عندما رفض لوكا مودريتش اللعب مع ميسي
تعد كرة القدم رياضة مليئة بالأساطير الذين تركوا بصمة لا تُنسى على مر العصور، بين هؤلاء النجوم يبرز لوكا مودريتش، النجم الكرواتي وأسطورة خط الوسط بنادي ريال مدريد، والأرجنتيني ليونيل ميسي، أحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة وصاحب الإنجازات القياسية، نجم فريق إنتر ميامي الأمريكي الحالي وأسطورة برشلونة السابق.
مودريتش، قائد منتخب كرواتيا ونجم ريال مدريد، يُعتبر أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العصر الحديث بفضل رؤيته الرائعة للملعب، دقته في التمرير وقدرته على قيادة اللعب تحت أي ضغط. تُوّج بجائزة الكرة الذهبية عام 2018 ليكسر هيمنة ميسي ورونالدو.
أما ليونيل ميسي، النجم الأرجنتيني وأسطورة برشلونة السابقة، فبموهبته الفريدة حقق كل شيء ممكن على مستوى الأندية والمنتخبات، وتوّج مؤخرًا بلقب كأس العالم 2022 الذي أُقيم على ملاعب دولة قطر، بعد الانتصار على حساب منتخب فرنسا، ليُكمل مسيرة تاريخية تُخلّد اسمه بين العظماء.
لطالما حلمت جماهير كرة القدم بمشاهدة الأساطير يلعبون معًا في فريق واحد، حيث يُشكّل ذلك لوحة فنية تجمع المهارات الفردية والذكاء الجماعي على أرض الملعب، مثلما حلم البعض برؤية كريستيانو رونالدو وميسي في فريق واحد، كان هناك شغف مماثل لدى البعض برؤية لوكا مودريتش يلعب بجوار ليونيل.
سر رفض لوكا مودريتش اللعب مع ميسي
تخيل مشهدًا يجمع بين تمريرات مودريتش الساحرة ولمسات ميسي السحرية في فريق واحد، في عالم كرة القدم، يبقى حلم الجماهير دائمًا أن ترى نجومها المفضلين يلعبون جنبًا إلى جنب في فريق واحد، يا له من مذهل عندما تجمع مثلًا بين أفضل صانع ألعاب في العالم وأفضل لاعب هدّاف في التاريخ! رؤية لاعب مثل لوكا مودريتش يلعب بجوار ليونيل ميسي قد تبدو كحلم بعيد المنال، لكنها تمنح مشجعي كرة القدم أملًا في رؤية كرة قدم جميلة لا مثيل لها.
رغم أن كلاهما يُعتبر أسطورة في مركزه، إلا أن هناك اختلافًا كبيرًا بين أسلوب لعب مودريتش وميسي، الأخير هو لاعب هجومي بامتياز، يُركز على تسجيل وصناعة الأهداف بفضل سرعته ومهاراته الفردية، أما مودريتش لاعب وسط متميز يجيد التحكم بالكرة وإدارة اللعب، ويُعتبر عقل الفريق على أرض الملعب، هذا الاختلاف قد يُفسر لماذا يرى البعض أن وجودهما معًا في فريق واحد سيكون تجربة فريدة، حيث يجمع بين الإبداع الهجومي لميسي والذكاء التكتيكي لمودريتش.
⚪ @LukaModric10, siempre mágico. 🪄@RealMadrid | #FIFAIntercontinentalCup pic.twitter.com/lNB7rhBtKw
— Copa Mundial FIFA 🏆 (@fifaworldcup_es) December 16, 2024
قال لوكا ذات مرة إنه لن يلعب مع ليونيل في نفس الفريق، واجه مودريتش وميسي بعضهما البعض في 27 مباراة على مستوى الأندية والمنتخبات، حيث فاز الأسطورة الأرجنتينية في 10 مباريات وخسر 12 مباراة وتعادل خمس مرات (2) ضد الكرواتي.
بعد انضمامه إلى ريال مدريد في عام 2012، واجه لوكا مودريتش ليونيل ميسي في 22 مباراة كلاسيكو حتى رحيل الأخير عن برشلونة في عام 2021، ومع ذلك، كانت آخر مواجهة بينهما خلال نصف نهائي كأس العالم 2022 حيث تغلبت الأرجنتين على كرواتيا.
خلال مقابلة عام 2018 مع فرانس فوتبول، قال لوكا إنه لن يلعب أبدا إلى جانب ليونيل عبر التاريخ، حيث صرح: “ألعب ضده، وليس معه، من الواضح أن ميسي هو أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكنني لن ألعب معه أبدًا”، ورغم أن البعض قد يرى هذا التصريح غريبًا من لاعب بحجم مودريتش، إلا أن خلفية هذا الموقف تبدو واضحة عند النظر إلى الندية التاريخية بين ناديي ريال مدريد وبرشلونة.
🏆🇦🇷
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) December 18, 2022
اللحظة التي أسعد فيها ميسي الجماهير وستظل محفورة في الذاكرة #قطر2022 | #كأس_العالم_قطر_2022 | #الأرجنتين_فرنسا#WorldCupQatar2022 | #Qatar2022 | #FIFAWorldCup pic.twitter.com/RLbn7F9Id5
لطالما مثّل الصراع بين ريال مدريد وبرشلونة أحد أعظم المنافسات الكروية على مر العصور، سواء في الكلاسيكو الإسباني أو في الصراع على البطولات المحلية والقارية، ميسي، الذي قضى أغلب مسيرته في برشلونة، كان العدو الكروي الأول لجماهير الميرنجي، خاصة خلال حقبته الذهبية التي شهدت مواجهات نارية بين ميسي من جهة ونجوم مدريد، وعلى رأسهم لوكا مودريتش، من جهة أخرى.
من هذا المنطلق، تصريحات مودريتش قد تكون انعكاسًا طبيعيًا للمنافسة الكروية والندية الشديدة التي طبعت العلاقة بين الفريقين لسنوات طويلة، فرغم الاحترام الكبير بين اللاعبين، إلا أن لاعبًا مثل مودريتش، الذي مثّل ريال مدريد في حقبته الذهبية، من الصعب أن يتخيل نفسه في فريق واحد مع رمز برشلونة التاريخي، ليونيل ميسي.
[/sc]