سبب نهاية اسم لوكا مودريتش بـ”إيتش”.. ثقافة غريبة!
يتساءل غالبية محبي لوكا مودريتش أسطورة نادي ريال مدريد الإسباني، عن معنى إسمه الذي يتشابه كثيرًا مع العديد من زملائه في المنتخب أو الوطن بشكل عام، خاصةً وأن اللغة الكرواتية، التي تنتمي إلى عائلة اللغات السلافية الجنوبية؛ يعتبر انتهاء الألقاب أو الأسماء العائلية بمقطع “ić” (تُنطق “إيتش”) أمرًا شائعًا جدًا، ذلك ولأن هذه الظاهرة اللغوية لها جذور تاريخية وثقافية عميقة تعود إلى العصور الوسطى وتظهر في معظم الدول السلافية.
في سياق آخر؛ منذ انضمام لوكا إلى ريال مدريد في عام 2012، أثبت أنه لاعب من طراز عالمي يتمتع برؤية استثنائية، مهارات تكتيكية مذهلة، وقدرة على التحكم في إيقاع المباريات، كما يُعتبر مودريتش القلب النابض للفريق، وقد ساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من الإنجازات، أبرزها الفوز بخمسة ألقاب من بطولة دوري أبطال أوروبا.
على المستوى الدولي، قاد منتخب كرواتيا إلى نهائي كأس العالم 2018، في إنجاز تاريخي لم تشهده بلاده من قبل، ونال جائزة أفضل لاعب في المسابقة العالمية، وفي العام نفسه، توّج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ليصبح أول لاعب يكسر هيمنة الثنائي الشهير، كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على الجائزة منذ أكثر من عقد.
مودريتش ليس مجرد لاعب ماهر؛ بل هو قائد داخل وخارج الملعب، يُلهم زملاءه بشخصيته الهادئة واحترافيته العالية، رغم تقدمه في العمر، يظل لوكا مثالًا للاعب الذي يعتمد على الذكاء الكروي والجهد المستمر للبقاء في القمة، ويُعد اسمه رمزًا للفخر الكرواتي، ونموذجًا للعطاء والتفاني في عالم كرة القدم، مما يجعله أسطورة خالدة في ذاكرة عشاق اللعبة حول العالم.
لماذا ينتهي اسم لوكا مودريتش بـ “إيتش”؟ هوية ثقافية واجتماعية
بالعودة إلى سبب اسم لوكا، سنجد أن مقطع “-ić” في الأصل كان يُستخدم كتصغير أو إشارة إلى “الابن الصغير”، على سبيل المثال، اسم “مودريتش” (Modrić) يمكن أن يُترجم حرفيًا إلى “ابن مودري” أو “الشخص الصغير من عائلة مودري”، هذا التصغير كان يُستخدم لتحديد الأصل العائلي أو الإشارة إلى الأنساب، خلال فترة الإقطاع في منطقة البلقان، كان من الشائع استخدام هذا المقطع للتأكيد على الانتماء العائلي، خاصة في المناطق الريفية، حيث كانت العائلات تُعتبر الوحدة الاجتماعية الأساسية.
الجدير بالذكر أن الأسماء التي تنتهي بـ”-ić” أصبحت رمزًا لهوية الشعوب السلافية الجنوبية، بما في ذلك الكروات والصرب والبوسنيين، هذا المقطع يُظهر الانتماء الثقافي والتاريخي لهذه الشعوب، بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وظهور دول قومية في البلقان، أصبح المقطع عنصرًا موحدًا يعكس التراث المشترك، رغم الاختلافات الدينية والثقافية بين المجموعات.
إلى جانب كرواتيا، تظهر هذه الأسماء في صربيا، البوسنة والهرسك، والجبل الأسود، لكنها شائعة بشكل خاص في كرواتيا بسبب طبيعة المجتمع الريفي والتقاليد التي ركزت على النسب العائلي، وانتشار اللاعبين الكرواتيين عالميًا، مثل لوكا مودريتش، جعل هذا المقطع معروفًا على نطاق واسع، حيث أصبح يُمثل رمزًا لهوية الشعب الكرواتي.
نظرًا لأن العديد من الرياضيين الكرواتيين ذوي الأسماء الشهيرة يحملون هذه النهاية (بخلاف لوكا مودريتش، كذلك هناك ماتيو كوفاتشيتش، يوسيب ستانيشيتش ومارسيلو بروزوفيتش)، أصبحت “-ić” علامة مميزة للاعبي كرة القدم الكرواتيين، يُضاف إلى ذلك أن أسماء اللاعبين ترتبط بقوة بجذورهم، ما يزيد من شهرة هذه الصيغة دوليًا، لتوضح مدى ارتباط التراث الماضي بالحاضر.
[/sc]