سفينة فاكهة – قصة السفينة التي نقلت الفرق في أول بطولة كأس عالم في التاريخ!
هل لديك فكرة عن أول بطولة كأس عالم في التاريخ والتي أقيمت عام 1930؛ كيف تجمعت كافة المنتخبات المشاركة في نفس الموعد لتقام البطولة في الصيف كما هو المعتاد؟
المحامي الفرنسي الشهير “جول ريميه” كان له الريادة في التفكير في إقامة بطولة تجمع كافة المنتخبات في مختلف أنحاء العالم، حين جاءته فكرة إقامة بطولة يتنافس فيها كافة المنتخبات القوية من كافة القارات والفائز يحصد كأس ذهبية، كان يضع كل ما يملك لتصميمها مع كل بطولة.
“جول ريميه” والذي كان رئيسًا للاتحاد الفرنسي لكرة القدم بين عامي 1919 وحتى 1945 وأيضًا رئيسًا للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بين عام 1921 و1954، قام بعرض فكرة بطولة كأس العالم على أعضاء الفيفا وتمت الموافقة على الفكرة في الحال بعدما انبهر بها كل الحاضرين!
- طالع أيضًا
- 4 ملايين في الموسم – ميلان يُجهز عرضًا مغريًا لنجم ريال مدريد
- محمد صلاح يسهل انتقال مبابي إلى ريال مدريد!
- تقارير: خروج سان جيرمان من دوري الأبطال يُسهل انتقال مبابي لريال مدريد!
تقرر في الاجتماع نفسه اختيار “الأوروجواي” لإقامة أول نسخة لبطولة كأس العالم 1930، خاصة وأن دورة الألعاب الأولمبية التي تمت إقامتها على أرض الأوروجواي في ذلك الوقت نالت إعجاب الجميع بسبب تنظيمها الرائع.
لكن ضمن سجلات الفيفا، يُقال أن سبب اختيار الأوروجواي لإقامة أول نسخة من كأس العالم على أراضيها، كان بسبب تزامن تلك الفترة مع احتفالها بمرور 100 عامًا على استقلالها، بجانب معاناة قارة أوروبا من أزمة مالية كبيرة بسبب الحرب العالمية.
وبعد الإتفاق على الأوروجواي، كان هناك عائق وحيد فقط لإقامة البطولة، ألا وهو طريقة سفر المنتخبات المشاركة في مونديال كأس العالم إلى الأوروجواي، هناك فكر “جول ريميه” في عقد إتفاق سريع لتخصيص سفينة “كونتي فيردي” الشهيرة في ذلك الوقت لنفل المنتخبات من قارة أوروبا إلى أمريكا اللاتينية!
كما تحمل “ريميه” كافة تكاليف سفر المنتخبات على متن تلك السفينة، حيث نقلت 4 منتخبات وهم: “فرنسا – رومانيا – يوغوسلافيا – وبلجيكا “، وفي الطريق توقفت السفينة لاستقبال منتخب البرازيل المشاركة هو أيضًا في البطولة.
لكن المفاجأة، أن سفينة “كونتي فيردي” كانت تنقل بالأصل شحنة “فاكهة” إلى أمريكا اللاتينية، حيث حملت شحنات من الموز والبرتقال والأناناس من “ريو دي جانيرو” وتم تخصيص جزء كبير من تلك الشخنة للمنتخبات كهدية رمزية من أصحابها.
رحلة سفر المنتخبات من أوروبا وحتى الأوروجواي استغرقت 15 يومًا فقط، قام “جول ريميه” بتجهيز مكان في السفينة يصلح للتدريبات حتى لا يفقد اللاعبين لياقتهم البدنية، وبالفعل تدرب كل منتخب على حدة في موعد معين على متن السفينة طوال فترة السفر.
اكتفت المنتخبات بتدريبات الجري باستخدام قطع الأثاث الموجودة في السفينة كعوائق، فيما قرر منتخب رومانيا الاكتفاء بالتدريبات الفردية فقط.
ذهب لقب أول نسخة لبطولة كأس العالم إلى منتخب الأوروجواي صاحب الأرض، وسرعان ما عادت المنتخبات المشاركة على متن السفينة نفسها “كونتي فيردي” في رحلة عودة استغرقت 15 يومًا أيضًا.