قصص كأس العالم – أسباب غريبة حرمت منتخب مصر من تواجد تاريخي في كأس العالم
يأخذك 365Scores في جولة خفيفة بين حكايات وقصص كأس العالم عبر العصور، لاستكشاف كواليس منسيّة وأحداث كانت سببًا في جعل كأس العالم هو البطولة الأضخم بين مختلف البطولات المعترف بها الآن، والبطولة الوحيدة التي تشهد صمت العالم بأثره للالتفاف حول بؤرة ما تنير في إحدى بقاع الأرض كل 4 أعوام فقط.
هذه الجولة لن تكون عن حدث ما في كأس العالم، لكن سندور في دائرة مغلقة بين الأسباب والأعذار الغريبة التي قدمها منتخب مصر لعدم المشاركة في نسخ عدة من بطولة كأس العالم من قبل، كانت ستجعل الفراعنة أصحاب الريادة والتواجد التاريخي في المونديال من بين المنتخبات العربية.
نعم، منتخب مصر كان على بُعد خطوة من صناعة المجد في تاريخ كأس العالم، خاصة وأنه أخذ السبق في المشاركةفي المونديال، حييث يعتبر الفراعنة هم أول منتخب عربي على الإطلاق يشارك في كأس العالم وذلك خلال النسخة الثانية له مباشرة عام 1934.
عند النظر إلى تاريخ منتخب مصر، ستجد أنه يحمل أكبر عدد من بطولات كأس أمم إفريقيا فهو أول بطل للقارة وأكثر المنتخبات تتويجًا بأضخم بطولة تقام تحت راية الاتحاد الإفريقي بشكل عام، بواقع 7 ألقاب.
لكن بالنظر إلى تاريخ مشاركاته في بطولة كأس العالم، ربما تشعر بالصدمة بسببب قلة عدد مرات وصول منتخب مصر إلى البطولة الأضخم في العالم، لكن منتخب الفراعنة كان السبب الأكبر في ذلك بعدما قدموا أعذار غريبة عن المشاركة في المونديال في نسخ متنوعة!
أسباب غريبة حرمت منتخب مصر من تواجد تاريخي في كأس العالم
خلال نسخ بطولة كأس العالم السابقة، لم يشارك منتخب مصر سوى في ثلاث نسخ فقط، بالرغم من دعوة الفراعنة للمشاركة في أول نسخ للمونديال على الإطلاق، فلماذا رفضت مصر المشاركة في البطولة ؟
كأس العالم 1930 – بين حجة بُعد المسافة وتأخر البعثة عن اللحاق بالباخرة
من المعروف أن أول نسخة لبطولة كأس العالم أقيمت في الأوروجواي، وقتها قرر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “جول ريميه”، جمع كافة المنتخبات المشاركة في البطولة على متن باخرة واحدة ليضمن وصول اللاعبين كافة في نفس التوقيت!
في تلك الفترة، كانت المشاركة في بطولة كأس العالم تتم بدون خوض المنتخبات التصفيات، حيث يتم توجيه دعوات من الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى بعض المنتخبات في كل قارة.
ومن بين المنتخبات التي وجهت لها دعوة في أول نسخة لكأس العالم، كان منتخب مصر، لكن الفراعنة رفضوا المشاركة!
تقول إحدى الروايات التاريخية بشأن تلك القصة، أن بُعد المسافة بين مصر والأوروجواي كان سبب رئيسي لرفض دعوة “الفيفا” بالتواجد في المحفل التاريخي! حيث يستغرق وصول الباخرة إلى الأوروجواي قرابة 20 يومًا.
لكن البعض يؤكد أن منتخب مصر وافق على المشاركة، لكن تأثر بعثة الفراعنة على الباخرة التي تقل المنتخبات، تسبب في عدم تواجد الفراعنة في تلك النسخة!
كأس العالم 1934 – أول مشاركة مصرية في المونديال
بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم بداية من تلك النسخة يُقيم نظام التصفيات لتأهل المنتخبات إلى كأس العالم، لكن النظام كان بدائيًا قليلًا فكان بنظام مباراة فاصلة وحيدة وبدون أي تقسيم جغرافي.
حيث يُقيم الاتحاد الدولي لكرة القدم قرعة بين المنتخبات المرشحة للمشاركة في البطولة، على أن يتأهل الفائز من كل مباراة إلى كأس العالم، وقتها أوقعت القرعة منتخب مصر في مواجهة نظيره الفلسطيني.
أقيمت مباراة الذهاب في مصر وانتهت بفوز الفراعنة بنتيجة عريضة 7-1، لكن في مباراة الإياب التي أقيمت في القدس، انتهت بفوز مصر أيضًا بنتيجة 4-1 وتأهل الفراعنة للمرة الأولى إلى كأس العالم الذي أقيم في تلك النسخة في إيطاليا.
مشوار الفراعنة في كأس العالم 1934 انتهى سريعًا، بعد الخسارة أمام المجر في مباراة الدور الأول بنتيجة 4-2، وسجل الهدفين وقتها عبد الرحمن فوزي.
كأس العالم 1938 – رفض خوض المباراة الفاصلة بسبب صيام رمضان!
في النسخة الثالثة للمونديال، أوقعت القرعة منتخب مصر في مواجهة مع منتخب رومانيا، الفائز سيتواجد في فرنسا مع المحفل العالمي، لكن منتخب مصر رفض لعب المباراة!
حيث حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم موعدًا للمباراة في نهار شهر رمضان، لذا رفض الاتحاد المصري حينها دخول تلك المباراة وطالب من “فيفا” ضرورة تأجيل موعدها لموعد آخر يتناسب مع لاعبيه.
الصادم في الأمر، أن منتخب مصر لم ينتظرر حتى قرار “فيفا” بتأجل المباراة، وقرر خوض مباراة ودية مع فريق فرست فيينا النمساوي! لذا اعتبر “فيفا” منتخب مصر منسحبًا من المباراة وتأهلت رومانيا إلى كأس العالم 1938.
كأس العالم 1950 – وتكرار سيناريو النسخة الأولى مُجددًا
تم الاستقرار على إلغاء نسختي كأس العالم عامي 1942 و1946، بسبب إندلاع الحرب العالمية الثانية في أوروبا، ما ادى لدمار ضخم شمل مختلف دول القارة العجوز.
وبعد نهاية الحروب نهائيًا وعودة الحياة الطبيعية، كان من الصعب على أي دولة في أوروبا تنظيم بطولة بحجم كأس العالم على أراضيها، هنا فكر “فيفا” في نقل البطولة إلى أمريكا اللاتينية وتحديدًا البرازيل التي وافقت على تنظيم المونديال حينها.
وبشكل طبيعي، كان منتخب مصر من بين الأسماء المتواجدة في قرعة التصفيات لخوض مباراة فاصلة للمشاركة في كأس العالم 1950، لكن الفراعنة كرروا نفس سيناريو النسخة الأولى من المونديال ورفضوا المشاركة!
تقول إحدى الروايات أن بسبب بُعد المسافة بين مصر وأمريكا اللاتينية، وتكلفة السفر الباهظة، استقر الفراعنة على الانسحاب من التصفيات.
كأس العالم 1954 – الخسارة أمام إيطاليا
بنفس نظام التصفيات، وقع منتخب مصر في صدام مع منتخب إيطاليا، والفائز من تلك المباراة كان سيضمن تواجده في كأس العالم سويسرا 1954.
لكن منتخب الفراعنة دخل مباراتي الذهاب والإياب، وخسر بنتيجة 2-1 في الذهاب الذي أقيم في القاهرة، بجانب الخسارة في الإياب في إيطاليا بنتيجة عريضة 5-1، ليتأهل الأزوري إلى كأس العالم وقتها.
جدير بالذكر، أن محمد نجيب الرئيس المصري في ذلك التوقيت، حضر المباراة ونزل إلى أرضية الملعب لتحية لاعبي منتخب إيطاليا بنفسه.
كأس العالم 1958 – الانسحاب هو الحل
قبل انطلاق كأس العالم 1958، قرر “فيفا” تغيير نظام التصفيات بإقامة دور أول ودور ثاني، على أن يتأهل الفائزين لخوض مباراة فاصلة، فأوقعت قرعة الدور الأول مصر في مواجهة منتخب قبرص لكن الأخير قرر الانسحاب في النهاية.
في الجانب الآخر، كان هناك مباراة تجمع منتخب أندونيسيا بنظيره الكيان الصهيوني، في تلك المباراة قرر منتخب أندونيسيا الانسحاب نهائيًا لعدم ملاقاة هذا المنتخب.
فتأهل منتخب مصر إلى الدور الثاني وكان على موعد مع منتخب السودان، لكن الصدمة كانت في أن الفائز من تلك المباراة سيلاقي الكيان الصهيوني لحسم التأهل للمونديال! هنا قرر منتخبي مصر والسودان الانسحاب نهائيًا خاصة وأن موعد المباراة كان في السنة التالية للعدوان الثلاثي على مصر!
وبطبيعة الحال، تأهل الكيان الصهيوني إلى الدور الفاصل لمواجهة منتخب ويلز، الذي نجح في الفوز عليه ذهابًا وإيابًا وتأهل إلى كأس العالم 1958.
كأس العالم 1970 – انسحاب جديد
في تلك الفترة وحتى عام 1973، توقف كل شيء في مصر بسبب الحرب الدائرة بين مصر وإسرائيل في ذلك التوقيت، قبل أن تدب الحياة في كل شيء مرة أخرى عقب انتصار أكتوبر 73 واسترداد مصر أرضها من الكيان الصهيوني.
كأس العالم 1994 – حجز تذكرة تأهل الفراعنة بسبب “طوبة”
خلال مرحلة التصفيات، مصر كانت في وضع جيد جدًا بعد فوزها على منتخب زيمبابوي، وكان عليها فقط مواجهة الكاميرون في مباراة نهائية لحسم التأهل بشكل نهائي إلى كأس العالم 94.
لكن الصدمة، أن أحد المتواجدين من مدرجات الفراعنة، قام بإلقاء “طوبة” صوب ملعب المباراة، ولسوء حظ منتخب مصر، أصابت الحجارة رأس مدرب زيمبابوي! فقام المسؤولين في زيمبابوي بتقديم شكوى ضد الفراعنة.
قرار الفيفا جاء حاسمًا بإلغاء نتيجة المباراة الأولى وإقامة مباراة جديدة على أرض محايدة، فشل الفراعنة في تحقيق الفوز وانتهت المباراة بالتعادل ما أدى بدوره لخروج الفراعنة من مرحلة التصفيات بالكامل ولم تتأهل لخوض الدور الفاصل أمام الكاميرون.
كأس العالم 2010 – ومباراة أم درمان!
في هذه النسخة من التصفيات، كان منتخب مصر على أعتاب خطف بطاقة التأهل صوب مونديال 2010، لكن بعد فوز الفراعنة على منتخب الجزائر في آخر مباريات التصفيات، لسوء الحظ أصبح منتخبي مصر والجزائر متساويين في عدد النقاط وفارق الأهداف بجانب عدد الأهداف المسجلة والتي استقبلها كل منتخب!
ومن هنا، اضطر الاتحاد الدولي التدخل وإصدار قرار بإقامة مباراة فاصلة، تم تحديد ملعب “أم درمان” في السودان لإقامة المباراة في ذلك الوقت، وفاز منتخب الجزائر بهدف نظيف، وودع الفراعنة مرحلة التصفيات تمامًا.
كأس العالم 2014 – وخسارة مُهينة للفراعنة أمام غانا
برغم أن منتخب مصر في مرحلة التصفيات أنهى مباريات مجموعته بفارق كبير عن أقرب منافسيه، وحسم تأهله للدور الفاصل باكرًا.
في الدور الفاصل، اصطدم منتخب مصر بنظيره منتخب غانا، في مباراة كانت بمثابة الصاعقة على الفراعنة وجماهيره أيضًا، بعد الهزيمة المهينة بنتيجة 6-1 في مباراة الذهاب وفوز غير مؤثر في الإياب بنتيجة 2-1.
كأس العالم 2022 – سيناريو غريب أمام السنغال يطيح بآمال الفراعنة مُجددًا
بنفس سيناريو تصفيات 2014، حسم منتخب مصر تأهله من الدور التاني بمرحلة المجموعات باكرًا، بعدما تصدر مجموعته بـ 14 نقطة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه “الجابون” صاحب الوصافة بـ 7 نقاط فقط!
أوقعت قرعة الدور الفاصل، منتخب مصر في صدام جديد مع نظيره السنغالي، كان لابد من خطف أحدهما بطاقة التأهل نحو قطر 2022.
وبرغم أن الفراعنة حسمت مباراة الذهاب على أرضها في القاهرة بهدف نظيف، إلا أن منتخب السنغال نجح في خطف بطاقة التأهل للمونديال بعد نهاية مباراة الإياب بركلات الحظ الترجيحية.
بطبيعة الحال، إذا لم ينسحب منتخب مصر من المباراة الفاصل، أو في حالة فوزه في التصفيات التي خاضها طوال تاريخه كان سيصبح المنتخب العربي الوحيد الذي يمتلك سجل تاريخي من المشاركة في كأس العالم بشكل عام.