سعود عبد الحميد لا يلعب في مركزه.. مدرب روما يُعيد اكتشافه
لم تكن بداية سعود عبد الحميد مع روما سهلة، الانتقال من الدوري السعودي إلى الدوري الإيطالي مثَّل تحديًا كبيرًا؛ الاختلاف في أسلوب اللعب، سرعة المباريات، والتنافسية العالية في الكالتشيو جعلته يحتاج وقتًا للتأقلم، ورغم أدائه الجيد في التدريبات، عانى من قلة الفرص في المباريات الرسمية في البداية، ظل على مقاعد البدلاء لفترة، ما دفع البعض للتساؤل عما إذا كان سينجح في إثبات نفسه.
حينما انضم سعود عبد الحميد إلى نادي روما الإيطالي، كانت التوقعات تدور حول تألقه في مركزه الأساسي كظهير أيمن، لكن المدرب كلاوديو رانييري رأى شيئًا مختلفًا، بدلاً من الاعتماد عليه كمدافع تقليدي، قرر وضعه في مركز الجناح الهجومي ولاعب الوسط، خطوة جريئة أظهرت قدراته الخفية وأكدت أن اللاعب يمكن أن يُبدع خارج دوره المعتاد.
رانييري، المعروف برؤيته الثاقبة وجرأته التكتيكية، قرر منح سعود فرصة غير تقليدية، أدرك المدرب أن سرعته الكبيرة ومهاراته في المراوغة والتمرير يمكن أن تضيف بُعدًا جديدًا للفريق، خاصة مع افتقاد روما لبعض الحلول الهجومية، اختباره في مركز الجناح كان قرارًا غير متوقع، لكنه أثبت نجاحه سريعًا.
المباراة أمام سبورتنج شهدت لحظة فاصلة في مسيرة سعود عبد الحميد مع روما، الهدف الذي سجله في هذه المواجهة لم يكن مجرد هدف عادي، بل كان انعكاسًا للثقة التي اكتسبها في مركزه الجديد، تلقى الكرة في وضع صعب، لكنه تعامل معها بذكاء وسرعة، مسددًا كرة قوية سكنت الشباك، لتعلن عن ميلاد لاعب متعدد المهام.
الثقة بالنفس.. سلاح سعود عبد الحميد للتألق
التحول الذي شهده سعود عبد الحميد لم يكن ممكنًا دون الثقة التي زرعها فيه مدربه، هذه الثقة جعلته يتجاوز ضغوط البداية الصعبة ويظهر بمستوى يليق بالدوري الإيطالي، كما أن الدعم الذي تلقاه من زملائه ساعده على التكيف بسرعة مع متطلبات مركزه الجديد.
انتقال سعود من الدوري السعودي إلى الكالتشيو أبرز أهمية التكيف مع البيئة الجديدة، اللاعب أظهر استعدادًا للتعلم والعمل الجاد لتطوير أدائه، القدرة على اللعب في مراكز متعددة تجعل اللاعب أكثر قيمة، سعود عبد الحميد أصبح مثالًا حيًا على اللاعب الشامل القادر على خدمة فريقه بأكثر من طريقة، الثقة التي منحها رانييري للاعب ساهمت بشكل كبير في تحسين أدائه. اللاعبون يحتاجون دائمًا إلى مدرب يؤمن بقدراتهم ويمنحهم الفرصة للتألق.
السعودي سعود عبد الحميد يدون على هدفه الأول بقميص روما#الدوري_الأوروبي#UEL pic.twitter.com/LdkB8h4Qmy
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) December 12, 2024
ما حققه سعود عبد الحميد حتى الآن ليس سوى بداية لمسيرة قد تكون مليئة بالإنجازات، نجاحه في مركزه الجديد يعني أن المستقبل قد يحمل له المزيد من الأدوار التكتيكية والتحديات، قصته تُلهم اللاعبين والمدربين على حد سواء بضرورة البحث عن الموهبة في أماكن غير متوقعة، والاستعداد دائمًا للتغيير والتطوير.
قصة سعود عبد الحميد تسلط الضوء على أهمية دور المدرب في اكتشاف الجوانب الخفية لدى لاعبيه، رانييري، بخبرته الطويلة، لم يكتفِ بتقييم سعود كمدافع، بل قرر توسيع نطاق مهامه وإعطائه الحرية لإظهار مهاراته الهجومية. هذا القرار لم يخدم سعود فقط، بل أضاف لروما تنوعًا تكتيكيًا، وساهم في خلق حلول هجومية جديدة.
[/sc]