شكّاء بكّاء.. هل يحتاج فينيسيوس جونيور إلى طبيب نفسي؟
لمع نجم فينيسيوس جونيور منذ انضمامه إلى ريال مدريد، وأصبح رمزًا للشباب والحيوية داخل صفوف الفريق الملكي. ورغم موهبته الاستثنائية التي لا شك فيها، إلا أن اللاعب كثيرًا ما يتصدر عناوين الصحف بسبب تصرفاته الجدلية داخل وخارج الملعب. الاحتجاج المستمر، ردود الأفعال العاطفية، ومواقفه العدائية تجاه بعض الجماهير تجعل منه مادة خصبة للنقاش.
في المباراة الأخيرة التي جمعت ريال مدريد ورايو فاليكانو وانتهت بالتعادل 3-3 ضمن الدوري الإسباني؛ تكرر سيناريو الأزمات مع فينيسيوس، حصل اللاعب على إنذار في نهاية اللقاء سيحرمه من اللعب في المواجهة المقبلة، مما أثار غضب الجماهير الملكية، لكن الحدث الأكثر إثارة للجدل جاء بعد صافرة النهاية، حين قام بحركة اعتبرتها جماهير رايو مستفزة وغير أخلاقية، مما أدى إلى موجة انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
وصف العديد من المشجعين تصرفات فينيسيوس بأنها غير ناضجة، وذهب البعض إلى القول إنه بحاجة إلى تدخل نفسي عاجل، ظهر وسم “فينيسيوس يحتاج طبيبًا نفسيًا” في بعض التغريدات الساخرة، بينما رأى آخرون أن الضغوط الكبيرة التي يواجهها اللاعب ربما تؤثر على حالته النفسية، وتنعكس على سلوكه داخل الملعب، فيما وصفه البعض الآخر بأنه “كثير الشكوى ويجب أن يكف عن البكاء”.
فينيسيوس جونيور بين الموهبة الكبيرة والسلوك الجدلي
تصرفات فينيسيوس قد تشير إلى حالة نفسية تعرف بـ”الاضطراب الانفعالي المتكرر” (Intermittent Explosive Disorder – IED)، هذا الاضطراب يتسم بنوبات غضب وانفعالات مفرطة لا تتناسب مع الموقف، يُعتقد أن هذه الحالة قد تكون نتيجة ضغوط نفسية متراكمة أو اضطراب في تنظيم الانفعالات.
أعراض هذا الاضطراب تشمل:
نوبات غضب متكررة وغير مبررة: مثل ردود الفعل العنيفة تجاه استفزاز بسيط.
التصرف بطريقة مدمرة: مثل القيام بحركات أو تصريحات غير محسوبة قد تُفهم على أنها عدائية.
صعوبة التحكم في المشاعر: وهو ما يظهر في الاحتجاج المستمر وعدم القدرة على تجاهل الاستفزازات.
التعرض المستمر للهجوم الإعلامي والهتافات العدائية من الجماهير، كما حدث مع فينيسيوس خلال عدة مباريات، يمكن أن يؤدي إلى حالة من القلق المزمن أو “الاحتراق النفسي الرياضي” (Burnout)، هذه الحالة تجعل اللاعب يشعر بالإرهاق العاطفي والتشبع السلبي تجاه الرياضة التي يمارسها.
🗣️ – Blind: "Vinicius Jr has a lot to endure in away stadiums, racism too. But that's also because of this type of behavior. The type of behavior that simply isn't necessary."
— TheEuropeanLad (@TheEuropeanLad) December 14, 2024
• Okay, but that shouldn't lead to racism, right?
🗣️ – Blind: "No.. no.. but he doesn't make himself… pic.twitter.com/9bdtuGQGON
الاحتراق النفسي يمكن أن يظهر من خلال:
فقدان الحافز: وهو ما قد يفسر لحظات من التوتر أو الانفعال داخل الملعب.
الردود العنيفة على الضغط: كاعتراضات مفرطة على قرارات التحكيم أو استفزازات الجماهير.
صعوبة التركيز: مما يؤثر على قرارات اللاعب أثناء المباريات.
اللجوء إلى طبيب نفسي رياضي قد يساعد فينيسيوس جونيور على تجاوز هذه الأزمات، العلاج النفسي يمكن أن يشمل:
تقنيات إدارة الغضب: لتعليم اللاعب كيفية التحكم في انفعالاته تجاه المواقف المستفزة.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): لتغيير الطريقة التي يفسر بها اللاعب الاستفزازات والتعامل مع الضغوط.
تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل والتنفس العميق للتخفيف من القلق قبل وأثناء المباريات.
لا يمكن تجاهل أن فينيسيوس جونيور يتعرض لهجمات عنصرية وهتافات عدائية في العديد من المباريات، هذه الضغوط المتكررة، دون تدخل حاسم من الجهات المسؤولة، قد تؤدي إلى تدهور حالته النفسية وتصعيد ردود أفعاله، الحل لا يكمن فقط في العلاج النفسي، بل في توفير بيئة رياضية عادلة وآمنة لجميع اللاعبين.
فينيسيوس جونيور موهبة لا يمكن إنكارها، ولكن مسيرته قد تتأثر سلبًا إذا لم يُعالج التحديات النفسية التي يواجهها، سواء كان ضحية أم مخطئًا، فإن فهم حالته النفسية والعمل على تحسينها سيكون خطوة مهمة نحو تطوير أدائه وضمان استمراره كواحد من أبرز نجوم كرة القدم العالمية.
[/sc]