رسالة وداع من مشجع لريال مدريد إلى كريم بنزيما
وداعا يا صديقي، كل شيء كان يشير لاستمرارك لموسم آخر، تأكيدات على مدار الموسم أنك جددت عقدك بالفعل، لكنك لم تمنحنا الفرصة لتحمل الصدمة وتخيل أنك لم تعد لاعبا لـ ريال مدريد، كنت أمهد لنفسي كتابة تلك الكلمات بعد عام، ومجرد تخيل وداعك مع مودريتش في عام واحد وسرعان ما تذرف عيناي الدموع، وكإن الوداع مكتوب علي كل عام، فليمنحني الله القدرة على التماسك حين تأتي لحظة وداع لوكا.
اكتب لك يا صديقي العزيز ومشاعري متضاربة وصراع بين العقل والقلب، العقل يقول إنها سنة الحياة ومع بلوغك عامك الخامس والثلاثين قد يكون الأفضل لكلانا الرحيل، تخرج من الباب الكبير بعد عام من الرابعة عشر الأسطورية التي جلبتها لنا، مع فوزك بالكرة الذهبية، ومنحتك كرة القدم ما تستحقه وأشاد بك الكارهين والمحايدين قبل المحبين، ومنحنا فرصة التخطيط للمستقبل.
بينما القلب.. ما ألعن دقاته في تلك الأوقات، وعدم قدرته على تقبل لحظات الوداع، لا يعترف بكل ما يقنعنا به العقل وأن العمر يمر والأشخاص تتبدل ويمر شريط الذكريات أمام عيناي التي لا تتوقف عن البكاء.
أرى إنك أحد أصدقائي في عالمي الافتراضي الذي صنعته لنفسي، الشاب المهاجر الذي عاش في ظروف صعبة ووجد كرة القدم ملاذا له وطاردته ظروف الحياة وتتلقى الضربات تلو الأخرى وكنت أضعف من تحملها وتخزن كل آلامك بداخلك وتنفجر مرة واحدة، في البداية سخروا منك ووقفت أمام الكبار في غرفة ملابس ليون وصرخت في وجههم بأنك جئت لتأخد مكانهم، كنت أكره كسلك، كتبت عنك في وقت من الأوقات إنك أفضل وأسوأ مهاجم في العالم!
قبلت بكونك الرجل الثاني والذي بدونه لن ينجح الفيلم، قضايا واستفزازات وطرد من المنتخب وإجبارك على خوض صراعات لم تدخلها، وحينما جاء الوقت لتكون الرجل الأول، فعلت ذلك بأفضل شكل ممكن.
خرجت من الباب الكبير الذي تستحقه، الهداف التاريخي الثاني للنادي وأكثر من صنع أهداف في تاريخ نادينا العريق، وأخر من توج بالكرة الذهبية، أعلم أنك لم تبال بالأرقام والمجد الشخصي، لكنها فرصة لتتذكر الأجيال القادمة اسمك لسنوات وسنوات قادمة
كنت أعلم أن تلك اللحظة ستأتي لا محالة، وأن العرض الكبير لا يمكن رفضه، فلتستمتع بالأموال، وحق اللعب بدون ضغوطات في سنواتك الأخيرة في الملاعب، أتمنى لك الخير من كل قلبي، ونرى مهاجما جديدا لنادينا العظيم، وتخيل لأول مرة منذ 14 عاما هجوم ريال مدريد بدون كريم بنزيما، منذ سنوات كانت أمنية كبيرة لكثير من جماهيرنا، لكنك جعلتها صعبة علينا اليوم، كنت كريما اسم على مسمى ولنا من اسمك نصيب