فينيسيوس جونيور يستمد قوته من أنشيلوتي

وُلد فينيسيوس جونيور في ساو جونسالو، البرازيل، يوم 12 يوليو 2000، ونشأ في بيئة متواضعة تُحفّز على الاجتهاد، بدأت مسيرته الكروية عندما التحق بأكاديمية فلامنجو للشباب، حيث لفت الأنظار بموهبته الفذة وسرعته الكبيرة، في سن 16 عامًا، أبرم ريال مدريد اتفاقًا لضمه، ليصبح أصغر لاعب برازيلي ينضم إلى النادي الإسباني في صفقة قُدّرت بـ45 مليون يورو.

في ريال مدريد، لم تكن بداياته سهلة، حيث واجه انتقادات لافتقاره للفاعلية أمام المرمى، لكنه تطور تدريجيًا وأصبح فيني، كما يلقبه عشاقه، أحد أبرز اللاعبين في العالم، مهاراته الفردية وسرعته على الجناحين، إضافة إلى قدرته على التمرير والتسديد بدقة، جعلت منه لاعبًا لا غنى عنه في تشكيل ريال مدريد.

العلاقة بين المدرب واللاعب لا تقتصر فقط على تقديم التوجيهات الفنية؛ بل تمتد إلى دعم اللاعب نفسيًا ومساعدته على تخطي التحديات، كارلو أنشيلوتي، المدرب الإيطالي المخضرم، يُعتبر أحد أبرز الأمثلة على هذا النوع من المدربين، عندما عاد أنشيلوتي إلى ريال مدريد في 2021، وجد فريقًا مليئًا بالمواهب الشابة، وكان فينيسيوس جونيور أحد أبرزها.

في بداية مشواره مع أنشيلوتي، أظهر فينيسيوس تذبذبًا في الأداء، لكنه كان مدعومًا دائمًا بثقة المدرب، أنشيلوتي لم يكتفِ بالدفاع عن فيني في المؤتمرات الصحفية، بل عمل على تطويره فنيًا ونفسيًا، مما أدى إلى تحول كبير في مستواه، أصبح اللاعب أكثر حسمًا أمام المرمى وأكثر ثقة في اتخاذ القرارات داخل الملعب.

فينيسيوس وأنشيلوتي: نموذج للدعم المتبادل

فينيسيوس لم يكن محصنًا ضد الضغوط، خاصةً في الدوري الإسباني الذي يُعرف بقسوته الإعلامية والجماهيرية، بالإضافة إلى ذلك، واجه إساءات عنصرية متكررة من بعض جماهير الفرق المنافسة، وكان أبرزها في مباراة ضد فالنسيا في مايو 2023. خلال تلك المباراة، تعرض لهتافات عنصرية دفعت إدارة ريال مدريد إلى تقديم شكاوى رسمية، ونتج عنها معاقبة عدد من المشجعين بالسجن.

الضغوط لم تتوقف عند هذا الحد؛ ففي إحدى مباريات الدوري الإسباني أمام فالنسيا في ديسمبر 2024، تلقى فينيسيوس بطاقة حمراء بعد حادثة مع حارس المرمى ستول ديميتريفسكي، رغم الخطأ الذي ارتكبه فينيسيوس، خرج أنشيلوتي للدفاع عنه بقوة، قائلًا: “لم تكن بطاقة حمراء، كانت بطاقة صفراء. نأمل أن يتم إلغاء قرار الطرد”.

كرة القدم ليست مجرد رياضة بدنية؛ بل تتطلب قوة ذهنية قادرة على تحمل الضغوط المستمرة، وجود مدرب يدعم لاعبيه نفسيًا ويحميهم من الانتقادات يساعدهم على التطور، في حالة فينيسيوس، الدعم الذي قدمه أنشيلوتي ساهم في إبقائه على المسار الصحيح، رغم الصعوبات التي واجهها.

Perdon y gracias equipo!!!!!! ✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾✌🏾

— Vini Jr. (@vinijr) January 3, 2025

علاقة المدرب باللاعب يجب أن تكون شراكة، حيث يتحمل المدرب مسؤولية حماية لاعبيه من الضغوط الخارجية ويعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم، هذه العلاقة تُبرز أهمية أن يكون المدرب قائدًا نفسيًا بقدر ما هو تكتيكي.

في مواجهة التحديات، أظهر فينيسيوس قدرة كبيرة على التعلم والنضج، مدعومًا بثقة أنشيلوتي بينما يستعد ريال مدريد لمباريات قادمة، بما في ذلك مواجهة ديبورتيفا مينيرا في كأس الملك، يُدرك فينيسيوس أن لديه مدربًا يحمي ظهره ويدافع عنه في أصعب الأوقات.

قصة فينيسيوس تُبرز كيف يمكن للدعم النفسي من المدرب أن يُغير مسيرة لاعب بالكامل، ليست فقط مهارات فينيسيوس هي التي جعلته نجمًا عالميًا، بل أيضًا الثقة التي منحها له كارلو أنشيلوتي، الذي أصبح ليس فقط مدربه، بل مدافعًا عنه داخل وخارج الملعب.

إحصائيات نجوم ريال مدريد