365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةريال مدريدقصص 365Scoresكرة القدم الإسبانيةكرة القدم الإيطاليةكرة القدم الانجليزيةكرة القدم السعوديةكرة قدم
الأكثر تداولًا

فانوس رمضان – كريستيانو رونالدو.. طفل أتى بمعجزة فأصبح أسطورة يتحاكى بها العالم

في الحلقة الرابعة عشر من “فانوس رمضان“، سنهبط على جزيرة ماديرا البرتغالية مكان ميلاد كريستيانو رونالدو، وسنكون كالرحالة معه في كل بقاء الأرض.. فهو رجل لم يتهاون أبدًا طوال مسيرته وترك بصمته في كل بلد ذهب إليها وأطلق قذائفه فيها.. حتى أصبح يُعرف بـ”صاروخ ماديرا”.

في شهر رمضان المبارك تتزين الشوارع بالفوانيس، ويتهادى به الأحباء، هدية قيمة وثمينة تصنع بشكل مبتكر كل عام ليتماشى مع تطورات العصر وتظل قيمته مهما اختلف الزمن وتقول الأسطورة بأن له قدر من السحر على تحقيق المعجزات وتحويل الأحلام إلى حقائق وواقع ملموس.. وفي 365Scores قررنا تقديم فانوس يومي في صورة لاعب أو مدرب كان له مفعول السحر في اسعاد جماهيره.

قصة ربما ستقف أمامها كثيرًا.. وتحديدًا قبل تحطيمه كل تلك الأرقام القياسية في عالم كرة القدم.. بدأت قصة رونالدو مع القدر عندما كان لا يزال في رحم أمه.. السيدة ماريا دولوريس أفيرو.

ماريا التي كانت تعمل كطاهية في شبابها، ولديها بدلًا من الطفل 3 أطفال.. تفاجئت ذات يوم بآلام تُعلن عن قدوم طفل جديد لأسرتها.

كريستيانو رونالدو
كريستيانو رونالدو – منتخب البرتغال – كأس العالم 2022 (المصدر: Gettyimages)

لم تستقبل “ماريا” جنينها الجديد بكل حب وسعادة الكون مثلما فعلت مع أطفالها الآخرين، فقد شعرت بحزن مبالغ فيه بسبب زوجها الذي كان عاطلًا عن العمل بعدما ترك عمله كبستاني، فأصبحت ماريا هي التي تعول العائلة بمفردها.. وولادة طفل جديد في هذا التوقيت قد يصعب الأمر عليها كثيرًا.

فقررت “ماريا” التخلي عن طفلها، ذهب إلى طبيبها وحاولت تقنعه بأن يقوم بإجهاض الجنين لكنه رفض لخطورة الأمر على حياتها، فذهبت إلى بيتها وكل ما تفكر فيه هو كيفية التخلص من هذا الطفل الذي سيزيد عليها قسوة الحياة.. لكن فشلت كل الطرق في النهاية وثبت حملها وجاء الطفل إلى الحياة في 5 فبراير 1985.

أسمته كريستيانو رونالدو.. المعجزة التي رفضتها ماريا

أطلق ماريا على طفلها الأصغر “كريستيانو رونالدو أفيرو”، طفلها الذي أخذ ملامح والده بالكامل ليصبح نسخة مصغر منه.. ليصبح ثانِ شيء ترفضه “ماريا” الأم في نجلها، خاصة وأن كلما مرت الأيام بعد ولادته أصبحت الحياة أكثر قسوة عليها، حتى قررت الانفصال عن والده نهائيًا بسبب إدمانه للكحول!

خافت ماريا على أبنائها كي يأخذوا والدهم قدوة لهم، ويصبحوا مُدمنين الكحول هم أيضًا في شبابهم، فأغلقت على نفسها وعلى أبنائها وقررت العيش في سلام، في ذلك الوقت تعلقت أكثر فأكثر بكريستيانو الصغير حتى أصبح أقرب أطفالها إلى قلبها.. الطفل الذي جاء بمعجزة.

وبسبب تعلق كريستيانو رونالدو الصغير بكرة القدم التي كان يواصل لعبها مع أبناء الحي الفقير الذي كان يسكن فيه، قررت “ماريا” تسجيله في نادي يُدعى “أندورينها” للهواة في عام 1992 وظل فيه حتى عام 1995، ومن ثم التحق بنادي ناسيونال ماديرا النادي الممثل لمدينته.

كريستيانو رونالدو - مانشستر يونايتد
كريستيانو رونالدو – مانشستر يونايتد

قبل أن يحثه أحدهم على الذهاب إلى نادي سبورتينج لشبونة من أجل الخضوع لاختبارات القبول بالنادي، وبالفعل ذهب وتمت الموافقة عليه بدون تفكير.. كان طفل شغوف بالدرجة الأولى بكرة القدم فخطف العقول إليه.

وفي سبورتينج لشبونة، اهتم به المسؤولين والمدربين في مختلف الفئات العمرية، خاصة وأن مهاراته كانت تُنبأ الجميع بأنهم أمام موهبة ستتفجر يومًا ما وسيكون صداها يدوي في العالم بأثره.

في سن الـ 14 عامًا، وفي ظل تألقه الشديد، تم تشخيصه من قِبل الأطباء بأنه يعاني من عدم انضباط في ضربات القلب، وهو تشخيص كاد أن يُنهي مسيرة أسطورة تحاكى بها الجميع وما زال يتحدث عنه الجميع.. أسطورة تحطم الأرقام القياسية واحدة تلو الأخرى وكأن كل تلك الأرقام خلقت له هو فقط.

لكن “ماريا” الأم لم تستسلم أبدًا وقتها.. وقررت المجازفة من أجل استمرار نجلها في لعب اللعبة التي يعشقها، فخضع لجراحة بسيطة لتنظيم ضربات القلب ومن ثم عاد إلى حياته كما كان.

كريستيانو رونالدو
كريستيانو رونالدو المصدر: Gettyimages

عندما أصبح كريستيانو رونالدو فانوسًا

في عمر الـ 16 عامًا، تفاجئ كريستيانو الصغير بوجود أسمه من بين الأسماء التي تم استدعائها للمشاركة مع الفريق الأول في سبورتينج لشبونة، بسبب تألقه المبهر وأدائه المميز عن غيره من اللاعبين الآخرين.

كان أول موسم يلعبه مع سبورتينج لشبونة في عام 2002، واستطاع أن يبهر الجميع ويخطف الأنظار إليه، حتى أن ممثلي البرتغالي قاموا بعرضه على ليفربول وأرسنال وبرشلونة في آن واحد.. في صفقة كان أرسنال الأقرب لحسمها بعدما أبدى آرسين فينجر مدرب الجانرز وقتها، رغبته في ضم كريستيانو إلى فريقه لحاجته الماسة للاعب مثله.

لكن القدر دائمًا يفوز.. في عام 2003، كان سبورتينج لشبونة يستعد لافتتاح ملعبه الجديد، وقرر دعوة مانشستر يونايتد ليكون خصمه في مباراة الافتتاح، تلك المواجهة التي شهدت وجود رونالدو الذي أبهر السير أليكس فيرجسون ولم يغادر الملعب إلا وهو لديه اقتناع تام بضرورة ضم كريستيانو إلى الشياطين الحمر.. وهو ما حدث في النهاية.

في “أولد ترافورد” وتحت قيادة “السير فيرجسون” الذي أصبح بمثابة الأب الروحي له، تخلص كريستيانو من كل ضغوطه بات يلعب من أجل المتعة والشغف لا غير، تغير الفتى الشقي وأصبح رجلًا ضخمًا يخيف المدافعين في إنجلترا وأوروبا.

رونالدو - السير أليكس فيرجسون (مانشستر يونايتد)
رونالدو – السير أليكس فيرجسون (مانشستر يونايتد)

ذهب مع مانشستر يونايتد لأماكن لم يذهب إليها من قبل، ودخل ملاعب جديدة عليه، وخاض مباريات في بطولات كان يحلم بأسمائها فقط، فاز بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا في مواسمه الأولى هناك في إنجلترا وحقق لقب هداف الدوري مرات عديدة، ووضع إسمه بين الهدافين التاريخيين للنادي.

حتى بعد خروجه، كان مانشستر يونايتد قد أتخذ قرارًا بأن القميص رقم 7 لن يرتديه أحد غيره، وبعد مسيرة طويلة في ملاعب كرة القدم عاد للشياطين في صيف 2021، لكن هذه المرة لم ينثر سحره في مسرح الأحلام بل انقلب السحر كله عليه فخرج منه من الأبواب الخلفية.

لكن تأتي فترة كريستيانو مع ريال مدريد، في قمة المقدمة دائمًا، بعدما كان سببًا في إعادة الميرينجي إلى منصات التتويج بدوري أبطال أوروبا فحصد العاشرة معه بسيناريو مجنون، وبركلة جزاء أخيرة وضع بصمته فيها، توقف القلوب خوفًا لكن قلبه -الذي كان سيمنعه من لعب الكرة يومًا ما- كان يومها الأكثر صخبًا وشجاعة ليأتي بها أخيرًا لجماهير أجمعت على حبه وعشقه طوال تلك السنوات.

لم يكتفِ رونالدو يذلك فقد جلب لقب دوري الأبطال للميرينجي ثلاث مرات أخرى تحت قيادة المدرب الذي أحبه وجمعتهما علاقة جيدة جدًا؛ زين الدين زيدان، فجاء بالحادية عشر والثانية عشر والثالثة عشر..

كريستيانو رونالدو - مسعود أوزيل
كريستيانو رونالدو – مسعود أوزيل

خلال تلك الفترة التي قضاها مع ريال مدريد لم يكن فقط فانوسًا أنار لهم الطريق لحصد البطولات والألقاب الغائية، بل ترك بصمته بأحرف من ذهب حتى وإن تعاقبت الأجيال أبدًا لن يأتِ أحد إلا وسيتذكره بإنجازه ذاك.. كريستيانو أصبح الهداف التاريخي لريال مدريد برصيد 450 هدفًا، ليتجاوز بهم كل أساطير الملكي ويقف وحيدًا على عرش القمة.

مثلما كان فانوسًا سحريًا مع منتخب البرتغال في بطولة يورو 2016 عندما قادهم نحو اللقب القاري الأول في تاريخه وتاريخ بلاده! حتى عندما تعرض للإصابة في المباراة النهائية للبطولة.. لم يجلس على مقاعد البدلاء وظل واقفًا طوال الوقت على الخط ليعطي التعليمات لزملائه.

ليصبح الجنين الذي كانت ترفضه السيدة ماريا يومًا ما.. والطفل الذي جاء بمعجزة.. أسطورة تتحاكى بها الملايين، أسطورة ستظل خالدة في عالم كرة القدم إسمها ” كريستيانو رونالدو ” لأن أرقامه جميعها في القمة، والجميع في الخلف يواصل السعي من أجل اللحاق بأي منها.

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012، لديها خبرة لأكثر من 5 سنوات في 365Scores، تهتم بكتابة القصص الصحفية والتحقيقات والحوارات، ومهتمة بأخبار الدوريات حول العالم وبترجمة الأخبار العالمية ومتابعة أحداثها أول بأول، وتنسيق موضوعات خاصة باللاعبين الكبار وأهم ما يدور عنهم من أحداث مميزة ومختلفة.

5515 مقال

المقالات المتعلقة