فزورة كأس العالم – من هو أكثر اللاعبين تسجيلًا “هاتريك” في تاريخ المونديال ؟
السير خلف الإنجاز نفسه ليس من طراز جميع اللاعبين، برغم أن فكرة معانقة ذهب البطولات الكبرى يأتي شغفًا للجميع، لكن عندما يتعالى الهدف عليك في مرات متتالية قد تلجأ إلى إنجاز آخر تضع إسمك به في تاريخ البطولة التي تعجز عن جلّب لقبها.
تسجيل الهدف الأول في كل نسخة من بطولة كأس العالم لا زال إنجاز يضعه البعض في رؤوسهم، لكن عندما تسجل “هاتريك” في مباراة ما في نسخة واحدة من المونديال هنيئًا لك.. فقد أصبح أسمك في تاريخ البطولة الأضخم على الإطلاق.. لكن ماذا لو أنت أكثر اللاعبين تسجيلًا “هاتريك” في تاريخ المونديال؟!
وفي سلسلة ” فزورة كأس العالم ” وهي سلسلة أسبوعية يقدمها 365Scores، نعيد إليكم خلالها قصة ما أو معلومة ما -ربما- تتعرف عليها لأول مرة، لكن على شكل فزورة.. فهل تعرف من هو أكثر اللاعبين تسجيلًا “هاتريك” في تاريخ المونديال قبل انطلاق كأس العالم 2022 ؟
من المعروف، أن البرتغالي كريستيانو رونالدو، هو أكبر لاعب سجل ثلاث أهداف “هاتريك” في مباراة واحدة في بطولة كأس العالم، وذلك بعدما سجل ثلاثية مع منتخب البرتغال في مباراته ضد منتخب إسبانيا في النسخة الماضية؛ كأس العالم 2018، وكان عمره وقتها 33 عامًا و130 يومًا.
وقتها انتهت المباراة بين البرتغال وإسبانيا بنتيجة 3-3، وسجل كريستيانو رونالدو “هاتريك” في الدقائق 4 و44 و88 من عمر المباراة.
أما عن صاحب أول “هاتريك” في تاريخ بطولة كأس العالم، كان بطل هذا المشهد هو: “بيرت باتينود” عندما سجل ثلاثية مع منتخب أمريكا في شباك باراجواي، في كأس العالم 1930، أي أول نسخة على الإطلاق من البطولة.
بينما كان صاحب آخر “هاتريك” في بطولة كأس العالم، هو الإنجليزي ” هاري كين ” عندما سجل ثلاث أهداف في فوز منتخب إنجلترا 6-1 على منتخب بنما، تلك المباراة التي أقيمت يوم 24 يونيو 2018 في مرحلة المجموعات.
من هو أكثر اللاعبين تسجيلًا “هاتريك” في تاريخ المونديال ؟
الإجابة هي: الأرجنتيني المخضرم ” جابرييل باتيستوتا “، وبالرغم أن قائمة اللاعبين الذين نجحوا في تسجيل “هاتريك” في مباريات كأس العالم طويلة للغاية، حيث تضم قرابة الـ 51 إسمًا حتى آخر نسخة، إلا أن جميع الأسماء نجحت في التسجيل مرة وحيدة فقط، لكن “باتيستوتا” كرر فعلته تلك مرتين في نسختين متتاليتين.
حيث سجل جابرييل باتيستوتا “هاتريك” في مباراة جمعت منتخب الأرجنتين مع منتخب اليونان التي انتهت بنتيجة 4-0 للتانجو، في مرحلة المجموعات في كأس العالم 1994.
قبل أن يعود ويكرر إنجازه في النسخة التالية مباشرة، كأس العالم 1998، وتحديدًا في مباراة الأرجنتين وجامايكا التي انتهت بفوز منتخب بلاده بنتيجة 5-0، ليجرز “الهاتريك” الثاني له في تاريخ كأس العالم وفي مرحلة المجموعات أيضًا.
جابرييل باتيستوتا.. والإصابة التي أنهت مسيرته
جابرييل باتيستوتا من مواليد “أفيلانيدا” في الأرجنتين، ويعتبر الابن الوحيد لوالديه؛ أوسمار عمر باتيستوتا وجلوريا زيلي، بعد ثلاث شقيقات.
بالرغم أنه نشأ وسط عائلة ليست فقيرة على الإطلاق، إلا أن اهتمامه بكرة القدم لم يظهر في طفولته، حيث كان مهتمًا أكثر بدراسته فكان طالب علوم وكان لديه شغف كبير بأن يصبح طبيبًا.
لكن في مرحلة مراهقته، كان يميل بالأكثر لعديد الرياضات البعيدة عن كرة القدم، فمثلًا نظرًا لطول قامته وقتها؛ فكان عاشقًا بشكل خاص لكرة السلة، حتى أنه ظل يلعب كرة السلة حتى انطلاق بطولة كأس العالم 1978.
تقول بعض الروايات، أن جابرييل باتيستوتا بدأ يقع في غرام وعشق كرة القدم عندما شاهد منتخب الأرجنتين يعانق ذهب كأس العالم للمرة الأولى في نهائيات مونديال 1978. فمنذ اللحظة التي توّج منتخب بلاده بالبطولة، ذهب لينضم إلى نادِ محلي رفقة أصدقائه ليبدأ طريقه في كرة القدم!
ولأن سنه كان كبيرًا -بالنسبة لأبناء جيله- عندما بدأ لعب كرة القدم للمرة الأولى، فكان يمتلك القليل من المهارات الفنية، لكن بعض الكشافة في فريق “نيويلز أولد بويز” كان لديهم اعتقاد كبير بأن “باتيستوتا” يتمتع بموهبة خام ستظهر لا محال عندما يتدرب جيدًا، فقرر النادي الأرجنتيني عرض عقدًا احترافيًا عليه.
وبفضل أدائه المميز الذي أظهره مع نيويلز أولد بويز، قرر فريق “ريفر بليت” الذهاب والتوقيع معه في الحال، لينجح معه أيضًا ويُقدم أداء رائع، ليضطر الغريم اللدود لفريقه “بوكا جونيور” خطفه في صيف 1990، وافق جابرييل على الرحيل بسبب خلافاته مع مدرب ريفر بليت حينها.
لعب باتيستوتا مع بوكا جونيور لمدة موسم، قبل أن يتخذ قرارًا بالخروج للاحتراف في أوروبا، لشق مسيرته الاحترافية رفقة فريق “فيورنتينا” في الدوري الإيطالي ومنه إلى فريق روما الذي قضى معه موسمين فقط.
حتى قرر نادي إنتر ميلان خطفه في شتاء 2003، لكن سرعان معا عاد إلى روما مجددًا في نهاية الموسم نفسه. لكن لكل بداية نهاية بالطبع، فقرر الانسحاب من الدوري الإيطالي بعدما بات واحدًا من أفضل الهدافين في تاريخ السيري آي، حيث لعب 318 مباراة مع مختلف الفرق، وسجل خلالهم 183 هدفًا.
وفي السلسلة الأخيرة من مسيرته الكروية، فضّل جابرييل الانتقال إلى الدوري القطري عبر بوابة فريق العربي القطري في صيف 2003، وظل بصفوفه بالفعل موسمين حتى علّق حذائه الرياضي بين صفوفه.
وخلال مسيرته مع الأندية، حقق باتيستوتا لقب الدوري الأرجنتيني “مرتين”، ولقب الدوري الإيطالي “مرة” ولقب هداف الدوري الإيطالي نسخة 1995 أيضًا، إلى جانب لقب كأس إيطاليا وهداف البطولة “مرة” وكأس السوبر الإيطالي “مرتين”.
على المستوى الدولي، يعد جابرييل باتيستوتا هو ثان أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف مع منتخب الأرجنتين بعد ليونيل ميسي! برصيد 54 هدفًا، بخلاف ذلك فقط أطلقت عليه الجماهير هناك لقب “الملاك” بسبب أهدافه التي لطالما أنقذت التانجو في اللحظات الحاسمة من المباريات الهامة.
باتيستوتا شارك مع منتخب الأرجنتين في كأس العالم في ثلاث نسخ مختلفة، لكنه لم ينجح في خطف اللقب أبدًا، بخلاف ذلك فقد توج مع التانجو بكأس كوبا أمريكا “مرتين” وكأس القارات “مرة”
وحصد مع التانجو على الحذاء البرونزي في نسخة كأس العالم 1994، والحذاء الفضي في نسخة كأس العالم 1998.
انتهت مسيرة باتيستوتا في سن الـ 36، بسبب كثرة إصاباته الناتجة عن آلام قوية للغاية كان يعاني منها بسبب تآكل الغضاريف، حيث خضع بسببها لجراحة ترقيعية لكنه لم يقدر أبدًا على مواصلة اللعب.
فيما بعد أصبح جابرييل باتيستوتا معلقًا رياضيًا كما اقتحم عالم رجال الأعمال، ليصبح مالكًا لشركة بناء خاصة به، فيما بعد جرّب سلك أولى خطواته نحو التدريب، فتم تعيينه مدربًا لأتلتيكو كولون الأرجنتيني