فزورة كأس العالم – لاعبون عادوا من الاعتزال مع زين الدين زيدان قبل مونديال 2006.. من هم ؟
في تونس الشقيقة يردد المواطنين طوال الوقت عبارة قوية تقول: ” اذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر! “، وفي كرة القدم نقول: ” إذا الجماهير طلبت يومًا فلابد أن يستجيب اللاعبين! “.
ربما تلك العبارة مرّت أمام زين الدين زيدان يومًا ما خلال مسيرته الكروية، لكن بكل تأكيد إنه وقف أمامها طويلًا حتى أنها غيرت مسار قراراته، ليتخذ قرارًا كبيرًا بالعودة من اعتزاله لتنفيذ رغبة الجماهير! فقط ما طلبت به الجماهير.
زين الدين زيدان الذي قرر اعتزال اللعب الدولي في عقب بطولة يورو 2004، استجاب لنداءات ضخمة من جانب جماهير فرنسا، حين طالبته بحتمية العودة إلى قائمة منتخب فرنسا لقيادة الفريق في كأس العالم 2006.. لكن زيدان وقتها لم يخرج وحيدًا ولم يعد بمفرده! فماذا حدث؟
ماذا حدث لمنتخب فرنسا في بطولة يورو 2004 ؟
كان منتخب فرنسا ضمن المجموعة الثانية، رفقة منتخبات: ( إنجلترا – كرواتيا – سويسرا )، ونجح الديوك بالفعل في التأهل من تلك المجموعة ضمن مركز الصدارة، بعد الفوز في مباراتين والتعادل في مباراة.
حيث تقابل منتخب فرنسا في أولى مباريات مرحلة المجموعات بمنتخب إنجلترا، ونجح في التغلب عليه بنتيجة 2-1، سجل الأهداف زين الدين زيدان، بينها سجل للأسود الثلاثة فرانك لامبارد.
في المباراة الثانية في دور المجموعات، تواجه الديوك مع منتخب كرواتيا، وسقط في فخ التعادل في تلك المباراة بنتيجة 2-2، وسجل أهداف الديوك وقتها: إيغور تيودور بالخطأ في مرماه، فيما سجل الثاني ديفيد تريزيجيه.
أما عن ثالث مباريات دور المجموعات، فقد اصطدم منتخب فرنسا بنظيره المنتخب السويسري، وأنهى تلك المباراة بنتيجة 3-1، سجل الثلاثية وقتها: زين الدين زيدان وتيري هنري “هدفين”.
تأهل بذلك منتخب فرنسا نحو ربع النهائي، ليصطدم بمنتخب اليونان، وفي مفاجأة غير متوقعة بالمرة، أطاح المنتخب اليوناني بالديوك خارج اليورو تمامًا.
العواقب المُرة التي طالت لاعبي منتخب فرنسا عقب توديع يورو 2004 ؟
عقب توديع منتخب فرنسا بطولة يورو 2004، عانى عدد كبير من نجوم منتخب الديوك من الحرج وتحديدًا اللاعبين الكبار، بسبب الخروج من البطولة الأوروبية الضخمة على يد منتخب اليونان، حيث قرر ثلاثة من بين الجيل الذهبي لمنتخب فرنسا الخروج من الباب الخلفي وإعلان اعتزالهم اللعب الدولي.
حتى أن النجم الأسطوري زين الدين زيدان، الذي ارتدى قميص منتخب فرنسا بداية من أغسطس 1994، قرر إعلان اعتزاله دوليًا عقب الخروج مباشرة من بطولة يورو 2004 بعد الهزيمة أمام اليونان.
حينها خرج “زيدان” في تصريح مقتضب أثار موجه جدل حول اعتزاله، وقتها قال: “منتخب فرنسا قدم لي كل ما أردته “، ومنذ ذلك التوقيت، ابتعد المهاجم الفرنسي نهائيًا عن المعسكرات الدولية.
لكن هل تظن أن زين الدين زيدان فقط هو من أتخذ هذا القرار بمفرده؟!.. بالطبع لا! زيدان تحرك أولًا لكن تبعه مباشرة ” كلود ماكيليلي وليليان تورام ” حيث شعر جميع الكبار بضرورة الابتعاد قليلًا وترك المساحة الأكبر للشباب والجيل الجديد لتمثيل منتخب فرنسا.
كلود ماكيليلي كان قائد خط الوسط ومن دونه يتخبط أداء الديوك كثيرًا، وقد ظهر ذلك فعليًا عقب هذا القرار الذي أتخذه بالخروج رفقة زين الدين زيدان، علّل ماكيليلي سبب قراره بأنه يريد التفرغ لمسيرته مع تشيلسي وقتها.
بعد الثنائي الفرنسي العملاق، خرج ليليان تورام أيضًا بقرار صادم بعدما فكر في اعتزال اللعب الدولي ليصبح ثالث لاعب يخرج من قائمة منتخب فرنسا قبل انطلاق بطولة كأس العالم 2006 بعامين فقط.
مطلب شعبي واستجابة للنداء
قبل تأهل منتخب فرنسا إلى بطولة كأس العالم 2006، كان يعاني الأمرين في تصفيات أوروبا المؤهلة لنهائيات المونديال بقوة، حتى أن جماهير فرنسا وقتها اجتمعت على هدف واحد؛ ألا وهو إعادة الثلاثي الأسطوري بأي ثمن إلى قائمة الديوك قبل انطلاق بطولة العالم.
وبالفعل.. قرر رايمون دومينيك، مدرب منتخب فرنسا، استدعاء الثلاثي المعتزل إلى قائمة الديوك لخوض مباريات تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم، وقتها استجاب للنداء أولًا زين الدين زيدان.
قبل أن يقرر العودة كلًا من: كلود ماكيليلي ومن بعدهم ليليان تورام، جميعهم عادوا إلى قائمة الديوك في عام 2005 مجددًا وقادوا منتخب بلادهم نحو كأس العالم 2006 الذي أقيم في ألمانيا.
مونديال 2006.. عندما يمنحك القدر فرصة للرد فتقرر نطحها بسذاجة!
تقول حكمة أضعها أمامي دائمًا: عندما تأتيك الفرصة التي تنتظرها.. تمسك بها بكل جوارحك! “
في نسخة كأس العالم 2006 التي أقيمت على أرض ألمانيا، سقط منتخب فرنسا في مجموعة متوسطة القوة، تضم منتخبات: ” سويسرا – كوريا الجنوبية – توجو “.
بالرغم أن المجموعة كانت الأقل خطورة على الإطلاق على مستقبل فرنسا في تلك البطولة، إلا أن بداية الديوك كانت سيئة للغاية، بعد التعادل سلبيًا أمام سويسرا ومن ثم السقوط في فخ تعادل جديد 1-1 أمام كوريا الجنوبية.
لكن ما أنقذ الديوك فعلًا كانت المباراة الثالثة عندما حقق فوزًا أخيرًا أمام منتخب توغو بنتيجة 2-0، ليتأهل المنتخب الفرنسي أخيرًا إلى دور ثمن النهائي.
في أولى مباريات الدور الإقصائي، تقابل منتخب فرنسا بنظيره منتخب إسبانيا، وحقق فوزًا بنتيجة 3-1، في تلك المباراة تعملق زيدان وسجل هدف وصنع آخر، فيما سجل الهدفين الآخرين: فرانك ريبيري وفييرا.
تأهل الديوك إلى الدور ربع النهائي بعد الإطاحة بالماتدور الإسباني من دور الـ 16، وتقابل في هذا الدور مع منتخب البرازيل، وكانت المفاجأة هي الإطاحة بالجيل الذهبي لمنتخب السيليساو أيضًا، بهدف وحيد سجله تيري هنري وصنعه زيدان!
أما في المربع الذهبي، في مباراة نصف النهائي، واجه منتخب الديوك، نظيره المنتخب البرتغالي، سجل زين الدين زيدان هدفًا باكرًا من علامة الجزاء، في الدقيقة 32، وبعد مباراة ماراثونية لم تشهد سوى هدف زيدان، غادرت البرتغال كأس العالم في صمت، وتأهلت فرنسا نحو المباراة النهائية بكامل صخبها.
في المباراة النهائية، اصطدم منتخب فرنسا بنظيره المنتخب الإيطالي، أحرز زيدان هدفًا مبكرًا من ركلة جزاء في الدقيقة 7، لكن ماركو ماتيرازي مدافع إيطاليا عادل النتيجة سريعًا جدًا بهدف في الدقيقة 19.
نطحة تساوي خسارة كأس العالم!
إلا أن زين الدين زيدان قرر إضاعة أثمن فرصة وصلت إليه لتعويض جماهير فرنسا عما حدث في يورو 2004، بعدما قرر وبشكل غير لائق نطح “ماتيرازي” بعد مشادة كلامية جمعت اللاعبين داخل الملعب! زيدان يتذكر تلك الواقعة ويؤكد أنه لم ينساها أبدًا وسيظل يشعر بالندم بسببها.
ترك زيدان الملعب وظل كلود ماكيليلي وليليان تورام حتى النهاية، لكن بدون أي تأثير، حتى انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1، ليضطر الحكم للجوء لركلات الجزاء لحسم من سيكون بطل العالم بعد مباراة ماراثونية جمعت منتخبي إيطاليا وفرنسا.
ركلات الحظ الترجيحية وقفت في صف منتخب إيطاليا في النهاية، بنتيجة 5-3، بعدما أضاع ديفيد تريزيجه ركلة للديوك، وتسجيل فابيو جروسو الركلة الأخيرة للأتزوري بنجاح. ليطيح بآمال وأحلام فرنسا بالكامل بتلك الركلة الأخير ويتوج منتخب إيطاليا أخيرًا بذهب كأس العالم.
وبالرغم أن زين الدين زيدان حصل على جائزة أفضل لاعب في تلك النسخة من كأس العالم 2006، إلا أن مرارة خسارة اللقب في النهاية هو الشيء الوحيد الذي يتذكره أسطورة فرنسا إلى الآن.