قصص اليورو – صاحب أشهر ركلة جزاء في التاريخ.. عندما أهدى “بانينكا” اللقب لبلاده
هناك مقولة شهيرة للأديبة الراحلة هيلين كيلر تقول فيها: ” الحياة إما أن تكون مغامرة جرئية أو لا شئ “، ويبدو أن “أنتونين بانينكا”وضع تلك المقولة نصب عينه ورفعها شعارًا له في الحياة.
أنتوني بانينكا يُعد واحدًا من أعظم لاعبي كرة القدم في تشيكوسلوفاكيا على الإطلاق، نجح في وضع أسمه ضمن تاريخ اللعبة رقم واحد في العالم أجمع، بعدما ابتكر واحدة من أشهر ركلات الجزاء التي لُعبت في تاريخ كرة القدم!
اكتسب بانينكا شهرة خيالية، وذلك في عام 1976، حين ضربت تشيكوسلوفاكيا موعدًا مع ألمانيا الغربية في نهائي بطولة كأس أمم أوروبا أو “اليورو”، تلك المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، ليحتكم الفريقان لركلات الحظ الترجيحية!
نجح أول 7 لاعبين من كل فريق في إحراز ركلاتهم بالتمام، وتبقى ركلة وحيدة لكل فريق، كانت الضربة الأولى لألمانيا الغربية، لكن “أولي أونيس” أضاعها لتخرج أعلى المرمى.
- طالع أيضًا
- كنا ذاهبين لغسل الصحون فأصبحنا ملوك – أسطورة مانشستر يونايتد عن فوز بلاده الغير متوقع باليورو
- قصص اليورو – من بكاء الطفل كريستيانو رونالدو إلى المجد
- بطل أوروبا الذي لم يفز في أرض الملعب – عندما فازت إيطاليا باليورو عن طريق القرعة
جاء موعد ركلة تشيكوسلوفاكيا الثامنة، ليأتي معها الدور على “بانينكا” الذي همّ لتسديدها، وفي طريقه ناحية المرمى لم يكن في مُخيلته سوى أن تلك الركلة إذا هزت شباك ألمانيا الغربية ستهتز معها كافة شوارع وأرجاء تشيكوسلوفاكيا فرحًا بأول لقب في تاريخ بلاده بالكامل!
وبهدوء شديد قرر “بانينكا” إتباع أسلوب جديد وغير تقليدي على الإطلاق في تنفيذ الركلة الثامنة، بعدما رفع الكرة بتسديدة بسيطة للغاية في وسط المرمى عن طريق اللوب القصير لتمر من فوق الحارس “سيب ماير” وتهز شباك ألمانيا الغربية لتعلو الأهازيج والصرخات في أرجاء تشيكوسلوفاكيا معها.
تلك اللوحة الفنية وضعت إسم “بانينكا” في تاريخ اللعبة الأشهرة على الإطلاق في العالم، حيث أطلق عليها النقاد والصحفيين والرياضيين أيضًا فيما بعد بـ”ركلة جزاء بانينكا” وعندما يُنفذها أي لاعب آخر يقولون قام فلان بتنفيذ ركلة جزاء على “طريقة بانينكا”.
وفي أول تصريح له عقب تنفيذ تلك الركلة المثيرة للجدل، قال بانينكا للصحف في تشيكوسلوفاكيا: ” أعتقد أن “سيب ماير” حارس ألمانيا الغربية، لا يحب سماع إسمي كثيرًا، لم أكن أنوي أن أسخر منه، على العكس تمامًا اخترت تلك الطريقة لأني كنت أعتقد أنها الوصفة الأسهل لتسجيل الهدف! إنها وصفة سهلة حقًا “.
فيما بعد في أحد الحوارات الصحفية التي أجراها في أعقاب تتويج تشيكوسلوفاكيا باليورو، أفصح “بانينكا” عن القصة وراء فكرة تلك الركلة ومن أين جاءت بالضبط.
يروي “بانينكا” أنه عقب التدريبات الخاصة بناديه “بوهيميانس براجا” في فترة السبعينات، كان يدخل في تحدي مع حارس مرمى فريقه وقتها “زدينيك أروسكا”. الذي كان يشترط عليه التدرب عقب انتهاء التدريبات على ركلات الجزاء، وإذا نجح “بانينكا” في الفوز سيقدم له الحلوى التي يُحبها.
يقول “بانينكا” أنه أبدًا ما نجح في الفوز على الحارس “زدينيك” في أي مناسبة، إلا في مرة وحيدة فكر في إتباع أسلوب جديد غير معروف على الإطلاق لتنفيذ ركلة الجزاء.
حينها فكرة في تنفيذها عن طريق اللوب القصير لتمر إلى الشباك من أعلى الحارس، هذه هي المرة التي فاز فيها على زدينيك في التحدي، ومن يومها باتت أسلوب حياة لديه وكانت طريق لتشيكوسلوفاكيا لحصد الذهب الأول لها في تاريخها في اليورو.
ومن المفارقات الطريفة، أن أليكسيس سانشيز، اعتمد على طريقة “بانينكا” في تنفيذه للركلة الأخيرة في نهائي كوبا أمريكا 2015 والذي جمع منتخب بلاده “تشيلي” بنظيره الأرجنتين، ونجح سانشيز وقتها في اقتناص اللقب الأول على الإطلاق لتشيلي في بطولة كوبا أمريكا!
كان أسطورة البرازيل، بيليه، يقول عن ركلة “بانينكا”: أنها ركلة تجعل صاحبها إما عبقريًا أو مجنونًا.