
يعتبر فينيسيوس جونيور واحدًا من أبرز النجوم في سماء كرة القدم الحديثة، ولا شك أنه قد استطاع أن يُثبت نفسه في فريق ريال مدريد بأدائه الاستثنائي، بفضل سرعته الكبيرة، وقدرته الفائقة على المراوغة، والمهارات التقنية التي لا تُضاهى، بات فينيسيوس أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في صفوف الفريق الملكي.
لكن، لم يكن الطريق إلى المجد الذي يسلكه اليوم مفروشًا بالورود، بل مليئًا بالتحديات والصعوبات التي واجهها منذ بداية مسيرته في ريال مدريد، منذ انضمامه إلى الميرنجي، عانى فينيسيوس في البداية من قلة المشاركة تحت قيادة المدرب جولين لوبيتيجي، ورغم ذلك لم يستسلم، بل انتظر فرصته وأثبت نفسه تدريجيًا.
ومع مرور الوقت، أصبحت مشاركاته أكثر تأثيرًا، سواء من خلال أهدافه الرائعة أو تمريراته الحاسمة، ليُصبح أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة الفريق، اليوم، يُعتبر فينيسيوس من بين أفضل اللاعبين في العالم في مركزه، ولا يزال في صعود مستمر نحو القمة.

بينما يواصل فينيسيوس جونيور النجاح في ريال مدريد، هناك شاب آخر يُراقب عن كثب وهو إندريك، الذي انضم إلى النادي الإسباني في الصيف الماضي، وعلى الرغم من الزخم الكبير الذي صاحب انتقاله إلى الفريق، إلا أن بداية إندريك مع الميرنجي كانت أقل مما كان يُتوقع.
إندريك، البالغ من العمر 18 عامًا، لم يجد نفسه كثيرًا في التشكيلة الأساسية في المباريات، إذ يعاني من قلة دقائق اللعب مقارنة ببقية اللاعبين في الفريق، هذا الأمر أصبح مصدرًا للقلق بالنسبة للاعب البرازيلي الشاب، حيث كان من المفترض أن يُصبح جزءًا من مشروع الفريق الكبير، لكن الواقع يختلف، ويجد نفسه غالبًا في مقاعد البدلاء أو يلعب دقائق معدودة.
الضغط والانتظار.. إندريك يكرر طريق فينيسيوس جونيور الصعب
الانتقال إلى ريال مدريد كان بمثابة خطوة كبيرة لإندريك، وأملًا لتحقيق النجاح في أحد أعظم الأندية في العالم، ومع ذلك، فقد تأثرت البداية بعدم القدرة على التكيف مع مستوى الفريق، أو صعوبة الوصول إلى مكان ثابت في التشكيلة الأساسية. لكنه لا يزال يتمتع بعزيمة كبيرة، ويعلم أن الطريق إلى النجاح لن يكون سهلًا.
هذا الوضع الصعب يُعد اختبارًا قويًا لإندريك، وفي هذه اللحظة، هو يحتاج إلى دعم وتشجيع من زملائه الكبار في الفريق، مثل فينيسيوس جونيور، الذي مر بنفس الظروف في بداية مسيرته، هذه العلاقة بين اللاعبين الشابين قد تكون مفيدة جدًا، حيث يُمكن أن يتبادلوا الخبرات والتوجيهات اللازمة للتعامل مع الصعوبات.
Vinícius Júnior: the first Brazilian to score in two different finals
— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) June 2, 2024#UCLfinal pic.twitter.com/RfbNzlH93n
إذا نظرنا إلى تجربة فينيسيوس جونيور، نجد أنه مثال حقيقي على أن الصبر والعمل الجاد هما مفتاح النجاح، لم يكن فينيسيوس في البداية أحد اللاعبين الذين يُعتمد عليهم في ريال مدريد، بل تعرض لانتقادات وشكوك من بعض المشجعين، لكن فينيسيوس لم يتراجع، بل ظل متمسكًا بمثابرته وترك أفعاله تتحدث.
الآن، يُعد فينيسيوس قدوة لشباب ريال مدريد، بما فيهم إندريك، لا شك أن فينيسيوس يُعتبر نقطة أمل وقوة دافعة للبرازيلي الشاب، حيث يجد فيه صورة للاعب الذي صمد أمام التحديات ونجح في النهاية، إندريك، بدوره، يسعى للاستفادة من كل لحظة يمكنه فيها التعلم من فينيسيوس ومن تجاربه الخاصة في الفريق.
في كرة القدم، يعتبر دور اللاعبين الكبار في الفريق لا يقتصر فقط على تقديم الأداء المتميز، بل يشمل أيضًا كونهم مصدر إلهام ودعم للأجيال القادمة، يتمثل هذا الدور في تقديم النصائح والتوجيه، فضلًا عن تقديم المثال الجيد في العمل الجاد والمثابرة.

في حالة ريال مدريد، يُعد فينيسيوس جونيور من بين أولئك الذين يمتلكون القدرة على التأثير إيجابيًا في اللاعبين الصغار، فهو ليس فقط أحد أفضل اللاعبين في الفريق من الناحية الفنية، بل هو أيضًا نموذج للروح الرياضية والتحمل. وهذا هو بالضبط ما يحتاجه إندريك في هذه اللحظات الصعبة.
رغم أن إندريك لا يشارك كثيرًا في المباريات، إلا أنه لا يزال يظل عازمًا على إثبات نفسه في ريال مدريد، كلما أتيحت له الفرصة، كان يُظهر لمحات من إمكاناته، سواء من خلال تحركاته المميزة أو مهاراته الفردية، ولا شك أن المستقبل أمامه كبير، والفرص ستأتي مع مرور الوقت.
— Real Madrid C.F.
@Endrick
@10ArdaGuler#LaCopaMola pic.twitter.com/nFW9imTsFu
(@realmadriden) January 17, 2025
إندريك يعلم تمامًا أن النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، وأن طريقه نحو التألق في ريال مدريد سيكون مليئًا بالتحديات. لكن بفضل الإلهام الذي يتلقاه من فينيسيوس جونيور، وبدعمه من اللاعبين الكبار في الفريق، فإنه يمتلك كل المقومات التي تجعله أحد نجوم المستقبل، الفترات الصعبة التي يمر بها الآن هي مجرد خطوة أخرى نحو التقدم والنجاح، وبتكرار العمل الجاد والصبر، فإن إندريك لديه ما يلزم ليُصبح أحد أبرز لاعبي ريال مدريد في السنوات القادمة.