الرجاءأخبارالمغربالودادكرة قدمكرة مغربية
الأكثر تداولًا

ظاهرة الإقالات في الدوري المغربي.. خلل في الاختيار أم غياب الرؤية؟

5 جولات فقط مرت من عمر الدوري المغربي للمحترفين، وضحايا البطولة حتى الآن 4 مدربين وهو رقم كبير جدًا مقارنة بأي بطولة أخرى دخلت نطاق “الاحتراف”.

والمدربون الأربعة الذين رحلوا عن البطولة الاحترافية هم البولندي تشيسلاف ميشنيفيتش (الجيش الملكي) والبوسني روسمير زفيكو (الرجاء الرياضي)، والبرتغالي جورج بيكساو (الدفاع الحسني الجديدي)، بالإضافة إلى الكرواتي داليبور ستارسفتش (المغرب التطواني).

والمشكلة هنا، لا تكمن فقط في إقالة المدربين، بل تتمثل في إقدام بطل الموسم الماضي ووصيفه على تغيير القيادة الفنية بمجرد تراجع النتائج في بضعة مباريات.

فالرجاء والجيش الملكي، واللذان من المفترض أنهما ناديان نموذجيان في المغرب، ويقودان قاطرة التطور في الدوري المغربي، بمجرد أن تذبذب نتائجهما لبضعة مباريات سارعوا لتغيير المدرب.

والفترة التي مرت من عمر الدوري لا تمثل حتى ربع عدد مباريات البطولة وليست فترة كافية للحكم على المدربين خاصة الجديدين، ولكن يبدو أن غياب رؤية مستقبلية واضحة كان السبب الرئيسي في هذا التخبط الإداري والتسييري.

ولكن الشارع الرياضي الكروي متعاطف مع هذه الإقالات، حيث رضخت إدارتي الجيش الملكي والرجاء لضغط جماهيرهما، رغم أن زفيكو انهزم في مباراتين فقط، فيما خسر ميشنيفيتش لقاءً واحدًا فقط في البطولة الاحترافية وتعادل مرتين.

ولكن من أبرز أسباب هذه المشكلة، هو الخلل في أصل الاختيار، فالمعروف أن الجهاز الإداري هو المسؤول عن اختيار هوية الربان الذي سيقود سفينة الفريق.

إقالة المدربين.. شبح يهدد استقرار أندية الدوري المغربي:

يبدو الخلل واضحًا في ظاهرة الإقالات، فعندما تشرع الإدارة بعملية الاختيار من المفترض أن تستند إلى قواعد وشروط موضوعيّة، فمتى ما كانت معايير الاختيار رصينة كان الاختيار صائبًا.

ولا تعتبر ظاهرة الإقالات أو الاستقالات جديدة على الدوري المغربي، فقد شهد في مواسمه الأخيرة أرقاما قياسية في هذا الجانب.

مدرب الرجاء المغربي (تصوير عمر الناصري)

وأصبحت ظاهرة تغيير المدربين، بمثابة الشبح الذي يطل برأسه على البطولة الاحترافية، رغم أن تجربة زفيكو أثبتت صحة قرار إدارة الرجاء، لأن الفريق حقق 3 انتصارات بعد رحيله.

مشكلة زفيكو أنه جاء بعد حقبة ذهبية للرجاء، حيث لم يتعرض الفريق الأخضر لأي خسارة محلية خلال الموسم الماضي، وهو ما جعل الخسارتين ضد نهضة بركان واتحاد طنجة تؤججان غضب الجماهير عليه.

والأمر كذلك ينطبق على ميشنيفيتش، فالفريق العسكري تأهل لمجموعات دوري أبطال إفريقيا، وحقق انتصارين في أول جولتين بالدوري، ولكن مع خسارته ضد الدفاع الجديدي وتعادله مع اتحاد طنجة، انقلبت عليه الجماهير.

إحصائيات نجوم المغرب


وإذا كان الاستقرار الفني أحد أهم عوامل النجاح في كرة القدم، فيجب الاعتراف أن اختيار التوقيت جاء سيئًا، لأنه كان على الأقل يُمكن الانتظار لبضعة مباريات أخرى، خصوصًا وأن كلا زفيكو وميشنيفيتش يخوضان أول موسم لهما بالدوري المغربي.

 

أحمد تاضومانت

صحفي مغربي من مواليد 1998، بدأ عمله الصحفي في 2016، متخصص في تغطية أخبار الدوري المغربي، وكذلك المحترفين المغاربة في كافة الدوريات العربية والأوروبية، سبق له العمل مع عدة جرائد ورقية مغربية أبرزها النهار. محايد ولا ينتمي لأي نادٍ مغربي.

949 مقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *