فانوس رمضان – الظاهرة رونالدو “الساحر” الذي جلب النجمة الخامسة للبرازيل
في شهر رمضان المبارك تتزين الشوارع بالفوانيس، ويتهادى به الأحباء، هدية قيمة وثمينة تصنع بشكل مبتكر كل عام ليتماشى مع تطورات العصر وتظل قيمته مهما اختلف الزمن وتقول الأسطورة بأن له قدر من السحر على تحقيق المعجزات وتحويل الأحلام إلى حقائق وواقع ملموس.
هديتنا في رمضان ستكون فانوس يومي، في صورة لاعب أو مدرب كان له مفعول السحر في اسعاد جماهيره، وتقديم لهم البطولات على طبق من ذهب وادخل في قلوبهم سرور يساوي فرحتك بأول فانوس جلبه لك أحد والديك في طفولتك. وهي الفقرة اليومية طوال شهر رمضان على موقع 365Scores
في الحلقة الثامنة من “فانوس رمضان” سنعود بالزمن إلى الألفية الأولى التي شهدت على موهبة فريدة خطفت الأنظار والقلوب وأذهبت العقول بسبب خفتها ومهاراتها وإبداعها عندما تلمس قدماه الكرة.. حتى أطلقوا عليه لقب “الظاهرة” لأنه كان ظاهرة فريدة غير طبيعية.. بالتأكيد عرفته.. هو نفسه الظاهرة رونالدو.
أسمه بالكامل “رونالدو لويس نازاريو دي ليما” ومنذ أن لمس الكرة وخطف قلوب الجميع بسحره.. أطلقوا عليه الظاهرة.. فقد كان إسم على مسمى هو بالفعل ظاهرة واكتشاف تمنى الجميع لو ابتعدت عنه اضطرابات الغدة الدرقية والإصابات الخطيرة المتكررة لكان في عالم آخر.. بالرغم أنه نجح وسط كل هذا التخبط ليخلق عالمًا مثاليًا جدًا.
الظاهرة رونالدو كان فانوسًا وساحرًا ليس فقط بقميص الأندية التي ارتداها.. لكن القصة الأبرز في مسيرته كتبها بأحرف من ذهب عام 2002، حين نثر سحره وألقى بتعويذة “الأبرا كادبرا” البرازيلية المعهودة ليخطف بها لقب كأس العالم للبرازيل.
لقب كأس العالم 2002 الذي جلبه للسيلساو كان مختلفًا عما سبقوه، فهو اللقب الخامس الذي وضع المنتخب البرازيلي في القمة منفردًا بإنجاز غير مسبوق على الإطلاق.. ليصبح المنتخب الأكثر تتويجًا بلقب المونديال في تاريخ البطولة بواقع 5 مرات! إنجاز لم يحققه إي منتخب سواه وبفضل من؟!! بالتأكيد رونالدو الظاهرة!
بداية الظاهرة رونالدو كانت عكس الجميع!
من المعهود في حياة لاعبي كرة القدم، أن تألقه مع الأندية التي يلعب في صفوفها يأتي أولًا، ومن ثم يتم استدعائه لتمثيل منتخب بلاده.. لكن في قصة رونالدو، تم استدعائه عقب انضمامه إلى فريق “كروزيرو” مباشرة.
حيث أنضم لفريق كروزيرو في بداية موسم 93/94، في ذلك التوقيت كان المخضرم “كارلوس ألبرتو باريرا” هو مدرب منتخب البرازيل، وفي إحدى المرات كان يتابع عن كثب اللاعبين في الدوري البرازيلي لاستدعاء من اقتنع بهم إلى قائمة السامبا لتمثيل المنتخب في كأس العالم 1994.
والمفاجأة أن رونالدو الظاهرة وجد إسمه بين اللاعبين المستدعيين لتمثيل منتخب بلاده للمرة الأولى في مونديال 1994، وكان وقتها لا يزال بعمر الـ 17 عامًا فقط.. وكأنه يُعيد كتابة قصة الجوهرة السمراء “بيليه” مُجددًا.. حتى أن بيليه كان يعشقه كثيرًا.
منتخب البرازيل كانت قائمته مدججة بالنجوم البارزين وأسماء كبار جدًا ذاع سيطها بين قارات العالم، نجح جميعهم في جلب الكأس الذهبية لبلادهم بكل سهولة، ليتوج رونالدو بأول لقب له مع السيليساو على الرغم من عدم ظهوره بشكل مؤثر في تلك النسخة.
تواجد البرازيلي أيضًا في النسخة التالية من كأس العالم أي في نسخة 1998، هذه المرة كان يقود الهجوم بنفسه واستطاع أن يُنير طريق السامبا حتى وصل بهم إلى نهائي البطولة.. لكن اصطدمت أحلامه بطوحات أصحاب الأرض.. منتخب فرنسا الذي كشر عن أنيابه بقيادة نجمه المخضرم الأسطوري زين الدين زيدان، فخطف الديوك الكأس الذهبية هذه المرة.
الفوز أو الفوز لا خيار ثالث أمامه
لم ييأس الظاهرة، ووضع على عاتقه رد تلك الضربة في النسخة التالية مباشرة؛ كأس العالم 2002.. في تلك النسخة كانت ثنائية رونالدو وريفالدو هي الأبرز على الإطلاق.. ثنائية نجحت في سلب العقول وتحطيم القلوب من شدة تأنقهم.
اقيمت تلك النسخة (2002) لأول مرة بتنظيم من جانب بلدين؛ كوريا الجنوبية واليابان، وبالرغم من برودة الطقس في آسيا واختلافه الشديد عن طقس أمريكا الجنوبية والبرازيل، إلا أن رونالدو لم يتأثر كثيرًا.
الهداف بالفطرة لا يمكن إيقاف أحلامه حتى وإن كان يعاني من أية إصابات ستجده يفاجئك في كل مرة يلمس فيها الكرة ويسحر أعين الجميع بخفته ورشاقته في المراوغة بالكرة..
راوغ الظاهرة الجميع في الملعب، حتى أنه رواغ “أوليفر كان” حارس ألمانيا المخضرم الذي قالوا عنه في تلك النسخة أنه حارس لا يُقهر، وبسبب عدم استقباله أهداف إلا في المباراة النهائية في تلك النسخة تقريبًا حصد جائزة أفضل لاعب في كأس العالم 2002 كأول حارس مرمى يحصد تلك الجائزة في تاريخ البطولة!
الظاهرة سجل 9 أهداف دفعة واحدة في كأس العالم 2002 كانوا كافيين تمامًا من أجل حصد لقب هداف البطولة.. لكن هدفيه في نهائي المونديال سيظل يضعهم في مكانه خاصة بعيدة كل البعد عن أية أهداف أخرى سجلها في مسيرته.. تلك الأهداف التي جلبت النجمة الخامسة للبرازيل وجعلته بطل العالم الذي قاد بلاده للتتويج باللقب الأغلى على الإطلاق.
جلب النجمة الخامسة وجعل بلاده يتربع عرش الأكثر تتويجًا بلقب كأس العالم؛ البطولة الأضخم والأعرق في تاريخ كرة القدم أجمع.. أصبح له يد أخيرًا في النصر الأعظم في تاريخ البلاد.. أصبح بطلًا على الجميع.. على سائر العالم!
الظاهرة رونالدو ارتدى القميص الأصفر مع البرازيل في 99 مباراة دولية بمختلف البطولات القارية والعالمية، وسجل خلالهم 62 هدفًا استطاع في ذلك التوقيت أن يأتي في وصافة ترتيب الهدافين التاريخيين لمنتخب البرازيل بعد الأسطورة بيليه (77 هدفًا)، لكن الآن يحل في المركز الثالث بعدما حطم “نيمار دا سيلفا” الرقم القياسي المسجل بإسم “بيليه” ليصبح هو الهداف التاريخي للسيليساو!
لكن بصمة الظاهرة رونالدو حتى الآن لا تُنسى، ستظل محفورة في أذهان الشعب البرازيلي الذي اعتاد على تنفس كرة القدم كالهواء. فلماذا لا يُقدروا رجلًا جعل من نفسه فانوسًا حمل بداخله كل الأحلام والطموحات ونثر جميعها كالضياء في طريق السيليساو لجلب اللقب الأغلى الذي سيجعل البرازيل بالكامل تسير مرفوعة الرأس.