365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةكأس العالم 2022كرة قدم
الأكثر تداولًا

فزورة كأس العالم – من هو المنتخب الذي لعب 3 نهائيات في المونديال ولم يفز بأي منهم ؟

تقول رواية أحبها: ” إن لم تستغل أنصاف الفرص في وقتها.. ستندم لا محال في نهاية الطريق وستقف في النهاية تبكي وحيدًا “.

يمكن تطبيق تلك المقولة على تاريخ عديد الفرق والمنتخبات في كرة القدم بلا شك، أو -ربما- قد نستعملها في أوقات مختلفة لتنبيه اللاعبين بأخطائهم في توقيت معين في مباراة ما! لكن هل يعقل أن تسير طوال حياتك بتلك المقولة! حتى تقف في نهاية الطريق تبكي وحدك في كل مرة؟!

وبمناسبة اقتراب انطلاق كأس العالم 2022 في قطر، وبإعتبار أن تلك البطولة هي الأضخم على الإطلاق، سنخص بالذكر الحديث عن المنتخبات التي رفضت استغلال أنصاب الفرص التي أتت إليها على طبق من ذهب! ورفضتها كافة!

تاريخ كأس العالم مليء بالأمثلة، لكن عندما يمنحك القدر فرصة للذهاب إلى نهائي المونديال بدلًا من المرة ثلاث مرات، بينهم مرتين متتاليتين وتخسر جميعهم! فهذا الأمر هو الأكثر غرابة على الإطلاق.

تلك اللعنة أصابت منتخب وحيد، كان قريب جدًا من معانقة ذهب كأس العالم، حتى تجرع مرارة الفقد في اللحظات الحاسمة وظل في الوصافة، طوال عمره ظل وصيفًا.. ألا وهو منتخب هولندا هو صاحب تلك الاحصائية! لكن الاستماع لتفاصيل الحكاية خير من معرفة الإجابة النهائية!

بداية تلك اللعنة كانت مع نسخة 1974، حين أذهلت هولندا العالم أجمع بما قدمته طوال تلك النسخة، وتحديدًا من خلال تطبيق أسلوب “الكرة الشاملة” – كما أطلقت عليها وسائل الإعلام التي غطت فعاليات النسخة العاشرة من المونديال-.

الكرة الشاملة لمن لا يعرفه؛ هو أسلوب لعب يعتمد على حركة الللاعبين ومهاراتهم في تبادل الوظائف وملء مساحات الملعب بالكامل، طبق هذه الطريقة خريجي أكاديمية نادي أياكس آمستردام مع منتخب هولندا، وقاده الأسطورة الهولندية الشهيرة “يوهان كرويف”، كرويف الذي مارس لعبة الكرة بتلك الطريقة على أرض الملعب، تعمد تطبيقه فيما بعد مع برشلونة حين أصبح مدربًا للفريق الكتالوني.

يوهان كرويف ظل يعتمد على أسلوب الكرة الشاملة مع برشلونة حتى تشربه بالكامل “بيب جوارديولا”! نعم هو نفسه الإسم الذي جاء على ذهنك الآن،

جوارديولا اللاعب لم يكتفِ باللعب بطريقة كرويف الهولندي! بل قرر تطوير هذا الأسلوب والشروع في تطبيقه مع الفرق التي قام بتدريبها فيما بعد، ما ساهم في بنناء الجيل الذهبي لبرشلونة والفوز بالسداسية التاريخية بتلك الطريقة!

لكن دعنا نترك برشلونة وجوارديولا جانبًا الآن، ونعود مجددًا إلى منتخب هولندا الذي خسر ثلاث نهائيات في كأس العالم أكثر من أي فريق آخر، ونأخذ جولة بين تلك النسخ وماذا فعلت بالضبط الطواحين الهولندية هناك.

كأس العالم 1974 – هولندا أذهلت العالم.. وألمانيا أذهلت هولندا

في تلك النسخة كان منتخب هولندا يقدم أداء استثنائي ومبهر للغاية، وكان العقل المدبر الذي قاد كل ذلك “يوهان كرويف”، لاعب نحيف وطويل وأنيق حتى في طريقة لعبه.. يمكن القول أن بسبب يوهان كرويف كان منتخب هولندا حديث العالم في تلك النسخة والتي تلتها مباشرة!

تمكن الهولنديون من اللعب كما لم يلعب أحد، وسجلوا في مرمى العديد من منافسيهم، حتى أنهم وصلوا إلى المباراة النهائية في كأس العالم 1974 بعد الفوز في كل مبارياتهم عدا النهائي الدراماتيكي.

كانت بطولة كأس العالم في ذلك التوقيت تقام بنظام الدوري، يتم تقسيم المنتخبات على 4 مجموعات في الدور الأول كل مجموعة تضم 4 منتخبات، على أن يتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني إلى الدور الثاني.

وتتأهل المنتخبات للعب بنظام المجموعات مجددًا، لكن هذه المرة تنقسم المنتخبات إلى مجموعتين كل مجموعة تضم 4 منتخبات.

هولندا التي تأهلت من الدور الأول كأول مجموعتها، نجحت في تحقيق الفوز في الدور الثاني في كافة مبارياتها في المجموعة التي ضمت: البرازيل وألمانيا الشرقية والأرجنتين.

على الجانب الآخر، كانت ألمانيا الغربية قد تصدرت المجموعة الثانية التي ضمت: بولندا والسويد ويوغوسلافيا! ليكتب القدر بذلك وصول أوائل المجموعتين إلى المباراة النهائية، أي الصدام سيكون بين ألمانيا الغربية وهولندا.

في المباراة النهائية، كانت الجماهير في مدرجات الملعب تصفق من انبهارها بأداء هولندا ولاعبيها، حتى أن الصحف عقب تلك المباراة قالت: ” هولندا أذهلت العالم وأذهلت ألمانيا هولندا! “.. فماذا حدث؟!

أقبمت المباراة النهائية بين المنتخبين على ملعب “ميونخ الأولمبي”، ونجح منتخب هولندا في التقدم بهدف مبكر من علامة الجزاء سجله “يوهان نيسكينز” في الدقيقة 2 وقبل أن يشرع أي لاعب من منتخب ألمانيا لمس الكرة بالأساس!

لكن في الدقيقة 26، كان الألمان قد أعادوا المباراة لضربة البداية، بعد التعادل 1-1 بأقدام “بول برايتنز”، قبل أن يخطف أسطورة ألمانيا وبايرن ميونخ “جيرد مولر” هدف الفوز لبلاده في الدقيقة 43.

ظلت هولندا تحاول التعديل لكن وقت المباراة لم يسمح لهم بذلك، فأنتهت بهذه النتيجة توّج منتخب ألمانيا الغربية بكأس العالم وقتها، وأصبح أول منتخب ينجح في تحقيق لقب كأس الأمم الأوروبية (1972) ويتبعه كأس العالم (1974) مباشرة!

وهو إنجاز لم يحققه سوى منتخب إسبانيا الذي نجح في التتويج بلقب اليورو (2008) وتوج بعده مباشرة بلقب كأس العالم (2010)، لكن لسخرية القدر أن وصيف المونديال أمام ألمانيا وإسبانيا هو نفسه “منتخب هولندا”!

كأس العالم 1978 – الأرجنتين تلدغ هولندا في غياب يوهان كرويف

لم تتمكن كأس العالم 1978 التي أقيمت في الأرجنتين من الانفصال عن السياسة، فمثلما حدث في نسختي 1934 و1938 مع منتخب إيطاليا الذي حصد اللقبين بسبب تأثيرات االنظام الديكتاتوري الحاكم هناك بقيادة “موسوليني”.. فهذا السيناريو دار بالتمام في تلك النسخة مع هولندا وبقيادة أسوأ ديكتاتورية خضعت لها دولة بأمريكا الجنوبية؛ الأرجنتين.

تلك النسخة من كأس العالم كانت قريبة من الإلغاء بسبب معارضة مختلف اللاعبين في منتخب أوروبا على انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها حكومة الأرجنتين هناك!!

حتى أن “يوهان كرويف” لم يسافر مع منتخب هولندا للعب كأس العالم هناك بعدما تعرض رفقة أسرته لمحاولة اختطاف بسبب رفضه اللعب في ظل الأجواء المثيرة للجدل حول انتهاكات حقوق الإنسان.

لكن على أية حال، أقيمت بطولة كأس العالم أخيرًا رغم كل محاولات منتخبات أوروبا بإفسادها، حتى أن عديد المنتخبات الأوروبية تأهلت من دور المجموعات الأول، ومن بينهم منتخب هولندا الذي افتقد كثيرًا لأحد أبرز رموزه “يوهان كرويف”، احتلت الطواحين الهولندية المركز الثاني في المجموعة الرابعة، لكنه نجح في التأهل من الدور الثاني كأول المجموعة الأولى بعد فوزه في مباراتين وتعادله في مباراة.

في المجموعة الثانية ضمن الدور الثاني، وقف منتخب الأرجنتين على رأس مجموعتها متفوقة بذلك على كلًا من: البرازيل – بولندا – بيرو.

ليضرب راقصو التانجو موعدًا مع الطواحين الهولندية في المباراة النهائية لكأس العالم 1978، وكانت مباراة بالفعل من العيار الثقيل، لم تفتقد سوى غياب “يوهان كرويف”

تقدم “كيمبس” للأرجنتين بهدف في الدقيقة 38، حتى أطلق “نانينغا” رصاصته في الدقيقة 82 معلنًا التعادل لمنتخب هولندا.

دخلت المباراة في أشواط إضافية، وخلال الـ 30 دقيقة المضافة، سجلت الأرجنتين هدفين في الدقائق 105 و116، عن طريق “كيمبس” و”بيرتوني”، لتحرز الأرجنتين لقبها الأول من الكأس الذهبية لكأس العالم في تاريخها.. ويبقى الخاسر الوحيد منتخب هولندا للمرة الثانية على التوالي.

كأس العالم 2010 – إسبانيا وهولندا

أما عن كأس العالم 2010، والذي أقيم بالنظام الحديث المعروف حاليًا؛ مرحلة المجموعات ومن ثم الأدواء الإقصائية! تواجد منتخب هولندا في المجموعة الخامسة رفقة كلًا من: ” اليابان – الدنمارك – الكاميرون “.

تفوق الهولنديون في المباراة الأولى على الدنمارك 2-0، قبل أن يفوز على اليابان 1-0، وفي المباراة الثالثة والأخيرة أمام الكاميرون فاز بها أيضًا 2-1، ليحقق العلامة الكاملة ويتأهل إلى ثمن النهائي.

سقط منتخب هولندا في صدام متوسط مع سلوفاكيا في ثمن النهائي وحسمه بسهولة 2-1، لكن في ربع النهائي، كان صدامًا قويًا للغاية مع البرازيل، لكن ثنائية شنايدر أطاحت بالسليساو من دور الـ 16 بنتيجة 2-1 أيضًا.

في نصف النهائي، كان صدام أشرس للغاية حين تقابل الهولنديون مع منتخب الأوروجواي، هنا كانت مباراة ساخنة للغاية من الطرفين، بدأها “فان برونكهورست” الذي تقدم بهدف في الدقيقة 18، لكن قبل نهاية الشوط الأول تعادل “فورلان” للأوروجواي لتصبح النتيجة 1-1.

في الدقيقة 70، كشّر شنايدر عن أنيابه وسجل الثاني للطواحين وبعد 3 دقائق كان روبين قد قال كلمته وأعلن الثالث لمنتخب بلاده أيضًا، وقبل النهاية تحديدًا في الدقيقة 92 سجل “بيريرا” هدفًا شرفيًا للأجورواي لتنتهي المباراة 3-2 ويتأهل أحفاد كرويف للنهائي.

في مباراة النهائي، تقابل منتخب هولندا بنظيره منتخب إسبانيا، في مباراة لم يكن وقتها الأصلي يسمح لإعلان الفائز، فامتدت لأشواط إضافية حتى أطلق “إنييستا” رصاصته في الدقيقة 116 لتتوج الماتادور بذهب كأس العالم أخيرًا.

ليحققق بذلك منتخب هولندا رقمًا قياسيًا فريدًا في الوصول إلى نهائيات كأس العالم ثلاث مرات، دون تحقيق اللقب في أيًا منهم!

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012، لديها خبرة لأكثر من 5 سنوات في 365Scores، تهتم بكتابة القصص الصحفية والتحقيقات والحوارات، ومهتمة بأخبار الدوريات حول العالم وبترجمة الأخبار العالمية ومتابعة أحداثها أول بأول، وتنسيق موضوعات خاصة باللاعبين الكبار وأهم ما يدور عنهم من أحداث مميزة ومختلفة.

5519 مقال