قصة تاريخية – السجين الذي جلب لإيطاليا كأس العالم
نقدم لكم من خلال موقع 365scores سلسلة قصة تاريخية على مدار شهر رمضان، والتي سنستعرض معكم من خلالها العديد من الأحداث الغريبة منذ انطلاق لعبة كرة القدم.
رحلتنا هذه المرة ستكون نحو عام 1980 وتحديدا في العاصمة الإيطاليا روما، حينما أصدرت المحكمة عقوبة السجن 3 سنوات على نجم نادي يوفنتوس، باولو روسي بسبب تورطه في قضية تلاعب بالمباريات لتتوقف مسيرته في أفضل فتراتها.
غاب باولو روسي بسبب هذا الحكم عن المشاركة مع الأتزوري في بطولة كأس أمم أوروبا بالعام ذاته، ليشاهد منتخب بلاده وهو يودع البطولة في المركز الرابع بدور المجموعات من خلف القفص الحديدي.
- طالع أيضًا:
- أليجري يوافق على العودة إلى يوفنتوس بشرط وحيد
- بايرن ميونخ يُنهي اتفاقه مع بديل فليك
- ماركا: ريال مدريد سيتعاقد مع صفقة وحيدة الانتقالات القادمة
وأصبح باولو روسي على مشارف الغياب عن كأس العالم عام 1982 في إسبانيا، ولكن المحكمة قامت بتخفيف الحكم الصادر ضده ليصبح عامين فقط بدلا من 3 أعوام، ليخرج روسي من السجن في النصف الثاني من موسم 1981-1982.
فقد روسي مستواه الفني والبدني عقب ابتعاده عن ممارسة كرة القدم لمدة عامين كاملين، ليسجل فقط 3 أهداف بقميص السيدة العجوز في النصف الثاني من الموسم، ويتوقع الجميع استبعاده من قائمة إيطاليا المسافرة إلى مونديال إسبانيا.
فجر المدير الفني للمنتخب الإيطالي إنزو بيرزوت مفاجأة من العيار الثقيل بضم باولو روسي لقائمة المنتخب المشاركة في المونديال، بل ودفع به أساسيا في الثلاث مباريات بدور المجموعات، ليظهر بصورة باهتة تماما وبلا أي تأثير.
تأهل منتخب إيطاليا بصعوبة بالغة وبدون تحقيق أي انتصار من دور المجموعات مكتفية بثلاث تعادلات أمام كلا من بولندا وبيرو والكاميرون بدون تحقيق أي انتصار، وبلا أي هدف للاعب يوفنتوس على مدار المباريات الثلاث.
تراجعت أسهم المنتخب الإيطالي بشدة خاصة مع وقوعه في طريق الأرجنتين بقيادة الأسطورة مارادونا ومن ثم الصدام بالبرازيل في الدور ربع النهائي بجيلهم الذهبي، ومع المستوى المخيب في دور المجموعات أصبح المرور درب من الخيال.
مفاجأة أولى من المنتخب الإيطالي في وجه رفاق مارادونا بالفوز عليهم بهدفين مقابل هدف وحيد، ليصبح الاختبار الأهم أمام البرازيل من أجل عبور مجموعات ربع النهائي إلى المربع الذهبي، وهنا كان ظهور روسي الأول وانفجاره في البطولة.
باولو روسي يقود المنتخب الإيطالي للفتك براقصي السامبا، المرشح الأول لنيل البطولة، بثلاثية مقابل هدفين بتسجيله كل أهداف الأتزوري في هذه المباراة ليعلن عودة الروح مجددا إلى السجين.
أتى الدور نصف النهائي ويتعين على إيطاليا مواجهة بولندا من جديد، ليستمر باولو روسي في توهجه ويقود الأتزوري نحو المباراة النهائية بتسجيل هدفين في المرمى البولندي لتنتهي بهما المباراة بهدفين دون رد.
واستمرت مكافأة باولو روسي لمدربه على الثقة في قدراته حتى المباراة النهائية بعدما سجل هدف الافتتاح في مرمى الماكينات الألمانية في انتصار الأتزوري بثلاثية مقابل هدف وحيد، لتحتل إيطاليا عرش المونديال للمرة الثالثة في تاريخها.
كتب باولو روسي المجد بعدما خرج من ظلمات السجن نحو المونديال العالمي وسط هجومي طاغي من الشعب الإيطالي على مدرب المنتخب، لكن روسي دافع عن مدربه وظهر في الوقت الحاسم في صورة البطل المنقذ وارتقى بالأتزوري نحو حمل اللقب.
وتحول روسي من لاعب مبغوض عليه في أرجاء بلاد البيتزا ومتهما في نظر الكثيرين، إلى بطل قومي يتغنى الجميع باسمه ويتجه جميع الآباء إلى إطلاق اسمه على أبنائهم.