التأقلم مع بيئة جديدة، سواء في الحياة اليومية أو في مجال العمل، هو تحدٍ يواجه الجميع في مرحلة ما، لذا عندما انتقل السعودي سعود عبد الحميد إلى روما، واجه العديد من التحديات، بشكل عام عندما يدخل الإنسان تجربة جديدة، يواجه فارق الثقافات وأساليب التعامل وحتى التوقعات، مما يتطلب مرونة ورغبة في التعلم، في كرة القدم، يعتبر التأقلم مع فريق جديد أصعب، حيث يُطلب من اللاعب التكيف سريعًا مع أسلوب اللعب، تكتيكات المدرب، وزملاء الفريق، بينما يوازن بين ضغوط الجماهير وتطلعاتهم.
بالنسبة للسعودي، انتقاله إلى ذئاب الكالتشيو كان أكثر من مجرد خطوة احترافية؛ كان تحديًا شخصيًا لتكييف نفسه مع ثقافة جديدة ولغة مختلفة ودوري تنافسي مثل الدوري الإيطالي، تأقلمه السريع مع الفريق والبيئة المحيطة يعكس مرونته وعزيمته، وهو مثال على كيفية مواجهة التغيير بنجاح وتحويله إلى فرصة للنمو والتطور.
التحديات التي تصاحب أي لاعب يدخل عالم الاحتراف الأوروبي لأول مرة؛ فارق اللغة والثقافة، إلى جانب التنافسية العالية في الدوري الإيطالي، جعلت فترة تأقلمه مع الفريق ليست بالأمر السهل، لكن سعود، المعروف بعزيمته وإصراره، أظهر التزامًا كبيرًا داخل وخارج الملعب، حيث بدأ بتعلم اللغة الإيطالية والتأقلم مع عادات وتقاليد الحياة اليومية في إيطاليا.
الكرة الإيطالية معروفة بتكتيكاتها الصارمة والاهتمام الكبير بالجوانب الدفاعية، وهو ما شكّل تحديًا إضافيًا لسعود عبد الحميد، كظهير أيمن، يتطلّب منه الأمر تطوير أدائه الدفاعي والتعامل مع ضغط المباريات في دوري يعتمد بشكل كبير على التنظيم والذكاء التكتيكي، ورغم ذلك، يسعى اللاعب في التكيف تدريجيًا مع أسلوب اللعب الجديد، مستفيدًا من مرونته وسرعته التي لطالما كانت من أبرز نقاط قوته.
سعود عبد الحميد يحتفل بهدف روما في توتنهام
في مباراة مثيرة ضمن منافسات مرحلة الدوري من بطولة دوري أبطال أوروبا 2024-2025، جمعت بين فريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي ونظيره روما، على ملعب السبيرز، شهدت الدقيقة 90+1 هدفًا قاتلًا سجله المدافع الألماني ماتياس هوملز، ليمنح فريقه التعادل 2-2، هذا الهدف جاء بعد تقدم أصحاب الأرض بهدفين، مما جعل التعادل بمثابة انتصار معنوي للذئاب.
بعد تسجيل الهدف، احتفل لاعبو روما بحماس شديد، معبرين عن فرحتهم بالعودة في المباراة، في تلك اللحظة، ظهر مدافع منتخب الصقور الخضراء، الذي كان متواجدًا على دكة البدلاء، وهو يعبّر عن سعادته البالغة بالهدف، أظهر سعود فرحة كبيرة، حيث وقف وصفق بحرارة، معبرًا عن دعمه لزملائه في هذه اللحظة الحاسمة.
هذا الاحتفال يعكس الروح الجماعية والتضامن بين لاعبي روما، حتى أولئك الذين لم يشاركوا في المباراة، كما يُظهر التزام سعود عبد الحميد ودعمه لهم، مما يعزز من أجواء الفريق الإيجابية ويعكس التلاحم بين جميع أفراده، وهو ما يثبت محاولات اللاعب للدخول في أجواء ناديه الجديد للتأقلم على الحياة المختلفة التي قرر خوضها من أجل تحقيق أحلامه.
لم تكن رحلة التأقلم لسعود عبد الحميد فردية بالكامل، إذ تلقى دعمًا ملحوظًا من زملائه في الفريق والجهاز الفني، لاعبو روما أبدوا استعدادهم لمساعدة اللاعب الشاب على التكيف سريعًا، سواء من خلال نصائح تكتيكية أو بتوفير بيئة داعمة خارج الملعب، كما أن الجماهير أظهرت حماسة كبيرة لمتابعة تطور أداءه، خصوصًا أنه أول لاعب سعودي يحترف في الدوري الإيطالي، مما جعله محط اهتمام ومصدر إلهام للعديد من الشبان السعوديين.
[/sc]