كتب: أحمد خالد
يعيش نادي تشيلسي الإنجليزي حالة سيئة بالبريميرليج بعد نتائج مخيبه لآمال مشجعيه بعد ميركاتو صيفي هو الأقوي في إنجلترا وكاد يكون في أوروبا بشكل عام ، في عالم التدريب قد تكون أصعب الأوقات هي التي لا يستطيع فيها المدرب بتحفيز لاعيبيه وعدم بث روح القتال والإنتصار في نفوسهم وهذا ما قد يكون وصل إليه فرانك لامبارد رفقة البلوز.
لامبارد تولي تدريب تشيلسي عام 2019 ونجح في إنهاء الدوري محتًلا المركز الرابع والمشاركة في دوري أبطال أوروبا ، وتلك النتائج كانت بمثابة الإنجاز لجماهير الفريق نظرًا للظروف التي واجهتهم مثل رحيل إيدين هازارد وحرمان الفريق لفترة من التعاقدات ، وفي الصيف وبعد ميركاتو كبير أرتفع سقف الطموحات لدي المشجعين ومجلس الإدارة لكن سرعان ما حدث العكس بتدهور النتائج وسوء بعض اللاعبين وأحتلال الفريق للمركز التاسع برصيد 26 نقطة بعد 17 مباراة.
لنطرح بعض الأسئلة سويًا: هل لامبارد جاني أم مجني عليه؟ هل ظالم أم مظلوم؟ هل كان يستحق تدريب البلوز من الأساس أم لا؟ كلها أسئلة تدور في الأذهان نحاول إيجاد أجابة واضحة لها .
في كرة القدم إذا قمت بتعيين مدير فني خبرته قليلة ومازال في مرحلة التعلم لا تتوقع منه نجاحًا سريعًا ، وإذا كان لدية شئ يُبشر بالنجاح فيجب مساندته معنويًا ودعمه على مستوي الأنتدابات ، ومع الوقت واكتساب الخبرات قد يثبت نجاحه ونجاح الرهان عليه ، او فشله بأنه لا يستطيع الآن أن يقود فرق مستوي أول .
وبما أن الحديث عن تشيلسي فسوف نسترجع بعض المواقف الخاصة بمدربين البلوز مع مالك النادي رومان أبراموفيتش ، “الجزار رومان” أطاح بالمخضرم فيليبي سكولاري الفائز بكأس العالم – أندرية فيلاس بواش الفائز بالدوري الأوروبي – روبيرتو دي ماتيو الفائز بدوري الأبطال – سبيشال وان جوزرة مورينيو الفائز بالبريميرليج 3 مرات ، جميعهم تمت الأطاحة بهم في منتصف الموسم فلماذا سيصبر أبراموفيتش على لامبارد الأقل منهم على جميع المستويات ؟
الفريق انفق أكثر من 200 مليون جنيه استرليني في الصيف ، بميركاتو هو الأقوي في إنجلترا حيث ضم لاعبين ذو جودة مثل حكيم زياش وتيمو فيرنر وهافيرتز وبن تشيلويل مع وجود كريستيان بوليسيتش وتامي أبراهام وكانتي وغيرهم من النجوم.
أبرز مشاكل تشيلسي هي مركز حراسة المرمي ، حيث الحارس الأغلي في العالم كيبا أريزابالاغا الذي أنضم إلى صفوف تشيلسي في الساعات الأخيرة للميركاتو الصيفي لموسم 18/19 قادمًا من أتليتك بلباو في صفقة تاريخية ، لكنه لم يقدم المردود المطلوب منه من الجمهور اللندني ليخسر مكانه أساسيًا ويستقر علي مقاعد البدلاء ليحل محله أدوارد ميندي الذي قد بدء بداية موفقة وقوية وإظهار بأن البلوز وجد ضالته مؤقتًا معه لكن سرعان ما أنخفض مستواه وبدء في أستقبال الأهداف.
لعب إدوارد ميندي 13 مباراة أستقبل خلالهم 11 هدفًا بنسبة 0.85% ، وخرج بشاك نظيفة في 6 مباريات بنسبة 0.46% ، أرقام تبدو جيدة جدًا مقارنة بزميله كيبا الذي بدء الموسم ولعب 3 مباريات أستقبل خلالهم 5 أهداف ، والموسم الماضي بالبريميرليج لعب 33 مباراة أستقبل فيهم 46 هدفًا وهي أرقام لا تليق أبدًا بحراسة مرمي فريق تشيلسي وبحارس هو الأغلي علي مستوي العالم ، لذلك مركز حراسة المرمي يُسبب الكثير من المشاكل لفرانك لامبارد لكنه غير قادر على حلها حتي الآن ، ربما وجود ميندي أنقذه ولو قليلاً من أرقام كارثية كان سيتسبب فيها كيبا لكن يظل مركز حراسة المرمي به مشلكة بالبلوز.
اعتمد فرانك لامبارد كثيرًا على اللعب بطريقة 433 بوجود الثلاثي “كانتي ، جورجينيو ، كوفاشيتش” في وسط الملعب ، وأستخدم أيضًا 4231 ، لكنه رقميًا أفضل في 433 حيث سجل بها 18 هدفًا بنسبة أهداف متوقعة “22.17” ، 433 هي الأفضل رقميًا لكن على مستوي الأداء يفشل لامبارد في توظيف اللاعبين بشكل جيد ، علي سبيل المثال تيمو فيرنر الذي لعب كثيرًا كجناح أيسر وفقده لامبارد في مركزة الأساسي رأس حربة ، بينما لعب هافيرتز أحيانًا كمهاجم وهمي وفقد لامبارد خطورته كصانع ألعاب وفقد الفريق بأكمله لهذا المركز ، أشياء كثيرة تتضارب بالفريق لامبارد غير قادر على حلها ومنها تامي أبراهام وكريستيان بوليسيش الذان لا يقدما المستوي المطلوب منهم حتي الان كذلك زياش الذي يحاول بكل ما أوتي من قوة لكن فقر المنظومة ككل يؤدي إلي فشله.
تشيلسي يمتلك فريق هجومي ولاعبين ذو جودة هجومية عالية ، لكن بدون أنياب ، بدون أدوار واضحة وتوظيف صحيح ، في مانشستر يونايتد يوجد برونو فيرنانديز وفي السيتي كيفين دي بروين هو محور اللعب ، في ليفربول يوجد صلاح ودييجو جوتا ، وليستر يوجد فاردي ، وداني إنجز في ساوثهامبتون ، وفي توتنهام تفاهم واضح بين كين وسون ، فماذا عن مهاجمي تشيلسي وأين هم وسط هؤلاء ؟!
عندما كان زياش وبوليسيش غير متاحين للبلوز تراجعت أرقام تيمو فيرنر وقل مجهوده نظراً للأدوار التي كان يقوم بها في مركز الجناح وفقدان قوته كمهاجم للفريق ، الآن الجميع متاح لدي فرانك لامبارد وأيضاً لا يوجد شكل وهيكل واضح للمنظومة الهجومية للفريق.
تشيلسي سجل 32 هدفًا بالبريميرليج قد تراه رقمًا مقبول نوعًا ما ويدل على ميزة وعيب في ذات الوقت ، وهو أن تم تسجيل الأهداف عن طريق 13 لاعبًا وهذا شئ جيد أن كثير من اللاعبين يستطعيون التسجيل ، لكن ستجد “ريس جيمس ، بن تشيلويل ، كورت زوما ، تياجو سيلفا” نجحوا في تسجيل 9 أهداف في المقابل أن مهاجمي الفريق “فيرنر ، زياش ، بوليسيتش ، هافيرتز” سجلوا 7 أهداف ، وإن دل ذلك فأنه يدل عن عدم وجود أي ملامح واضحة للمنظومة الهجومية علي الرغم من الميركاتو الذي قام به الفريق بإنتداب زياش وهافيرتز وفيرنر ، الأمر لا يتعلق بتسجيل الأهداف ففي النهاية هي للفريق ككل وتحقق النقاط لكن المعضلة هي عدم وجود بصمة واضحة لفرانك لامبارد هجوميًا ، بإستثناء تامي أبراهام الذي يحاول إثبات نفسه منذ الموسم الماضي.
تحليل جزء من مباراة تشيلسي ضد مانشستر سيتي:
بدأ تشيلسي مبارة مانشسستر سيتي بشكل مميز ، ضغط عال وعدواني من خلال الوسط ، حيث كان على الثلاثة الأماميين ولاعبي خط الوسط اللعب بكثافة كبيرة وتغطية المسافات للحفاظ على الضغط ، الأمر الذي أدي في بداية المباراة إلي فقدان السيتي للكرة أكثر من مرة ، ليفكر الفريق في لعب الكرات الطولية لكنها كانت تتلاشي لإقتراب زوما من المحرك كيفين دي بروين.
لكن سرعان ما فرض مانشستر سيتي الضغط على البلوز وأجبارهم على إرتكاب الأخطاء ، دي بروين سيسقط على كانتي والجناحين سيلعبون بين المدافعين والظهيرين في الخارج. هذا سمح لهم بإغلاق على الداخل بسرعة ومحاولة لإجبار تشيلسي على إما لعب تمريرات محفوفة بالمخاطر من خلال الوسط أو العودة إلى الكرة والعودة إلى الوراء ، من خلال الضغط بهذه الطريقة ، تسبب سيتي في مشاكل لتشيلسي.
كان على تشيلسي أن يلعب من خلال مساحات ضيقة في الوسط، وهي ليست نوعيتها الأنسب، خاصة بالنظر إلى عدم وجود هذه الصفات في اللاعبين الذين يلعبون في خط الهجوم ، وبعد الفترة الأولية من الضغط الجيد ، جاءت المشكلة الثانية لتشيلسي عندما لم يتمكن من الحفاظ على هذا الضغط العالي وبدأت المساحات تظهر لسيتي للعب دون الضغط على الكرة ، وزوما لم يكن قادرا على متابعة دي بروين.
لكن دعونا نسأل ماذا سيتم في الإدارة الفنية للبلوز إذا تمت إقاله لامبارد وهذا ما طرحه “بول ميرسون” صحفي “سكاي سبورتس” ، هل توقع مع توماس توخيل ام العودة لرافا بينيتيز ، أم أندريه شفيشينكو وسيكون مثل لامبارد تمامًا لأنه يحتاج لوقت كبير أم سيتطلب الأمر حلا سريعًا بالتعاقد مع كارلو أنشيلوتي ، ولماذا لم يتم منح لامبارد بعض الوقت ليأخذ فرصته كاملة.
لامبارد قام بعمل رائع الموسم الماضي وهذا الموسم علي الورق هو مازال في المنافسة حيث بينه وبين المركز الثالث 6 نقاط فقط ، مباراتين فقط سيجعلون لامبارد في المقدمة مرة أخري رفقة ليفربول واليونايتد والبقية ، هو فقط لديه بعض القصور في التعامل مع لاعبين من الطراز العالي ، ليست مشكلة التعامل مع النجوم نفسيًا لكنها فنيًا ، لامبارد يجيد التعامل مع اللاعبين الصغار فنيًا أمثال أبراهام ولا يجيد التعامل مع أمثال زياش وفيرنر حتي الآن ، لكنه بحاجة لبعض الوقت مثلما فعل مانشستر يونايتد مع سولشاير وها هو الآن في صدارة البريميرليج ومن الوارد عدم تحقيقه لكنه أعاد الفريق لدائرة المنافسة مرة أخري بعدما كان بعيدًا والجميع يُطالب برحيله.
من غير المنطقي أن تنفق 200 مليون جنيه استرليني وتظن أنك ستفوز بالدوري ، المال لا يكفي ولابد من وجود خطة واضحة تتضمن إعطاء الوقت الكافي لفرانك لامبارد ، خاصة وأنه أظهر جودته في كثير من الأحيان وأيضًا عاني في بعض الأوقات لإختيارته الخاطئة لكنه مازال في مرحلة الشباب ومازال يتعلم وهو إختيار إدارة النادي من البداية ، فلماذا تأتي بمدرب شاب وأنت تنتظر حلا سريعًا ؟ السر يكمن في الوقت ، الوقت فقط ورسم خطة يسير عليها الفريق بشكل واضح ووضع إستراتيجية لكل فترة إنتقالات من حيث الأولويات سواء في عملية الإنتدابات أو خروج اللاعبين.
لامبارد أيضًا عنده مشاكل عديدة ولابد من مساعدة نفسه فهو حتي الآن لا يعرف الفريق الأفضل بالنسبة له ولا يعرف إمكانيات لاعبيه جيدًا ، الأمر يتعلق بالحصول على التوازن ، لديه الكثير من اللاعبين ، و عليه أن يحصل على هذا التوازن الصحيح لأنه لا يعرف فريقه الأفضل حتي الآن ، عندما تكون مديرًا فنيًا جديدًا شابًا تفكر في أفضل فريق لديك ، ولكن عندما يحصل هذا “أفضل فريق” على الفوز ، فأنت ترغب في تغيير أربعة لاعبين للأسبوع المقبل ، لكن مع الخبرة تعطي فريقك فرصة، ومنحهم الوقت كما تريد الوقت. لكن هل يعلم (فرانك) أن لديه وقتاً؟!