365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةكأس العالم 2022كرة قدم
الأكثر تداولًا

فزورة كأس العالم – من هو المنتخب الذي احتفظ بالنسخة الأبدية للكأس الذهبية ؟

تقول حكمة يتبادلها الأتراك عادة: ” وإن عادت فهي لك “.. وهي حكمة يقولها البعض حين يُضيع شيء غاليًا أو يفقد شخصًا مهمًا بشكل مفاجيء، لكن إذا عاد هذا الشيء أو الشخص مجددًا يعني أن القدر يريد جمعهما معًا إلى الأبد!

الكأس الذهبية هو رمز خاص لبطولة كأس العالم على مر التاريخ.. هل تخيلت نسخة من البطولة تقام بدون كأسها ؟! بالطبع لا.

حيث ارتبطت الكأس الذهبية ارتباطًا وثيقًا ببطولة كأس العالم منذ قديم الآزل، حيث يُعد مكافأة ينتظرها الفائز بلقب البطولة الأغلى والأضخم على الإطلاق منذ أولى نسخها وحتى الآن.

كأس النصر وفي قول آخر “كأس جول ريميه”

الفرنسي جول ريميه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قديمًا كان سببًا رئيسيًا في إطلاق بطولة تجمع منتخبات العالم أجمع في عام 1930، حيث توّج منتخب الأوروجواي بالنسخة الأولى من كأس العالم.

تم تصميم الكأس الذهبية لكأس العالم في البداية من الذهب، وكان عبارة عن تمثال لسيدة تقف على قاعدة وتحمل طبق من الذهب على رأسها، وأطلق على تلك الكأس “كأس النصر” فيما عُرف أيضًا بـ”كأس جول ريميه” نسبة لمؤسس البطولة بالأساس.

وبالرغم أن الكأس الذهبية الأولى لكأس العالم خاص الكثير من المعارك على مدار السنين التي وضع فيها كمكافأة للفائز بلقب البطولة الأضخم عالميًا، حيث تعرض للسرقة 3 مرات.

حيث كانت أولى محاولات سرقة كأس النصر، عقب انتهاء بطولة كأس العالم 1938 التي توّج بها منتخب إيطاليا، حينها كان بطل البطولة يحتفظ بالكأس حتى يتم تسليمها قبل انطلاق النسخة التالية.

الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بالفعل احتفظ بالكأس الذهبية وقتها، وكان عليه أن يُسلمه قبل انطلاق نسخة 1942، لكن بسبب إندلاع الحرب العالمية الثانية، توقفت كرة القدم في أوروبا بالكامل حتى أن كأس العالم لم يُقام في نسختين متتاليتين بسبب الحرب، حتى عاد مجددًا في نسخة 1950 التي احتضنتها البرازيل وتوّج بها منتخب الأوروجواي.

في تلك الفترة وبسبب اضطراب الأوضاع في إيطاليا، قام نائب رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، بالاحتفاظ بالكأس الذهبية لكأس العالم في منزله وبداخل صندوق أحذية ثمين قام بإخفائه تحت سريره!

الكلب بيكلز ينقذ إنجلترا من الحرج أمام العالم

أما المرة الثانية التي تعرض فيها الكأس الذهبية لكأس العالم للسرقة، حين كانت إنجلترا على موعد مع استضافة المونديال عام 1966، حين تم عرض الكأس في إحدى قاعات العرض في العاصمة لندن.

وبالرغم من وضع الكأس داخل صندوق زجاجي محكم الغلق، ووضع حراسة مشددة عليه، إلا أن الكأس سُرقت بالفعل أثناء تغيير الورديات بين الحُراس، وخرج السارق للمساومة على إعادة الكأس الذهبية بعد تواصله مع رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وقتها.

الكلب بيكلز

وفي النهاية بعد فشل محاولات إعادة الكأس، وفي الوقت الحرج، حتى أن إنجلترا من شدة اليأس قررت تصميم كأس بديله لتفادي الحرج أمام العالم، نجح الكلب “بيكلز” في العثور على الكأس أخيرًا داخل إحدى الحدائق، ليصبح بطلًا قوميًا في بريطانيا منذ ذلك الحين، والصدمة أن منتخب إنجلترا نجح في التتويج بلقب تلك النسخة التي أقيمت في إنجلترا 1966.

لكن الكأس الذهبية تعرضت للسرقة للمرة الثالثة وبطريقة أشد إثارة وأكثر مأساوية عما حدث في إنجلترا، وكأس روح كأس العالم كان تعشق المغامرة بكل تأكيد.

السرقة الثالثة لكأس النصر.. الأكثر مأساوية

هذه المرة كان لها طابع مختلف قليلًا، حيث لم تحدث السرقة فور تواجده في البلد الذي توّج بكأس العالم مباشرة، لا بل انتظرت السرقة لأكثر من 12 عامًا لتتم!

حيث كان الاعتقاد السائد في “فيفا” في السنوات الماضية، هو منح البلد الفائز بكأس العالم في ثلاث نسخ بنسخة من الكأس الأصلية إلى الأبد، على أن يتم تصميم نسخة جديدة تمامًا للنسخ التالية.

هذا الإجراء حدث للمرة الأولى مع منتخب البرازيل.. هو المنتخب الوحيد الذي نجح في الاحتفاظ بالنسخة الأبدية لكأس العالم وذلك بعد فوزه للمرة الثالثة بالبطولة في عام 1970. في النسخة التاسعة للبطولة والتي أقيمت في المكسيك.

ظلت النسخة الأبدية لكأس العالم موجودة داخل الطابق الثالث في الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بالفعل، حتى جاء يوم 19 ديسمبر 1983، حين شهدت البرازيل على أغرب حوادث السرقة على الإطلاق.

في ذلك اليوم وبعد تخطيط استمر لثلاثة أشهر تقريبًا -وفقًا لتقرير الشرطة-، استولى مجموعة من اللصوص على مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في العاصمة ريو دي جانيرو، وعليها تمت سرقة الكأس الذهبية لكأس العالم بعدما صمدت البرازيل في الحفاظ عليه لأكثر من 13 عامًا بالتمام، حتى وصَمّت بالعار لأكثر من 3 عقود!

خرجت عديد الروايات من قِبل الشرطة البرازيلية بعد تلك الواقعة، حيث قالت في البداية أن تلك الحادثة تم التخطيط لها لأشهر عديدة قبل تنفيذها في مساء يوم 19 ديسمبر 1983.

ووفقًا لرواية الشرطة، فقد هاجم اللصوص مبنى الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بالأسلحة، وقاموا بتقييد الحراس قبل الاستيلاء على الكأس الذهبية الأصلية، وقاموا بوضع كأس مقلدة بدلًا منها.

الأمر كان حدثًا عالميًا وقتها، حيث كانت البرازيل بؤرة اهتمام على نطاق واسع، حيث وصمت البرازيل لفترة طويلة بالعار على ضياع تلك الكأس الذهبية، حتى أن الشرطة البرازيلية جندت نفسها للبحث عن المجرمين وراء تلك الواقعة، وتم إعلان النفير العام في البلاد.

حتى أن رئيس البرازيل خرج بنفسه وقتها وناشد جموع الشعب البرازيلي بالمشاركة في البحث عن الكأس، ورصد حينها مكافأة ضخمة لمن يجده!

وفقًا لإحدى الروايات أيضًا، فقد تم التخطيط لسرقة الكأس الذهبية بالتعاون بين 4 أشخاص معروفين، وهم: الإداري المصرفي “أنطونير بيريرا” وخبير الديكور “جوزيه لويس فييرا” والشرطي السابق “فرانسيسكو جوزيه ريفيرا” إلى جانب الصائغ الأرجنتيني “خوان كارلوس إرناندس”.

يقال أيضًا أن الكأس الذهبية تم صهره ليختفي تمامًا في السوق السوداء في مدينة ريو دي جانيرو، حتى لا تتمكن الشرطة من إيجاده.

وبحسب بعض الروايات، يُقال أن وفقًا لبعض الروايات، فقد تم العثور على الكأس الذهبية من جانب الشرطة البرازيلية في قصر يعود لأحد تجار المخدرات المعروفين خلال عملية مداهمة لمنزله! وذلك في مايو من عام 2014 وقبل انطلاق بطولة كأس العالم في البرازيل التي توجت بها ألمانيا.. لتعود الكأس لأصحابها وفقًا للحكمة التركية: ” وإن عادت فهي لك “.

وبعد سنوات طويلة من البحث، قرر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم تكليف إحدى الشركات المعروفة في أمريكا، بصنع نسخة مطابقة تمامًا من كأس النصر الأصلي الذي تعرض للسرقة!

على الجانب الآخر، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الاستغناء عن النسخة القديمة من الكأس الذهبية “كأس النصر” وتصميم شكل جديد تمامًا لكأس العالم وهو نفسه الكأس المعروف في الوقت الحالي.

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012، لديها خبرة لأكثر من 5 سنوات في 365Scores، تهتم بكتابة القصص الصحفية والتحقيقات والحوارات، ومهتمة بأخبار الدوريات حول العالم وبترجمة الأخبار العالمية ومتابعة أحداثها أول بأول، وتنسيق موضوعات خاصة باللاعبين الكبار وأهم ما يدور عنهم من أحداث مميزة ومختلفة.

5519 مقال