سعود عبد الحميد يصلي الفجر بسبب روما.. وعوائق الإيطاليانو
لم يكن انتقال سعود عبد الحميد إلى صفوف نادي روما الإيطالي مجرد خطوة احترافية عادية للاعب السعودي الشاب، بل كانت مغامرة كبيرة تحمل في طياتها تحديات وصعوبات، لاعب الهلال السابق الذي تألق على الساحة الآسيوية وجد نفسه فجأة أمام تجربة جديدة في الدوري الإيطالي، أحد أكثر الدوريات تنافسية وصرامة من الناحية التكتيكية.
في البداية، لم تكن الأمور وردية لسعود عبد الحميد؛ فقد واجه صعوبات كبيرة في التأقلم مع الأجواء الإيطالية سواء داخل الملعب أو خارجه، الانسجام مع أسلوب اللعب الجديد في الكالتشيو لم يكن سهلًا، خاصة مع الاختلافات الكبيرة عن كرة القدم السعودية. ومع ذلك، لم يستسلم اللاعب الشاب واستطاع شيئًا فشيئًا كسب ثقة مدربه وزملائه بالفريق.
ما ميز مسيرة سعود عبد الحميد مع روما هو التحول الكبير في علاقة الجماهير به، في البداية، واجه اللاعب بعض الصعوبات لقة مشاركاته، لكن كل ذلك تغير عندما بدأ يُظهر إمكانياته الحقيقية، قدم سعود أداءً مميزًا في بعض المباريات الهامة، سجل هدفًا رائعًا وصنع أهدافًا أخرى، ليصبح فجأة حديث الجماهير الرومانية، هذه اللحظات كانت كافية لإقناع عشاق الجيالوروسي بموهبة اللاعب وقدرته على تقديم الإضافة المطلوبة للفريق.
مع التزامه الكبير داخل الملعب وخارجه، أصبح سعود عبد الحميد يُطبق نظامًا صارمًا في حياته اليومية، وهو النظام الذي فرضته عليه تجربة الاحتراف في إيطاليا، بدأ اللاعب الشاب ينام مبكرًا ليتمكن من الاستيقاظ في ساعات الفجر الأولى، الانضباط الكبير في توقيت النوم والاستيقاظ أصبح جزءًا أساسيًا من روتينه اليومي، خاصة في ظل ما يتطلبه الدوري الإيطالي من لياقة بدنية عالية والتزام صارم بالبرامج التدريبية التي يقدمها الجهاز الفني بقيادة مدربه الإيطالي.
سعود عبد الحميد.. بين الصلاة والانضباط الإيطالي
في مقابلة مع قناة “كورة بريك” على اليوتيوب، قال عبد الحميد: “المجيء إلى الدوري الإيطالي كان خطوة كبيرة بالنسبة لي، إنه دوري مهم، وتجربة جديدة، وجماهير مختلفة، أعلم أنني لن أبدأ المباريات، لكن الفرصة قد تأتي مع الوقت. يمكنني اللعب لمدة 10 أو 20 دقيقة وتقديم مساهمتي لمساعدة الفريق. هذا ما أركز عليه كل يوم: العمل الجاد أثناء التدريبات”.
وتابع: “أحيانًا، عندما أنهي جلسة التدريب مع الفريق، أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية. يتعين عليّ أن ألتزم بالاختيار الذي اتخذته، لكن من الواضح أن هذه ليست عملية سهلة في الدوري الأوروبي، أستيقظ في السابعة صباحًا، ولكن قبل ذلك أستيقظ في الخامسة لأداء صلاة الفجر، حيث أصبحت ألتزم بها تمامًا منذ مجيئي هنا، ثم يأخذني السائق إلى تريجوريا حوالي الساعة 8:30 وأبقى هناك حتى الساعة 14:30، أقضي اليوم بأكمله تقريبًا مع الفريق. والفرق هو أننا في أوروبا نتدرب في الصباح وهذه هي المرة الأولى بالنسبة لي”.
واختتم: “لقد وضعوني في مجموعة واتساب باللغة الإيطالية وكانت هناك مشكلة كبيرة أخرى وهي ترجمة المحادثات إلى الإنجليزية أو العربية، في بعض الأحيان كنت أطلب منهم الكتابة إلي باللغة الإنجليزية لتسهيل الترجمة، هل سأتعلم الإيطالية؟ بالطبع، لقد اتفقت بالفعل مع أحد المعلمين لتعلم اللغة، يجب أن أفعل ذلك حتى أتأقلم، أتحدث مع زملائي في الفريق، لكنهم لا يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، يتحدث 6-7 منهم الإنجليزية، إنها لحظة عظيمة في حياتي، لكن التعود على التدريب في الصباح استغرق بعض الوقت، حيث يتعين عليّ أن أنام بين الساعة 9 و10 مساءً، أشعر وكأننا عدنا إلى المدرسة، لكنني الآن سعيد بهذا البرنامج الحياتي، إنه صحي، لقد ساعدني التكيف على ذلك وأشعر بالفرق في التدريب”.
رغم التألق الملحوظ لسعود عبد الحميد داخل أرض الملعب، إلا أن اللاعب يواجه عائقًا كبيرًا يتمثل في تعلم اللغة الإيطالية، وهو أمر ضروري للتواصل مع الجهاز الفني وزملائه بالفريق، اختلاف اللغة يُشكل حاجزًا أمام فهم التعليمات الفنية بشكل مثالي، لكن سعود يعمل بجد لمحاولة تجاوز هذا التحدي، اللاعب يخضع حاليًا لدروس مكثفة في اللغة الإيطالية بالتزامن مع التزامه داخل الملعب، في محاولة للتغلب على هذا العائق الذي قد يعيق تطوره مع الفريق.
رحلة سعود عبد الحميد مع نادي روما تعكس قصة لاعب شاب يمتلك العزيمة والإصرار على النجاح، رغم كل الصعوبات التي يواجهها، من الصلوات في الفجر إلى الالتزام بالتدريبات والانضباط خارج الملعب، أصبح سعود نموذجًا مشرفًا للاعب العربي المحترف في أوروبا، الأيام القادمة ستكشف مدى قدرته على التغلب على العوائق، وفي مقدمتها اللغة، ليواصل كتابة اسمه بحروف من ذهب في سجل اللاعبين العرب بالدوري الإيطالي.
[/sc]