فانوس رمضان – ثلاثية الرعب المدمر “MSN” التي يفتقدها برشلونة!
في اليوم التاسع والعشرين، سنعود بالزمن للوراء قليلًا في حلقة “فانوس رمضان” الأخيرة، حيث ثلاثية الرعب المدمر “MSN” ورحلة ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار دا سيلفا مع برشلونة في الفترة الذهبية.
وفي شهر رمضان المبارك تتزين الشوارع بالفوانيس، ويتهادى به الأحباء، هدية قيمة وثمينة تصنع بشكل مبتكر كل عام ليتماشى مع تطورات العصر وتظل قيمته مهما اختلف الزمن وتقول الأسطورة بأن له قدر من السحر على تحقيق المعجزات وتحويل الأحلام إلى حقائق وواقع ملموس.. وفي 365Scores قررنا تقديم فانوس يومي في صورة لاعب أو مدرب كان له مفعول السحر في اسعاد جماهيره.
بداية ثلاثية الرعب المدمر وصحوة برشلونة!
القصة بدأت في 2014، عندما انهار الأوروجوياني لويس سواريز على أرضية ملعب “أنفيلد” بعد خسارة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في مباراته الأخيرة مع ليفربول.. أدرك سواريز حينها بأنه لن يحصل على أي شيء بالقميص الأحمر، فقرر المغادرة.. وكان أمامه من العروض الكثير لكنه في النهاية فضّل الليجا؛ حيث نادي برشلونة!
وهنا في كتالونيا اجتمع سواريز مع الثنائي اللاتيني الآخر؛ الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا.. قال “يوهان كرويف” عن صفقة سواريز في تصريح غريب: ” لا استطيع مشاهدة برشلونة يلعب بميسي وسواريز ونيمار في نفس الخط الهجومي.. أعتقد أن هذه الصفقة “سواريز” تظهر تفضيل الإدارة للفردية العبقرية لكل لاعب، على حساب فريق كرة قدم رائع يقدم كرة رائعة “.
الأسطورة يوهان كرويف، والمؤسس الأول لفلسفة الكرة الشاملة التي اعتمد عليها برشلونة منذ زمن طويل، أعتقد أن وجود ميسي وسواريز ونيمار معًا في خط هجومي واحد، سيعود بالسلب على الفريق الذي يحب الكرة الهجومية الجماعية، ما سيعرض الفريق للخطر! لكن في النهاية الجميع بما في ذلك يوهان كرويف كانوا سعداء جدًا.
ثلاثية الرعب المدمر أو ثلاثية ميسي وسواريز ونيمار، قدمت موسم أول استثنائي ومبهر، حيث كان موسم 14/15 الذي سجلوا خلاله (122 هدفًا) وصنعوا (66 هدفًا) أيضًا! وقادوا برشلونة لإنجاز تاريخي بالتتويج بالثلاثية التاريخية؛ (الليجا – كأس ملك إسبانيا – دوري أبطال أوروبا ).
ويمكن القول بأن ثلاثية الرعب المدمر “MSN” كانت السبب الرئيسي في انتخاب “بارتوميو” في رئاسة نادي برشلونة، هو نفسه الرجل الذي سيقف في مشهد عنوانه ” كيف تفكك الثلاثية المدمرة دون تدخل؟! “.
جاء بارتوميو إلى رئاسة البلوجرانا، بعدما كان سببًا في جمع ثلاثية الرعب المدمر معًا في فريق واحد، ولم تخذله تلك الثلاثية ففي ثانِ مواسمهم معًا سجلوا معًا أهداف أكثر بلغت الـ 131 هدفًا، وقدموا أيضًا 73 تمريرة حاسمة.
لكن في ثانِ مواسمهم، سيطروا فقط على لقب الليجا وكأس ملك إسبانيا وغادروا دوري أبطال أوروبا من الباب الخلفي هذه المرة وليس من باب النجوم!
في الموسم الثالث كانوا على موعد مع كتابة أسمائهم بالذهب في تاريخ كرة القدم، هذه المرة ليست بالألقاب والبطولات، لكن بطريقة أخرى.. ليست مبتكرة لكنها الأكثر إثارة على الإطلاق.
من منا لا يتذكر أشهر ريمونتادا عرفتها كرة القدم في الألفية الحديثة؛ تلك التي حدثت في مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان في ثمن نهائي دوري الأبطال موسم 16/17، بعدما خسر البلوجرانا 4-0 وعادوا بطريقة خرافية في مباراة الإياب ليتأهلوا بنتيجة 6-1.
كان نيمار بطل تلك الليلة، بعدما قادت صحوته النارية في الدقيقة 88 الفريق الكتالوني نحو ريمونتادا “ولا في الأحلام” سجل البرازيلي بداية من دقيقة الحسم هدفين وصنع الهدف الثالث الذي سجله سيرجيو روبرتو.
برغم أن “نيمار” كان بطل تلك الليلة، إلا أن في صباح اليوم التالي كانت كافة الصحف الإسبانية تضع صورًا بالحجم الكبير للنجم الأول “ليونيل ميسي” وتغفل تمامًا عن دور سواريز ونيمار في تلك المباراة.. الأمر الذي جعل البرازيلي يشعر بالرغبة في أن يصبح هو أيضًا النجم الأول والمدلل لجماهير ما في بقعة ما.
فكان أول ضلع يسقط من ثلاثية الرعب المدمر هو “نيمار”.. بعدما فجر مفاجأة غير متوقعة في صيف 2017 بإعلان رغبته في الرحيل عن برشلونة، وخرج كلام مختلف عن وجود مفاوضات بينه وبين باريس سان جيرمان الفرنسي، ررفضت إدارة البرسا كل ذلك. ما اضطر النادي الباريسي لاستخدام الكارت الأخير.
سدد باريس سان جيرمان وقتها الشرط الجزائي الموجود في عقد نيمار مع برشلونة والبالغ 222 مليون يورو، ليصبح إسم البرازيلي في التاريخ مجددًا بعدما بات صاحب الصفقة القياسية في العالم أجمع.
من هنا انتهت فترة نيمار ببرشلونة، وتفككت ثلاثية الرعب المدمر عند محطتها الأولى، لكن ميسي وسواريز أكملوا المهمة حتى جاء عام 2021، وبسبب كثرة الأزمات والديون التي تزايدت على برشلونة، تدخل “بارتوميو” وعقد جلسة مع سواريز ليبلغه بعدم التجديد له.. رحل الضلع الثالث في الثلاثية الأشهر في إسبانيا مجانًا إلى أتلتيكو مدريد. وكتب له القدر الفوز هناك بلقب الليجا!
أما ميسي، فشعر بالحزن الشديد بداخل “كامب نو” حتى أنه فكر قبل بداية موسم 2020 في الرحيل وترك كل شيء خلفه هناك بسبب سياسة “بارتوميو” التي سببت انهيار النادي تمامًا، فأرسل “بروفاكس” للنادي برغبته في الرحيل.. تم رفض كل شيء فأكمل ميسي عقده حتى النهاية بمضض.
حتى جاء عام 2021 وهو يحمل معه كل مشاعر الحزن لجماهير برشلونة في كل مكان.. ماذا تظن ماا سيشعر به مشجع للبارسا عندماا تقول له ليونيل ميسي أسطورتك التي تعشقه سيرحل بشكل نهائي؟!
فشل برشلونة بالفعل في تجديد عقد ميسي بسبب تراكم الديون والأزمات الاقتصادية المختلفة التي كان سبببًا رئيسيًا فيها هو “بارتوميو”، فغادر ميسي هذه المرة وخطفه في النهاية باريس سان جيرمان ليبدأ قصة جديدة.. هذه المرة سيُكملها مع صديقه الذي تشارك معه ثلاثية الرعب المدمر.. “نيمار دا سيلفا” سيكملا معًا المتعة التي يقدمونها في كرة القدم لكن بقميص جديد وفي ملعب آخر وأمام جماهير مختلفة تمامًا.
هكذا تفككت ثلاثية الرعب المدمر في برشلونة، لكن أبدًا لم يتفكك الثلاثي خارج الملاعب.. فحتى الآن يجتمع الثلاثي اللاتيني معًا ومع أسرهم وعائلاتهم.. حتى نجحوا في تكوين عائلة كبيرة تجمع أبنائهم وزوجاتهم معًا.. ومهما ظهرت ثلاثيات وثنائيات في كرة القدم إلا أن ثلاثية ميسي وسواريز ونيمار أبدًا لن تتكرر.