قصة لاعب ليفربول الذي عثر على قميص زين الدين زيدان مع فرنسا في حقيبة تسوق!
أن تكون واحدًا من اللاعبين صغار السن الواعدين ويُهديك نجم بارز سطع نجمه في سماء النجومية هو أمر غاية الروعة، عادة ما يخوض بعض اللاعبين دروبًا لا أحد يعلم عنها أي شئ سواهم، لذا يكون بهجة الشعور بأقل تقدير يحظون به مضاعف على أية حال.
الفرنسي زين الدين زيدان، لمع بقوة في سماء فرنسا حين كان سببًا بارزًا في خطف ذهب مونديال عام 1998 من البرازيل؛ بعدما سجل هدفين في فوز الديوك بثلاثية بيضاء، ورفع كأس العالم لأول مرة في تاريخه وتاريخ بلاده.
تلك المباراة النهائية شهدت تواجد الفرنسي الراحل ( جيرارد هولييه ) مدرب ليفربول السابق، في مدرجات الملعب، لرؤية منتخب بلاده وهو يعانق الذهب للمرة الأولى.
ذهب ( هولييه ) حينها إلى زين الدين زيدان، الذي تجمعهما علاقة قوية، وطالبه بالحصول على قميصه الذي ارتداه في المباراة النهائية بين منتخب فرنسا والبرازيل كتذكار لتلك المناسبة العريقة.
لكن بعد سنوات قليلة، كان القميص الذي كان يرتديه زين الدين زيدان في تلك الليلة، متواجدًا في حقيبة تسوق داخل ملعب “أنفيلد”، بعدما عثر عليه لاعب ليفربول ( داني ميرفي )، فما السر ؟
يروي (داني ميرفي) لاعب خط وسط نادي ليفربول سابقًا والذي ارتدى قميص الريدز في الفترة من 1997 وحتى 2004؛ كيف لعب جيرارد هولييه دورًا رائعًا ومؤثرًا في شخصيته حين كان مُدربه له في ملعب “أنفيلد”، وما السر وراء عثوره على قميص زيدان!
يقول ميرفي، في تصريحات لـ talkSPORT: ” كان جيرارد هولييه مديري في ليفربول حينها، وكان له تأثير قوي عليّ، وفي تلك الفترة كان يتمتع بعلاقة صداقة قوية مع زيدان منذ أيامه في فرنسا، كما أنهما ظلا على اتصال على مر السنين فيما بعد “.
وتابع ميرفي: ” ذات يوم استيقظت على نبأ استدعائي للمرة الأولى إلى صفوف منتخب إنجلترا، كنت في غاية السعادة لهذا الأمر، فيما بعد، اتصل بي (هولييه) وقام باستدعائي على الفوز إلى مكتبه في أنفيلد “.
وأضاف: ” قُلت في رأسي؛ عليّ أن أشكر هولييه لأنه كان سببًا بارزًا في إعادتي إلى ليفربول بعد إعارتي إلى “كرو”، حيث كان له تأثير قوي في تطور أدائي ما ساهم فيما بعد بالفوز ببعض الألقاب (الثلاثية)، وهذا كان سببًا في انضمامي إلى منتخب إنجلترا بالطبع “.
وأكمل ميرفي: ” بعد أن وصلت إلى مكتب هولييه، قام بإخراج حقيبة بلاستيكية تشبه حقيبة التسوق بالضبط، وألقى بها على المكتب، ثم قال لي: ” تفضل هذا لك “،
وواصل ميرفي: ” أمسكت بالحقيبة لأنظر لما بداخلها، وكانت المفاجأة حين وجد قميص أزرق مُدون عليه إسم “زيدان”، أعرف هذذ=ا القميص جيدًا، لكني كنت في حالة صدمة بعض الشئ فلم أنطق “.
واستطرد: ” نظر لي (هولييه) ثم قال لي: ” زين الدين أعطاني هذا القميص بعد نهائي كأس العالم 98، لكني أريد أن أعطيك إياه “.
يقول ميرفي: ” كنت في حالة أشبة بالدهشة، لذا حاول هولييه إخراجي من تلك الحالة فقال لي: ” لقد تحدثت إلى زيدان، وأخبرته أنني سأعطي القميص لك، إنها مكافأة مني على الرحلة التي كنت فيها مع ليفربول وعلى جهودك الفترة الأخيرة “.
دوني ميرفي شارك بالفعل مع منتخب إنجلترا في أول مباراة دولية له أمام السويد، في نوفمبر 2001، بعد فترة وجيزة من تتويجه بـ”الثلاثية ” التاريخية مع ليفربول.
من هو دوني ميرفي ؟
وقع ليفربول مع دوني ميرفي عام 1997، مقابل رسوم أولية تقدر بـ مليون ونصف جنيه استرليني، وظهر لأول مرة بقميص الريدز في افتتاحية موسم 1997\98، في التعادل ضد ويمبلدون.
ومع ذلك لم ينجح في تثبيت أقدامه مع الفريق الأول على الفوز، حتى وأنه في الموسم التالي سجل ظهور لمرة وحيدة مع ليفربول في الدوري الإنجليزي.
حتى قررت إدارة الريدز إعارته إلى فريقه السابق “كرو”، ونجح ميرفي في إنقاذ فريقه القديم من شبح الهبوط، وبعد انتهاء فترة الإعارة، عاد إلى ليفربول كلاعبًا أساسيًا.
على الرغم من أنه بطبيعة الحال لاعب وسط مركزي، لذا كان عليه إيجاد منافسة شرسة للغاية على مركزه في ظل تواجد (ستيفن جيرارد) و(هامان) في المركز نفسه، الأمر الذي استدعى تدخل جيرارد هولييه المدرب، لمساعدة ميرفي على تغيير مركزه ليؤدي في مركز الجناح.
نجح ميرفي في تقديم أداء مميز للغاية مع ليفربول في ذلك الوقت، حتى وأنه توّج مع الريدز بالثلاثية التاريخية عام 2001، حين فاز الفريق الأحمر بـ( كأس الرابطة – كأس الاتحاد الإنجليزي – كأس الاتحاد الأوروبي )، وأنهى الريدز في وصافة البريميرليج عام 2002.
الأمر الذي استدعى خروج مساعد مدرب ليفربول وقتها، فيل طومسون، للإشادة بمهارات ميرفي، حين قال: ” ربما يكون أكثر اللاعبين وعيًا من الناحية التكتيكية لدينا الآن “.
وفي موسم 2003، على الرغم من تراجع أداء ليفربول واحتلال المركز الخامس في جدول الترتيب، لكن ميرفي قدم حملة فردية مذهلة شهدت تسجيله 12 هدفًا وتم اختياره حينها كأفضل لاعب في الموسم.