فانوس رمضان.. “ميكيل أرتيتا” تلميذ جوارديولا الذي جعل جماهير أرسنال تحلم!
في اليوم الثامن والعشرين، سنغوص في حلقة “فانوس رمضان” هذه المرة مع الإسباني ميكيل أرتيتا.. الفيلسوف الذي حقق حلم آرسين فينجر وجعل جماهير آرسنال تحلم!
وفي شهر رمضان المبارك تتزين الشوارع بالفوانيس، ويتهادى به الأحباء، هدية قيمة وثمينة تصنع بشكل مبتكر كل عام ليتماشى مع تطورات العصر وتظل قيمته مهما اختلف الزمن وتقول الأسطورة بأن له قدر من السحر على تحقيق المعجزات وتحويل الأحلام إلى حقائق وواقع ملموس.. وفي 365Scores قررنا تقديم فانوس يومي في صورة لاعب أو مدرب كان له مفعول السحر في اسعاد جماهيره.
في السنوات الأخيرة وتحديدًا على مدار الـ 20 عامًا الماضيين، كان جماهير الجانرز تخشى التمسك بالأحلام، تخاف كثيرًا من التعلق بالفرح الزائد.. تشعر دائمًا وكأن هناك شيء سيحدث لا محال يزيل كل آثار الضحكات والابتسامات حتى تعود غارقة بين أحزانها قبل خطوة من تحقيق الحلم!
عانى آرسنال في السنوات الماضية كثيرًا، وقلما وجد للفرح مكان بين مواسمه، حتى أصبح من الطبيعي جدًا رؤيته ينهار ويتخذ من مراكز منتصف الجدول مكانًا له دون مقاومة منه! حتى جاء إليهم الفيلسوف الإسباني.. تلميذ جوارديولا والرجل الذي حقق حلم فينجر.
ميكيل أرتيتا الذي شعر للمرة الأولى بأنه لاعب كرة قدم معشوق من الكثيرين، وصله هذا الشعور فقط بمجرد ارتدائه قميص آرسنال ووقف به أمام جماهيره ولمست قدمه العشب الأخضر هناك في لندن.
تطور وتمرغ في البريميرليج مع الجانرز حتى بات يومًا ما قائدًا له.. وضع شارة على يده وحمل بداخلها كل ثقة جماهير الجانرز فيه.. حتى عاد إليهم كمدرب عاش معهم لحظات سيئة جدًا وساندوه.. سقط مرارًا فدعموه.. حاول الجميع السخرية منه فوقفوا لهم بالمرصاد وتمسكوا به! حتى اقترب من الحلم.. استعادة اللقب المفقود.. لقب البريميرليج!
ميكيل أرتيتا تلميذ بيب جوارديولا الذي قد ينتصر عليه
ربما سيشعر “بيب” لأول مرة في مسيرته بالحزن تجاه مدرب آخر سبق وأن تعلم تحت يده وأخذ من خبرته وفهم كيف يمكنك الهيمنة على الكرة.. ربما سيحدث ذلك مع نهاية موسم 22/23 إذا خطف أرتيتا مع أرسنال لقب البريميرليج من سيتي جوارديولا!
من المعروف، أن أرتيتا سبق له أن عمل مع “بيب” حين كان مدربًا لمانشستر سيتي، وقتها كان مساعده الأول والمهتم بكل ما له علاقة بالتكتيك والأداء.. يعود ذلك إلى نظرة “ميكيل” الثاقبة التي لا تخيب أبدًا.
يتذكر “بيب” تلك التفاصيل حين كان مدربًا لبرشلونة وضرب موعدًا لمقابلة تشيلسي في دوري أبطال أوروبا، حينها استعان “بيب” بصديقه”أرتيتا” فأجرى مكالمة هاتفية عاجلة معه لأخذ نصيحة تكتيكية من رجل يمكث في إنجلترا ويشاهد البريميرليج بصفة مستمرة!
تفاجئ “بيب” أن أرتيتا عاد للاتصال به بعد 15 دقيقة فقط، ليمنحه إجابة تفصيلية أكثر من رائعة، إجابة نموذجية كما يقولون بالضبط، حينها بدأ جوارديولا يشعر وكأنه في حاجة ماسة لرجل مثل ميكيل.
وعندما جاء بيب إلى مانشستر سيتي، لم يتردد لحظة في ضم أرتيتا إلى جهازه المعاون، يقول جوارديولا عنه: ” أتذكر المباراة الأولى التي لعبناها في البريميرليج ضد سندرلاند، كنا نلعب وقتها ضد ديفيد مويس، وقال لي أرتيتا أنا أعرف هذا الرجل جيدًا لقد كان في إيفرتون ويفعل معهم هذا وذاك.. وبعد نصف ساعة وجدت ما قاله يحدث بالفعل.. فقولت في نفسي: هذا هو الرجل الذي سيساعدني في كل شيء “.
أرتيتا كان مساعدًا لجوارديولا حين فاز مع مانشستر سيتي بلقب البريميرليج برصيد إعجازي (100) نقطة حصدها الفريق السماوي في موسم واحد فقط! إلا أنه وبشكل مفاجئ ترك كل شيء خلفه ورحل.. فكان لدى “ميكيل” اعتقاد بأن كل شيء يمكن أن يقف فجأة حين يأتي عرض من أرسنال.
يقول جوارديولا في تصريح سابق له: ” عندما كنا نفوز على أي فريق منافس في البريميرليج كنت أنظر نحو أرتيتا وأجده يقفز هنا وهناك ويحتفل، عدا فريق واحد فقط وهو أرسنال “
والآن وهو يقود أرسنال أصبح بإمكان أرتيتا القفز والاحتفال والرقص وفعل كل ما يحلو له نظير استعادة اللقب المفقود!
التلميذ الذي خسر مرارًا من معلمه في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز ومؤخرًا غادر بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي أيضًا على يد جوارديولا.. سيخوض الثنائي موقعة نارية -ربما- ستكون لها اليد العليا في حسم لقب البريميرليج لأحدهم في النهاية وستضع حدًا للمنافسة الشرسة الدائرة فيما بينهم الآن.
ميكيل أرتيتا الذي حقق حلم آرسين فينجر
يمكن تشبية ميكيل أرتيتا الآن بـ”الفانوس”.. هو كـ”النور” الخارج من الفانوس بكل تأكيد لكل جماهير أرسنال الآن.. جعل الجميع هناك في ملعب الإمارات يحلم! ورسم ابتسامة رقيقة على وجه آرسين فينجر في كل مرة يزور الملعب الذي بات أسطورة تدريبية فيه.
لكن أرتيتا لم يرسم ضحكة فينجر فقط بل شرع بتحقيق حلمه! نعم فينجر كان يحلم كثيرًا بكتيبة مثل التي يمتلكها أرتيتا الآن! إلا أن النقطة الأهم هنا.. أن فريق أرسنال الحالم لم يكن ليصل إلى ما عليه الآن إلا بأفكار فينجر نفسه.
فينجر هو الذي وقف أمام كرة القدم الكلاسيكية ليغيرها، منح أرسنال هوية يحتفظ بها الجانرز إلى الآن، كان يسبق الجميع بخطوات، كان يدون والبقية ينقلون منه، حتى فقد توازنه أمام التغيير الذي داهم البريميرليج في الألفية الثانية.
ولأن أرتيتا خرج من هناك، وعرف أرسنال بشكل مختلف ومبتكر، فكان من الطبيعي أن يسلك الممر الذي سلكه أسطورة ناديه “فينجر” فوضع كل ذكائه مع أفكار آرسين فينجر أخيرًا ليخرج لنا جيل جديد من المدفعجية ينافسون بكل ما أوتوا من قوة لحصد لقب البريميرليج. فهل ينجح أخيرًا في ذلك.. تفصلنا أيام وسنرى!!
أرتيتا بعين ثاقبة رأى أن أرسنال بحاجة إلى صفقتين مهمتين! مهاجم مثل جابرييل جيسوس، ورجل مثل أوليكساندر زينشينكو.. وبالرغم أن الثنائي كانوا خيارات ثانية في مانشستر سيتي لدى معلمه بيب جوارديولا، إلا أن التلميذ الذكي كان منتبهًا لقدرات كل واحدِ منهم ويعرف جيدًا ما سيحصل عليه منهما.
فيما بعد، فكر في أن يغير من ديناميكية وسط الملعب بالتركيز على تحريك جرانيت تشاكا وتوماس بارتي ومنحهم مهام إضافية، بالإضافة إلى تغيير مركز “بن وايت” للظهير الأيمن ووضع زينشينكو في الناحية اليسرى، لم يكتفِ “ميكيل” بذلك بل أدخل مهام جديدة على دور بوكايو ساكا الذي يؤدي في مركز الجناح وبات من هدافي الجانرز في البريميرليج الآن.
جميعها أمور جعلت منظومة عمل أرسنال تحت قيادة أرتيتا هي الأقوى بين الأجيال المتعاقبة في السنوات الأخيرة، أمور وضعت الجانرز في قمة ترتيب الدوري الإنجليزي برغم الفارق الذي تقلص مؤخرًا بينه وبين مانشستر سيتي.. لكن كلها أسباب ربما ستقرب “الفيل” الذي يجلس فوق الشجرة وحيدًا حتى الآن إلى لقبه الذي يفتقده كثيرًا.. فهل تحدث؟!