فزورة كأس العالم – من هو الهداف التاريخي للمونديال ؟
” أن تشعر بالامتنان لمجرد قرارِ وحيد -صحيح- أخذته في حياتك.. أعظم من الجلوس وحيدًا في نهاية المطاف -مع انتصارات مهولة- لكن لا يتذكرك أحد بعد أن تنوي الرحيل “.
في قارة أوروبا، يصبح لدى لاعبي كرة القدم حرية اختيار المنتخب الذي سيمثله، سواءً منتخب بلده الأصلي! أو البلد الذي ينتمي إليه أحد أبائه، وربما يختار البلد الذي ولد فيه وكبر معه وتمتع داخله بمسيرة كروية رائعة.
بطل حلقة سلسلة “فزورة كأس العالم” هذه المرة، كان عليه الوقوف قليلًا لإتخاذ قرار -بالفعل- غيّر خريطة حياته بالكامل! حتى أنه بات الهداف التاريخي للبطولة الأضخم في العالم أجمع.. كأس العالم!
كيف كانت بداية الهداف التاريخي لكأس العالم ؟
الهداف التاريخي لبطولة كأس العالم، وُلد في بولندا تحديدًا في مدينة “أوبولي”، كان والده في ذلك التوقيت يلعب ضمن صفوف فريق المدينة الأول “أوردا أوبولي”، حيث كان لاعبًا محترفًا في لعبة كرة القدم.
أما والدته فكانت تُدعى “باريرا” وهي أيضًا سيدة رياضية، حيث كانت لاعبة كرة يد وكانت بارزة جدًا في صفوف الفريق البولندي الوطني.
استمر هداف كأس العالم هذا في بولندا حتى بلغ عامه الثامن، لتقرر الأسرة الانتقال إلى ألمانيا عام 1986، وخلال فترة طفولته، كان شغوفًا جدًا بكرة القدم، لكن طالما خطت قدماك داخل ألمانيا عليك العمل! لا بديل عن العمل هناك.. فدرس التجارة ومارسها إلى أن أصبح في العشرين من عمره،
وبسبب حبه وعشقه للكرة فكّر والده في التقديم له في تجارب الأداء الخاصة ببعض الأندية.. وبالفعل، كان القدر قد قرر الابتسام له قبل أن يأخذ منه البسمة مجددًا، فقد وقع عليه الاختيار للانضمام إلى نادي “هامبورغ” عام 1998، في توقيت كان هذا الفريق من أكبر الأندية في ألمانيا على الإطلاق.
قبل أن تتغير الأمور تمامًا، ويطلق النادي سراحه لينتقل إلى نادي آخر يُدعى “كايزرسلاوترن”، وظل في هذا النادي كلاعب هاوِ ضمن دوري الدرجة الأولى الألماني، أمضى مع الفريق خمس سنوات بالتمام، وشارك معه في 220 مباراة وسجل معهم 44 هدفًا.
هنا حين تغيرت حياته رأسًا على عقب!
حتى جاء عام 2000 بمفاجأة خيالية غيّرت مسار حياته بالكامل، حين تفاجئ بطلب من منتخب ألمانيا باللاعب في صفوفه! وقتها كان ينبغي عليه أن يختار قراره المصيري! إما اللعب لمنتخب بلاده الأصلي “بولندا” أو اللعب مع منتخب البلد الذي كبر فيه وبدأ مشواره في كرة القدم بين أنديته “ألمانيا”.
لكنه اختار تمثيل منتخب ألمانيا في النهاية! وارتدى قميص المانشافت بالفعل في أول مباراة دولية رسمية في مارس 2001.
قبل أن يصله دعوى بمثابة الحلم! تمثيل ألمانيا في كأس العالم 2002! في نسخة بالفعل كانت بمثابة الحلم لدى كافة الألمانيين.
مباراته الأولى في كأس العالم مع منتخب ألمانيا كانت ضد منتخب السعودية، في مباراة فاز بها المانشافت بنتيجة عريضة 8-0، هذا المنضم حديثًا للألمان والذي سيصبح هدافًا تاريخيًا للمانشافت ولبطولة كأس العالم بالكامل، سجل في شباك السعودية ثلاث أهداف “هاتريك”.
وفي مباراتي دور المجموعات الثانية والثالثة، سجل هدفًا في كل مباراة، وقاد ألمانيا للعبور إلى دور الـ 16 وتخطي دور ربع النهائي، وخطف فوز صعب من كوريا الجنوبية صاحبة الأرض، حتى وصل به إلى بر الأمان “المباراة النهائية”.
لكن لسوء الحظ، لم يُكلل جهوده تلك بالكأس الذهبية في النهاية، بعد فوز البرازيل بكأس العالم في نسخة 2002 بنتيجة 2-0.
تأجل الحلم مجددًا إلى أن جاءت نسخة كأس العالم 2006 التي استضافتها ألمانيا هذه المرة، -لربما- تصبح المهمة أسهل بعض الشيء.
من فيردربريمن إلى بايرن ميونخ.. والحلم الذي يواصل التكبر عليه
الهداف التاريخي لكأس العالم قبل عام واحد من مونديال ألمانيا 2006، كان قد أنهى سنواته الخمس بالتمام مع “كايزرسلايرن”، حينها وصله عرض لا يُرد من “فيردربريمن” أحد أكبر أندية البوندسليجا في ذلك التوقيت.
ومع فيردربريمن تغير كل شيء، حتى المنافسين وسرعة التنافس على لقب الهداف، والبطولات التي وجد نفسه ينافس فيها بشكل مفاجيء، هنا مع الفريق الذي اعتاد ارتداء القميص الأخضر عرف معنى الظهور معه أخيرًا في البطولات الأوروبية!
الأمر الذي سهل عليه التواجد مرارًا مع منتخب ألمانيا حتى أصبح مهاجم المانشافت الأساسي لفترة طويلة حتى قاد الفريق الألماني في كأس العالم 2006، وخطف معه جائزة هداف تلك النسخة بعدما سجل 5 أهداف.
في نسخة 2006، نجح ” الهداف التاريخي للمونديال ” في قيادة ألمانيا إلى المربع الذهبي قبل أن تودع البطولة من نصف النهائي، حتى أنه بدأ هنا يفقد الأمل في إمكانية فوزه بكأس العالم الذي سجل خلال مشاركته في نسختين فقط 10 أهداف، وهو رقم قياسي لم يحققه أي لاعب من قبل سواه!
بعد ثلاث سنوات من وصوله إلى “فيردربريمن” قرر تغيير البوصلة والانتقال إلى الفريق الأعرق في ألمانيا؛ بايرن ميونخ، ليبدأ معه معانقة الألقاب والصعود مرارًا على منصات التتويج.
كما واصل ظهوره المميز مع ألمانيا في كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا! ووضع في شباك منافسيه 4 أهداف حتى قاد ألمانيا نحو دور نصف النهائي مُجددًا، لتودع البطولة للمرة الثانية من نفس الدور!
بدأ يشعر بأنه يقترب أكثر فأكثر من موعد اعتزال كرة القدم، لكن البطولة التي أختار تمثيل منتخب ألمانيا لأجلها لا تأتي أبدًا.. لكن لا بأس.. الآن هو صاحب 14 هدفًا في كأس العالم متساويًا مع مواطنه جيرد مولر، والاثنين وقفا معًا في وصافة الترتيب بفارق هدف عن الظاهرة رونالدو المتصدر بـ 15 هدفًا !
واصل مسيرته المميزة مع بايرن ميونخ مواصلًا الفوز بالبطولات معه،، حتى قرر في عام 2011 مغادرة ألمانيا بالكامل، والانتقال إلى الدوري الإيطالي حيث فريق لاتسيو!
وبفضل جهوده وأهدافه الـ 48 التي سجلها في 125 مباراة شارك فيها مع لاتسيو، وقع عليه الاختيار من جانب “يواكيم لوف” ليقود هجوم منتخب ألمانيا في كأس العالم 2014 الذي أقيم في البرازيل.
حين تدرك أن المعجزات أيضًا يمكن أن تتحقق!
جاء عام 2014 أخيرًا ومعه تتويج لكل أحلامه، نجاحًا مهولًا قاده هذا الألماني الذي لا يستسلم أبدًا حتى عانق حلمه بهدوء.
صنع منتخب ألمانيا المجد في نسخة كأس العالم 2014، بعد العبور من دور المجموعات كأول الترتيب، وتخطي الجزائر في دور الـ 16 بعد مباراة ماراثونية.
وخطف انتصار صعب من فرنسا في ربع النهائي، وإهانة البرازيل على أرضه ووسط جماهيره بهزيمة مذلة للغاية بنتيجة 7-1 في نصف النهائي، وفالنهاية خطفت ألمانيا ذهب المونديال أخيرًا من منتخب الأرجنتين.
هدفين في مشوار ألمانيا نحو لقب كأس العالم الرابع في تاريخها، كانوا سببًا في أن يخطف صدارة الهدافين التاريخيين لبطولة كأس العالم على الإطلاق من الظاهرة رونالدو، بعدما تخطى عدد أهدافه الـ15 ليقف الألماني المخضرم “ ميروسلاف كلوزه ” منفردًا منذ تلك النسخة في القمة برصيد 16 هدفًا.
كلوزه صاحب الـ 44 عامًا حاليًا، اعتزل كرة القدم مع لاتسيو في عام 2016، وبدأ مشواره في عالم التدريب، حتى أنه تولى منصب مساعد المدرب أولًا في منتخب ألمانيا، فكان مساعدًا لـ”يواكيم لوف” خلال الفترة من 2016 إلى 2021.
حتى تولى المنصب نفسه في بايرن ميونخ، فكان مساعدًا للألماني “هانز فليك” في تدريب البافاري خلال موسم 2020/2021 الذي أحرز فيه العملاق البافاري السداسية التاريخية.
قبل أن يُعلن نادي “رايندورف آلتاخ” النمساوي تعيين ميروسلاف كلوزه، مدربًا للفريق لمدة موسم واحد حتى عام 2023، ليخطو هداف كأس العالم أول خطوة جريئة نحو عالم التدريب.