فانوس رمضان “لم يُضيء” – ميسي ومبابي ونيمار “ثلاثية الرعب” التي خالفت التوقعات!
في الحلقة الثالثة والعشرين من “فانوس رمضان” سنآخذك في جولة إلى “حديقة الأمراء” حيث باريس سان جيرمان لمشاهدة ثلاثية ميسي ومبابي ونيمار.. أكثر ثلاثية شعر العالم بأثره بأنها ستأكل الأخضر واليابس ولن تتوقف عن حصد الألقاب!
وفي شهر رمضان المبارك تتزين الشوارع بالفوانيس، ويتهادى به الأحباء، هدية قيمة وثمينة تصنع بشكل مبتكر كل عام ليتماشى مع تطورات العصر وتظل قيمته مهما اختلف الزمن وتقول الأسطورة بأن له قدر من السحر على تحقيق المعجزات وتحويل الأحلام إلى حقائق وواقع ملموس.. وفي 365Scores قررنا تقديم فانوس يومي في صورة لاعب أو مدرب كان له مفعول السحر في اسعاد جماهيره.
نعود إلى تلك الثلاثية التي يصفونها بـ”ثلاثية الرعب” منذ 2017، حيث كان أول أضلاع المثلث الهجومي عنصر من البرازيل؛ التي أتقنت كرة القدم حد التنفس بها.. بدأت مع نيمار دا سيلفا.
وبعد موسم واحد فقط، وصل إلى حديقة الأمراء الضلع الثاني الهجومي، هذه المرة كان ضلعًا وطنيًا خالصًا بعدما تعاقد باريس سان جيرمان مع كيليان مبابي في 2018، بعدما قضى موسمًا بنظام الإعارة أثبت فيه قدرته على كل شيء.
كيليان مبابي لم يخطف فقط أنظار الكشافة في باريس سان جيرمان، لكن أيضًا جذب أعين “ديديه ديشامب” مدرب منتخب فرنسا الذي أصر على ضمه في قائمة كأس العالم 2018 في روسيا، وربما كان أكثر قرار صائب أتخذه المدرب الوطني تجاه مبابي الذي تم تشبيه أسلوب لعبه في البداية بـ”بيليه”.
ثنائية مبابي ونيمار اقتربت من كل شيء
ثنائية مبابي ونيمار أذهلت الجميع، حتى أن البعض أكد مرارًا أن تلك الثنائية حتمًا ولابد ان تحصد لقبًا أوروبيًا، لكن هذا الأمر كان يحدث في كل مرة بصعوبة بالغة.
باريس مع نيمار ومبابي سيطر على أغلب الألقاب المحلية في فرنسا بداية من الدوري الفرنسي ومرورًا بكأس فرنسا وحتى السوبر الفرنسي.. لكن أبدًا لا يصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
تغير الجهاز الفني مرارًا وتكرارًا، وتعاقب المدربين على حديقة الأمراء، حتى جاءهم العبقري توماس توخيل.. وأخيرًا وصل بهم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.. في نسخة كان بايرن ميونخ يأكل فيها كل من قابله تقريبًا.. تلك النسخة التي شهدت على أكبر نتيجة مباراة واحد (8-2) عندما دكّ البافاري شباك برشلونة تمامًا وفي وجود ميسي!
تقابل بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا في مباراة ماراثونية لم تقف دقيقة واحدة، حتى أن المباراة كان في طريقها نحو ركلات الترجيح، قبل أن يخطف بايرن هدف في اللحظات القاتلة خطف بها اللقب داخل ملعب صامت بدون جماهير بسبب انتشار وباء كوفيد-19.
خسر باريس مرتين.. الأولى عندما خسر اللقب أمام بايرن، والثانية عندما قررت إدارة النادي إقالة مدربه المخضرم توماس توخيل! ومن بعدها لم ينجح أي مدرب من بعده في قيادة العملاق الباريسي نحو نهائي اللقب المنتظر (دوري أبطال أوروبا) مجددًا.
وصول الأسطورة.. من هنا بدأت ثلاثية ميسي ومبابي ونيمار
في صيف 2021، حدثت مفاجأة غير متوقعة بالمرة، بعدما فشل تجديد ليونيل ميسي مع ناديه الذي ظل يرتدي قميصه منذ بداية مشواره في أوروبا وحتى غادره كأسطورة تاريخية لن تتكرر، فشل تجديد ميسي مع برشلونة بسبب ظروف النادي الاقتصادية السيئة.
وفي ظل كل الأندية التي حاولت التنافس من أجل الظفر بخدمات أسطورة الأرجنتين، كان باريس سان جيرمان صاحب اليد العليا في كل شيء، الراتب الضخم والإضافات المميزة والامتيازات أيضًا.. أي نادِ في العالم سيمنح للاعبه امتياز بأن يضع منتخب بلاده أولًا وسيرفض؟! وتحديدًا إن كان ميسي.
ميسي وصل إلى باريس وكان متوجًا بطلًا لقارة أمريكا الجنوبية كبطل كأس كوبا أمريكا بعد التفوق على الغريم اللدود البرازيل، ومعه توّج على عرش العالم.. بعدما لامست يداه ذهب كأس العالم وأصبح بطلًا له، بعدما استعصت عليه مرارًا.
منذ وصول ميسي إلى حديقة الأمراء تغيّر كل شيء.. العلاقة بين ميسي ونيمار كانت قوية كما نعهدها جميعًا حين كانا الثنائي معًا في برشلونة، حتى الاحتفال بعد تسجيل الأهداف هو نفسه.. علاقة باتت أقوى وأخرى أصبحت فاترة تمامًا. وهنا نتحدث عن العلاقة بين مبابي ونيمار.
خرجت الكثير من الأقاويل حول وجود خلاف بين نيمار ومبابي، وصل في النهاية لشد وجذب بين الطرفين في الملعب، وهناك صحف تقول بأن نيمار لا يريد التمرير لمبابي والعكس.
مع مجيء ميسي إلى باريس كان ماورريسيو بوتشيتينو هو المدير الفني هناك، فقرر الأرجنتيني وضع مواطنه في مركز الجناح! وهو مركز لا يحبه بعد الفترة الطويلة التي قضاها في برشلونة. خاصة لأن نيمار في محور خط الهجوم!
أول موسم لـ ميسي ومبابي ونيمار معًا لم تكن مثلما توقع الجميع، حيث افتقد نيمار لديناميكيته المعروفة وعانى ميسي من صعوبة التأقلم داخل حديقة الأمراء وأمام جماهيره المبهرة.
حتى وأنه تفاجئ ذات يوم بصيحات وصافرات استهجان ضده! ميسي أسطورة الأرجنتين والفتى المدلل في إقليم كتالونيا والآمر الناهي هناك.. يطلقون ضده صافرات استهجان لعدم تأقله سريعًا مع فريقه الجديد!
كل هذه الأمور ساهمت في أن تظل المياه راكدة بين ميسي ومبابي، وخرجت شائعات بالجملة مفادها أن الثنائي لا يتعاملا معًا داخل غرفة الملابس ولا في التدريبات!
جميع تلك التفاصيل ظهرت بشكل واضح جدًا على أداء الثلاثي الناري الذي كلما ظهر بمفرده في مباراة مع باريس يُبدع وإذا تجمع الثلاثي تشعر بعدم الراحة الذي بداخلهم يظهر جليًا أمامك على شاشة التلفاز.. حتى غادر باريس “مرتين” من دوري أبطال أوروبا ومن الأدوار الأولى (دور الـ 16).
حتى أتضح للكثيرين بأن ميسي ومبابي ونيمار التي قالوا عنها ثلاثية الرعب خالفت كل التوقعات وباتت لا ترعب أحد.