فينيسيوس جونيور..هل يجب أن نؤمن بلعنة قمصان الأساطير؟
قرر نادي ريال مدريد الإسباني، قبل الموسم الحالي، منح القميص رقم 7 للاعبه البرازيلي فينيسيوس جونيور، بدلًا من الرقم 20 الذي اعتاد على ارتدائه في المواسم الماضية.
بعد رحيل البلجيكي إيدين هازارد والذي كان يحمل ذلك الرقم، لم يكن هناك من هو أحق من فينيسيوس لنيل شرف ارتداء ذلك القميص الذي يمكن اعتباره “قميص الأساطير” في ريال مدريد، فالجناح البرازيلي تمكن من آسر قلوب كل “المدريديستا”، بعد بداية صعبة مع الفريق.
حصل فينيسيوس على القميص رقم 7، وهو أمر في باطنه رسالة واضحة، أن نجم الفريق الأول صار معروفًا، الوجه الأول للفريق هو “فيني”، وهو الذي نال ذلك عن جدارة واستحقاق، إضافة أيضًا لضبابية موقف النادي من التعاقد مع “الحلم” كيليان مبابي.
هل يُجب أن نؤمن باللعنات؟ سنقوم بتعريف اللعنة أولًا من مفهومنا، وهو عندما يُصاب كيان أو شخص ما بسوء الحظ، فهل أصاب سوء الحظ فينيسيوس جونيور عندما مُنح القميص رقم 7؟
القميص رقم 7 هو قميص الأساطير في ريال مدريد، ويكفي ذكر أن راؤول جونزاليس وكريستيانو رونالدو كانا آخر أسطورتين ارتديا ذلك القميص، لكن ذلك القميص ذهب بعد ذلك لـ ماريانو دياز ولا نعرف كيف ذهب إليه حتى الآن، ومن ثم اللاعب الذي كان هدفًا للنادي وجمهوره منذ سنوات عديدة، إيدين هازارد، والذي طالته لعنة القميص رقم 7، فلم يتمكن من نثر سحره مع الفريق، لينتهي الأمر به بالرحيل والاعتزال بعد ذلك.
لعنة قمصان الأساطير هو أمر ملموس ظاهريًا في بعض الحالات والفرق، مثلًا في مانشستر يونايتد لم يستطع أحد منذ رحيل كريستيانو رونالدو في عام 2009، وبعد عودته مرة أخرى ورحيله، أن يكون على قدر ذلك القميص، وهناك أمثلة كثيرة، القميص رقم 9 في ليفربول، رقم 10 في النادي الأهلي عندما نتحدث عن القطر العربي، والعديد والعديد من الأمثلة.
حتى الآن يمر فينيسيوس جونيور بموسم سيء، لا نتحدث عن الأرقام، لا نتحدث عن المستوى، لكن هناك بعض المعطيات التي تُشير إلى أن “فيني” طالته لعنة “قمصان الأساطير”، فكيف؟
ضحية رحيل كريم بنزيما
البداية كانت برحيل الرجل الذي كان أحد نقاط قوة فينيسيوس جونيور، وتباعًا كان فينيسيوس أحد نقاط قوته، الفرنسي كريم بنزيما، والذي غادر الفريق متجهًا إلى اتحاد جدة، فذلك الثنائي ورغم العلاقة المتوترة بين الثنائي، أو بمعنى أصح غضب كريم من بعض تصرفات زميله أمام المرمى في بدايات اللاعب البرازيلي مع ريال مدريد، إلا أنهما صارا يشكلا الثنائية الأفضل في أوروبا آخر موسمين، حيث ربطهما تناغم كبير، لكن تلك الشراكة انفضت وبقى فينيسيوس.
رحيل كريم أثر كثيرًا في فينيسيوس بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، فمع مغادرة بنزيما، لجأ الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للفريق، للاعتماد على الجناح البرازيلي داخل الصندوق رفقة مواطنه رودريجو، مع عدم تعويض المهاجم الفرنسي.
قلت خطورة فينيسيوس مقارنة بالتهديد الذي كان يُشكله على الخصوم في الجناح على خط الملعب، وبالتالي تراجعت مساهماته التهديفية بين التسجيل والصناعة.
سوء حظ بإصابات مقلقة
الأمر لم يقتصر على ذلك الحد، فـ فينيسيوس جونيور لم يكن محظوظًا إطلاقًا هذا الموسم حتى اللحظة على الأقل، ففي أواخر أغسطس، تعرض للإصابة في العضلة ذات الرأسين الفخذية اليمنى وذلك خلال مباراة الفريق أمام سيلتا فيجو، ليغيب عن الملاعب لمدة شهر.
عاد فينيسيوس من إصابته، ليظهر بشكل جيد مع ريال مدريد، لكنه سرعان ما أُصيب، تلك المرة مع منتخب البرازيل، أمام كولومبيا في تصفيات كأس العالم، ليتم تشخيصه بالإصابة بتمزق في العضلة ذات الرأسين الفخذية، مع إصابة الوتر البعيد في ساقه اليسرى، ليتأكد غيابه عن الملاعب لمدة شهرين ونصف الشهر.
وبحسب تقارير صحفية إسبانية، فإن إصابة فينيسيوس الأخيرة مقلقة، فهي حدثت في وقت سابق مع الفرنسي عثمان ديمبيلي أثناء تواجده في برشلونة، والتي تسببت له في عدة مشاكل عضلية بعد ذلك.
وينصح الأطباء بعدم الاستعجال في عودة فينيسيوس للملاعب، حتى لا يدخل في دوامة من الإصابات، الأمر الذي قد يكون صعبًا في ظل جدول ريال مدريد المزدحم الفترة المقبلة، والدخول في فترة حسم البطولات.
الضغط!
فينيسيوس جونيور يتعرض للعديد من الضغوطات من الأساس، الأمر الذي ليس بيده في بعض الأحيان، وأيضًا بسبب عدم تحكمه في تصرفاته، أو عدم قدرته على تجاهل بعض الأمور.
نتحدث عن العنصرية، التي يُعاني منها فينيسيوس في كل ملاعب الدوري الإسباني تقريبًا، لينخرط اللاعب في بعض المشاجرات مع الجمهور واللاعبين، الأمر الذي يُخرجه عن تركيزه في بعض الأحيان خلال المباريات.
الشيء المؤكد أن فينيسيوس استحق تمامًا ذلك القميص، وأنه واجه سوء حظ كبير حتى الآن منذ ارتدائه له، عندما نتحدث عن القمصان المميزة في الأندية، فنحن نتحدث عن قميص يُحمل أصلًا من يرتديه العديد من الضغوطات، فما بالك لمن عانى كثيرًا حتى قبل ارتداء ذلك القميص وبعد ارتدائه، من أشياء ليس له دخل فيها تقريبًا.. فهل يتمكن ذو الثالثة والعشرين ربيعًا من الحد من تأثير كل تلك الأشياء؟ أم أننا في الأخير يجب أن نؤمن بلعنة قمصان الأساطير؟