتو” يظهر بالقميص رقم 7 و”أوليفييه روبيه” ارتدى القميص رقم 11، لكن كان الرقم الظاهر على سراويلهم الخاصة بالطقم الأصلي الخاص بمنتخب فرنسا والذي لم يغيروه كانت 18 و20 على الرتيب!
في النهاية، نجح منتخب فرنسا في تحقيق الفوز على المجر بنتيجة 3-1، وسجل أهداف الديوك؛ “لوبيز” في الدقيقة 22، و”بيردول” في الدقيقة 37 و”روشيتو” في الدقيقة 42، بينما جاء هدف المجر عن طريق “زمبوري” في الدقيقة 41.
لكن برغم فوز الديوك، إلا أن نتيجة المباراة لم تساعد منتخب فرنسا في التأهل نحو الدور الثاني، بعدما ودع البطولة من دور المجموعات رفقة منتخب المجر، بعدما احتل الأول المركز الثالث فيما وقف المجر في المركز الرابع.