عندما أهدى أوساسونا لاعبين لريال مدريد لغزو أمريكا
تاريخ الكرة الإسبانية على مر الزمان، ملئ بالحكايات والقصص الطريفة، لكن من غير المعروف أن فكرة استعارة اللاعبين بين الفرق وبعضها في إسبانيا فترة العشرينات كان أمرًا مباحًا.
ففي صيف عام 1927، أبحر فريق ريال مدريد إلى القارة الجديد (أمريكا) لأول مرة، ولم يكن هذا الأمر رائجًا حينها بين الكثيرين، حيث يُقال أن فرق واحد فقط وهو (إسبانيول) نجح في الإبحار صوب الأمريكتين قبل الجميع، وعادوا وهم يعدون آلاف المغامرات.
في ذلك الوقت، كان (سانتياجو برنابيو) مفتونًا بفكرة الإبحار صوب الأمريكتين كثيرًا، والذي حمل فكرة السفر لأخذ جولة أمريكية على متن السفينة الإيطالية العملاقة (جوليو سيزار) تلك التي غطت طرقًا من أوروبا وأفريقيا صوب أمريكا.
وفي 14 يونيو 1927، سافرت البعثة البيضاء إلى برشلونة من أجل الانطلاق من هناك بمغامرة ناحية أمريكا تضمنت أكثر من مجرد لعب مباريات كرة القدم، تلك الجولة لم تضم لاعبي ريال مدريد فقط، خاصة وأن ريال مدريد كان يبحث عن تعزيزات بين صفوفه خلال العشرينات.
في تلك الفترة الزمنية، كان مُتاحًا للأندية التي تخوض جولات أمريكية للعب مباريات كرة القدم مع الفرق هناك، أن تقوم باستدعاء بعض اللاعبين من الفرق الإسبانية الأخرى لتدعيم صفوفها بالشكل المطلوب قبل الذهاب صوب أمريكا باختلاف قاراتها.
لذا، تم استدعاء عدد من اللاعبين للمشاركة مع ريال مدريد في تلك الجولة الأمريكية، مثل: فيدال وترافييسو (من أتلتيك بلباو) ومارين وتريانا (من أتلتيكو مدريد) وإسبارزا (من تولوسا) واثنان من أوساسونا وهم: (أوركيزو وجوروشاري).
كان أوساسونا فريقًا عمره أقل من عقد من الزمن حينها حيث تم تأسيسه 1920، ولم يُكتب له مواجهة ريال مدريد أبدًا على مرّ تاريخه القصير ذاك، لكن بعدما زادت قوة الفريق في شمال البلاد (الباسك الشمالي).
الأمر الذي أدى لاستدعاء عدد من لاعبيه من وقت لآخر لخوض مباريات خاصة بين صفوف أندية عالية المستوى في الجولات الخارجية التي تُقام في القارة الجديدة.
حتى وأن أول فريق إسباني أعتمد على لاعبين من أوساسونا، كان فريق (ريال يونيون) والذي كان من أقوى الفرق في إسبانيا حينها، وكان يخرج في جولات عبر القارات، منها القارة الجديدة، حينها قرر استدعاء ثنائي أوساسونا (خوان أوركيزو “مدافع” وخوسيه جوروشاري “مهاجم” ).
ثنائي أوساسونا لعبا دورًا مثيرًا مع (ريال يونيون) في هزيمة بوكا جونيور الأرجنتيني برباعية بيضاء! لكن خوسيه جوروشاي كان أحد أبرز نجوم تلك الجولة الأمريكية، حيث شارك في 11 مباراة وسجل 7 أهداف، بواقع ثلاث ثنائيات؛ واحدة ضد بوكا جونيور وأخرى ضد بيروفي وأيضًا ضد فريق يُدعى أستورياس من المكسيك!
أما البطل الثاني، كان خوان أوركيوزو، وهو نجم أوساسونا السابق أيضًا، سطع نجمه بعد مشاركته مع ريال يونيون في الجولة الأمريكية عام 1925، لكن لم يستطع المشاركة في كافة الجولات بسبب تعرضه للإصابة بحمى التيفود ليضطر للبقاء في مدينة “ليما” في العيادة الإيطالية لمدة شهرين.
وعند عودته إلى إسبانيا، تفاجئ أن نادي ريال مدريد كان مهتمًا به لكن تراجع بعد إصابته بالحمى، على الجانب الآخر، كان يرغب نادي ريال يونيون في خطف اللاعب من أوساسونا، لكن والده لم يأذن له بالبقاء مع الفريق في مدريد نظرًا لبعد مدينة فريق (يونيون) عن منطقة الباسك الشمالي!
ظل أوركيوزو وجوروشاري ضمن صفوف أوساسونا حتى عام 1927، تألقا بقوة مع الفريق الذي شارك في الدوري الإسباني للمرة الأولى في ذلك الوقت.
لكن لسوء حظه، تزامنت المشاركة الأولى لأوساسونا في الدوري الإسباني مع موعد انطلاق جولة ريال مدريد إلى القارة الجديدة، ليتم استدعاء الثنائي من صفوف أوساسونا.
عاد ريال مدريد مرفوع الرأس من تلك الجولة بعدما قدم أداء متميز للغاية، بمساعدة أوركيوزو وجوروشاري.
وفي 9 أبريل من عام 1928، بمجرد أن وجد ريال مدريد موعدًا مجانيًا من أجل السفر إلى بامبلونا، للعب مباراة ودية ضد أوساسونا، وجد سانتياجو برنابيو تلك الطريقة من أجل شكر نادي أوساسونا على مساعدته بضم لاعبيه الاثنين.
بعد المباراة، قرر برنابيو التعاقد مع الثنائي بشكل نهائي والعودة بهم إلى مدريد ليصبحوا ضمن لاعبي الفريق!