فانوس رمضان – توماس توخيل عبقري التدريب والضغط على حامل الكرة ومُعيد تشيلسي للمجد الأوروبي
في شهر رمضان المبارك تتزين الشوارع بالفوانيس، ويتهادى به الأحباء، هدية قيمة وثمينة تصنع بشكل مبتكر كل عام ليتماشى مع تطورات العصر وتظل قيمته مهما اختلف الزمن وتقول الأسطورة بأن له قدر من السحر على تحقيق المعجزات وتحويل الأحلام إلى حقائق وواقع ملموس.
هديتنا في رمضان ستكون فانوس يومي، في صورة لاعب أو مدرب كان له مفعول السحر في اسعاد جماهيره، وتقديم لهم البطولات على طبق من ذهب وادخل في قلوبهم سرور يساوي فرحتك بأول فانوس جلبه لك أحد والديك في طفولتك. وهي الفقرة اليومية طوال شهر رمضان على موقع 365Scores.
في الحلقة الثانية والعشرين من “فانوس رمضان” نتحدث عن الألماني توماس توخيل، الذي أعاد المجد الأوروبي مرة أخرى لـ تشيلسي الإنجليزي، بعد سنوات.
مسيرة توماس توخيل واهتمامه بالتكتيك والضغط على حامل الكرة
وُلد توماس توخيل في التاسع والعشرين من أغسطس لعام 1973، لعب كرة القدم، لكن تلك المسيرة لم تكن الأفضل، حيث اقتصرت على فريقين مغمورين، بل وما زاد سوءًا إصابته المزمنة التي تعرض لها في غضروف الركبة، فأنهت مسيرته الكروية في الخامسة والعشرين من العمر.
بدأ توخيل مسيرته التدريبية مبكرًا، بداية مع فرق الشباب، مع شتوتجارت، ثم الفريق الثاني لـ أوجسبورج حيث كان يلعب تحت قياده يوليان ناجلسمان، قبل أن يتم تعيينه مديرًا فنيًا لـ ماينز عام 2009، بعدما عمل مديرًا لفرق الشباب بالنادي، ومن هنا بدأت تبتسم الحياة لذلك الألماني.
مع ماينز، كان توخيل ملكًا لـ “التكتيك”، فرغم امتلاكه للاعبين بجودة ليست بالكبيرة، إلا أنه استطاع جذب الأنظار إليه ولفريقه في وقت قصير، أخبرهم بالاستفادة من الانتشار الطويل والتركيز على الضغط على حامل الكرة ، لأن ذلك عادة ما يؤدي إلى زيادة الضغط على جزء واحد بالنسبة للخصم، ما يخلق لهم مساحة أقل، وبالتالي توليد فرص للهجمات المرتدة لفريقه ، حيث أن الضغط العالي المتواصل من شأنه أن يخلق فرصًا عن طريق قطع الكرات و إجبار الخصم على ارتكاب الأخطاء، ومن هنا كانت كرة القدم على موعد مع ظهور ظاهرة جديدة في عالم التدريب و”التكتيك”.
وفي الموسم التالي، استقدم توخيل شخصين كانا مؤسسين لمدونة خاصة بـ “التكتيك”، وكلفهما بمنحه تقارير عن خصوم الفريق.. بدأ ماينز بداية قوية، وحقق 7 انتصارات في أول 7 جولات بالدوري الألماني، منها انتصارًا على بايرن ميونخ، ليستمر الفريق بنفس الأداء القوي، حتى احتل المركز الخامس في النهاية، ليتأهل للدوري الأوروبي، بقيادة نجم الفريق آنذاك، أندريه شورليه.
استمر شورليه مع ماينز رغم اهتمام عدة فرق ألمانية بضمه، قبل أن يقرر الرحيل عن الفريق صيف عام 2014، ليتولى بعد ذلك تدريب بورسيا دورتموند خلفًا لـ يورجن كلوب، لقب كأس ألمانيا، ووصافة الدوري الألماني، ويثبت نفسه كأحد أفضل المدربين في العالم، قبل أن يغادر صيف عام 2017.
توخيل تلقى عرضًا لتدريب بايرن ميونخ، قام برفضه، ليوافق على عرض باريس سان جيرمان في صيف عام 2018، ومعهم، حقق نتائج رائعة، وأوصلهم لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخهم، قبل أن ينهزم أمام الفريق البافاري.
توخيل رحل عن باريس سان جيرمان، بعد أن ذكرت تقارير صحفية أن علاقته ليست جيدة مع الإدارة واللاعبين، ليغادر في الرابع والعشرين من ديسمبر لعام 2020.
تشيلسي
توخيل انضم لـ تشيلسي 26 يناير 2021، بعقد يمتد لمدة 18 شهرًا بعد رحيل لامبارد، حيث كان الفريق يقدم أداءًا سيئًا دفاعيًا وهجوميًا، وكانت الآمال مفقودة فيما يخص ذلك الفريق.. كان أول ألماني يتولى ذلك المنصب في الفريق اللندني، المهمة الأولى التي قبلها في المستوى الاحترافي دون البقاء لمدة عام تقريبًا بدون عمل، فهو أعرب عن رغبته في عدم الحضور في منتصف الموسم حتى يكون هناك استعداد للموسم الجديد مع فريقه الجديد بالفعل، لكنه قبل المنصب بعد رفض رالف رانجنيك تولي تدريب الفريق.
أولى مباريات توخيل انتهت بالتعادل السلبي أمام ولفرهامبتون، لكنها مباراة أبرزت جودته بالفعل، فهي المباراة التي سجلت الرقم القياسي لأكبر استحواذ (78.9٪) وتمريرات كاملة (820) لمدير فني في لقاءه الأول بالدوري الإنجليزي.
بعد ذلك، استمر تشيلسي في تحقيق الانتصار تلو الآخر، ثم أقصى أتلتيكو مدريد من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
توخيل أصبح أول مدرب في تاريخ الدوري الإنجليزي حافظ على نظافة شباك فريقه في أول 5 مباريات على أرضه، ووصل إلى سلسلة من اللا هزيمة وصلت إلى 14 مباراة محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا في تاريخ النادي اللندني، قبل اهلزيمة على يد وست بروميتش ألبيون في الدوري الإنجليزي.
توخيل قاد تشيلسي إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بعد الفوز على مانشستر سيتي، لكنهم خسروا البطولة في النهاية لصالح ليستر سيتي.
المدرب الألماني قاد تشيلسي لتحقيق انتصار على ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ليصبح أول مدرب يصل إلى النهائي في البطولة لمرتين متتاليتين مع فريقين مختلفين.
وفي النهائي، وبعد مباراة تكتيكية كبيرة، استطاع توخيل قيادة تشيلسي لللفوز على مانشستر سيتي بهدف نظيف سجله مواطنه كاي هافرتز.، ليقود الفريق لتحقيق دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخهم
بعد ذلك، كان حظ توخيل سيئًا، فمع الحرب الروسية الأوكرانية، تدهورت أوضاع النادي، وكان هو الحصن الأول لذلك الفريق، لكن ومع الملاك الجدد، لم يستطع توماس تلبية طموحاتهم، ليرحل بشكل لم يتوقعه أي أحد، ليسقط الفريق في دوامة النتائج السلبية، ومن ثم يتولى تدريب بايرن ميونخ.