365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةكأس العالم 2022كرة قدم
الأكثر تداولًا

رحلة بطل لكأس العالم – البرازيل الجزء الأول

سلسلة رحلة بطل لـ كأس العالم، تأخذك برحلة عبر الزمن للتعرف على تاريخ المونديال، أحداث لم نعيشها، ومعلومات -ربما- لم تكن تعلم عنها شيء عن الحدث الأكبر في عالم كرة القدم والذي يقام كل أربعة أعوام.

مجرد المشاركة في المحفل العالمي الكبير كأس العالم، يعتبر شرف كبير، فماذا عن البطل؟ الذي خاض رحلة سنتعرف عليها معًا، عبر سلسلة من التقارير التي ستنشر عبر 365Scores، قبل انطلاق كأس العالم 2022 في نوفمبر المقبل.

بطلنا الأول في سلسلتنا سيكون البطل التاريخي للعُرس العالمي، منتخب البرازيل الأكثر تتويجًا بكأس العالم 2022، ولأن قصة عشق البرازيل الطويلة مع كأس العالم، قررنا أن تتكون من جزئين، العصر الذهبي والإنجاز الذي لم يتكرر في تاريخ كرة القدم والفوز بالبطولة 3 مرات، ثم الجزء الثاني وحديث عن أخر لقبين للسليساو.

منتخب البرازيل يعتبر االأكثر فوزًا بكأس العالم في تاريخ البطولة الأضخم عالميًا، بعدما صعد على منصة التتويج أمام الجماهير ليحصد ذهب العالم في 5 نسخ.

بداية السيليساو مع بطولة كأس العالم كانت سيئة للغاية، بعدما غادر البطولة من الدور الاول في أول نسختين؛ عام 1930 و1934، كذلك في النسخة الثالثة التي أقيمت عام 1938 كانت أفضل نتيجة حققها السامبا حصد المركز الثالث.

فيما بعد توقفت البطولة تمامًا، بسبب الحرب العالمية الثانية، حتى عادت مُجددًا في عام 1950، في ذلك الوقت منتخب البرازيل عمل على تقوية نفسه جيدًا للمنافسة حتى الرمق الأخير.

وبالفعل كان أحد أطراف المباراة النهائيةفي مونديال 1950، لكنه فشل حينها في الفوز، ليخطف منتخب الأوروجواي اللقب، فيما حلّ منتخب البرازيل وصيفًا للعالم.

لكن في النسخة التالية مباشرة، التي أقيمت في سويسرا عام 1954، لم يكن منتخب البرازيل هو نفسه الذي تألق بقوة في النسخة التي سبقته مباشرة! حتى وأنه ودّع البطولة من دور ربع النهائي!

برغم تلك البداية السيئة في مشوار البرازيل في كأس العالم، إلا أن ما حدث فيما بعد كان المعنى الحرفي لمصطلح المعجزات تصنع المستحيل.

وخلال الجولة الأولى في رحلة بطل لكأس العالم، سنتجول مع منتخب البرازيل وتحديدًا بين النسخ التي صعد على منصات التتويج فيها كبطل للبطولة الأضخم على الإطلاق؛ كأس العالم.

نسخة 1958 – في ليلة بكى فيها بيليه من شدة الفرح

بعد 8 سنوات بالتمام مضت على كارثة “الماراكانا” المهينة، شرع منتخب البرازيل في وضع أقدامه على أول سلالم المجد، لينسخ تاريخه كأفضل منتخب في العالم لفترة طويلة قادمة من بعد هذه النسخة من كأس العالم.

نسخة 58 من كأس العالم، لم تشهد فقط تتويج البرازيل بطلًا لها، بل أيضًا كانت شاهدة على ميلاد نجم لطالما سنستمع لإسمه طوال السنوات التي تلت تلك الفترة، الجوهرة السمراء بيليه!.. فماذا حدث في مونديال 1958.

دور المجموعات:

أوقعت قرعة كأس العالم منتخب البرازيل ضمن المجموعة الرابعة، رفقة منتخبات: ” الاتحاد السوفيتي – إنجلترا – النمسا “.

استهل السيليساو مباريات دور المجموعة، بمواجهة النمسا، ونجح في الفوز بنتيجة 3-0، أحرز الأهداف “جوزيه ألتافيني” هدفين، و”نيلتون سانتوس” هدف.

أما عن ثانِ مباريات المجموعات، فكانت أمام إنجلترا، وسيطر التعادل السلبي 0-0 على مجريات المباراة من البداية للنهاية.

وفي آخر مباراة في دور المجموعات، تقابل راقصو السامبا مع منتخب الاتحاد السوفيتي، وحقق الفوز بنتيجة 2-0، جاءت الأهداف وقتها عن طريق: “فافا”

دور ربع النهائي:

تأهل منتخب البرازيل إلى دور ربع النهائي كأول مجموعته برصيد 5 نقاط، جمعها من فوزين وتعادل، ليضرب موعدًا مع منتخب ويلز.

هنا في هذا الدور، بدأت جماهير البرازيل تلتفت لموهبة “بيليه” بعدما خطف للسيليساو هدف الفوز على ويلز في الدقيقة 66، ليضمن للسامبا التأهل لدور نصف النهائي مباشرة دون عناء.

دور نصف النهائي:

بعد تخطي عقبة ويلز، كان منتخب البرازيل في نصف النهائي على موعد مع مباراة في غاية الروعة، حين تقابل مع منتخب فرنسا على ملعب “راسوندا”.

تلك المباراة التي اشتعلت من أول دقائقها، بعدما سجل “فافا” هدف البرازيل الأول في الدقيقة 2، وسرعان ما رد “جاست فونتين” بالتعادل لفرنسا في الدقيقة 9.

وقبل نهاية الشوط الأول، وضع “ديدي” البرازيل في المقدمة مجددًا، قبل أن ينطلق الشوط الثاني وتتفجر موهبة “بيليه” خلاله، بعدما نجح ففي تسجيل 3 أهداف جملة واحدة، في الدقائق 52 و64 و75 على الترتيب!

أما منتخب فرنسا، فلم يقوى على الرد سوى بهدف يتيم وضعه “روجير بيانتوني” في الدقيقة 82، لتنتهي المباراة بفوز السامبا بنتيجة 5-2.

مباراة النهائي:

هنا استحق البرازيل بعد مشوار مثير للاهتمام أن يكون طرفًا في مباراة النهائي أمام أصحاب الأرض والجمهور “السويد”، في مباراة لا تقل إثارة عن مباراة فرنسا في قبل النهائي بالضبط.

لكن هذه المرة انعكست الآية، تقدم “نيلس ليدهولم” لمنتخب السويد في الدقيقة 4، قبل أن تتعادل البرازيل بهدف من توقيع “فافا” في الدقيقة 9، وسرعان ما وضع اللاعب البرازيل منتخب بلاده في المقدمة بهدف آخر في الدقيقة 32.

انتهى الشوط الأول المثير للغاية، ليبدأ شوط آخر أكثر إثارة شهد على تسجيل 4 أهداف جملة واحدة.

الجوهرة السمراء بيليه، اعتزم على ضرورة وضع بصمته هو أيضًا في أول نهائي يشارك فيه بقميص منتخب البرازيل الأول، وهو لا يزال ابن الـ 17 عامًا. فسجل هدف في الدقيقة 55 ليجعل البرازيل هي الأقرب للفوز.. النتيجة الآن 3-1 للسامبا.

فرد عليه “ماريو زاغالو” في الدقيقة 68، وضاعف النتيجة لمنتخب البرازيل مُجددًا لتصبح النتيجة 4-1.

لكن في الدقيقة 80، “أجني سيمونسون” قلص النتيجة للسويد وسجل هدفًا رائعًا، انعش به آمال وحظوظ منتخب بلاده مرة أخرى.

تطورت أحداث المباراة في آخر دقائقها، حتى وأن السويد كانت تقترب من مرمى البرازيل كثيرًا وبفرص خطيرة للغاية، حتى أسكت “بيليه” كافة الألسنة تمامًا، بهدف خامس في الدقيقة 90، ومع صافرة النهاية بالضبط. لتتوج البرازيل بأول ألقابها في كأس العالم على الإطلاق وعلى اراضي أوروبية!

وفي أعقاب الفوز باللقب الأول، كان لابد أن تنتفض البرازيل بالكامل لتجهيز جوائز وهدايا للأبطال العائدين إلى أرض الوطن، فقام مصنع لأجهزة التلفاز في “ريو دي جانيرو” بإهداء 23 جهاز تلفزيون للاعبي ومدرب منتخب البرازيل كهدية بعد فوزهم بكأس العالم.

أما مجلة “لا غاسيتا سبورتيفا” البرازيلية، فقالت لقرائها أنها ستجمع 500 ألف كروزيرو من القراء لتقديمها كمكافأة للاعبي البرازيل حتى إن لم يفوزوا باللقب، لكن المفاجأة أن عند وصول لاعبي البرازيل لأرض الوطن، كانت تبرعات القراء حطمت حاجز المليون كروزيرو بالفعل.

أما الرئيس البرازيلي “جوسيلتنو كوبيتشيك دي أوليفيرا” فقد وقع مرسومًا يمنح اللاعبين وعائلاتهم معاشًا مستمر طوال حياتهم لمكافأتهم على الفوز.

نسخة 1962 – البرازيل تُكرر إنجازها مُجددًا

في النسخة السابعة من كأس العالم، والتي أقيمت عام 1962، بات الاتحاد الدولي لكرة القدم مجبرًا على تسليم تنظيم البطولة لدولة لاتينية بعدما أقيمت أخر نسختين منها على أراضي أوروبية، وذلك خوفًا من مقاطعة دول أمريكا الجنوبية للبطولة مثلما حدث بالضبط في عام 1938.

قام “فيفا” بتسليم ملف تنظيم البطولة إلى تشيلي، وفي ذلك الوقت لم يجد رئيس تشيلي أمامه أي شيء سوى الموافقة على القرار، في ذلك التوقيت، خرج في خطاب شهير تردد صداه على طول البلاد حين قال: ” سنفعل كل شيء لأننا لا نمتلك أي شيء.. لذلك يجب أن يكون لدينا كأس العالم “.

في تلك النسخة، أوقعت قرعة دور المجموعات، منتخب البرازيل رفقة منتخبات: ” المكسيك – تشيكوسلوفاكيا – إسبانيا “، فماذا حدث ؟

دور المجموعات:

ألتقى بطل العالم مع نظيره منتخب المكسيك في أول مباراة ضمن دور المجموعات، وحقق الفوز بنتيجة 2-0، ليضرب موعدًا مع منتخب تشيكوسلوفاكيا في المباراة التالية التي انتهت بالتعادل السلبي 0-0.

أما عن المباراة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، فكانت أمام منتخب إسبانيا، وحقق البرازيل فوزًا صعبًا بهدفين مقابل هدف.

لينجح السيليساو في التأهل إلى دور ربع النهائي كأول مجموعته برصيد 5 نقاط جمعها من فوزين وتعادل، ورافقه إلى الدور نفسه منتخب تشيكوسلوفاكيا.

دور ربع النهائي:

في هذا الدور، ضرب منتخب السامبا موعدًا مع نظيره منتخب إنجلترا، وأثناء انشغال المنتخبين بأحداث المباراة، اقتحم كلب صغير أرض الملعب، وعندما لاحظ الحكم هذا الدخيل قرر إيقاف المباراة تمامًا حتى يتمكن رجال الشرطة من الإمساك به!

استمر الوضع طويلًا، حتى قرر نجم منتخب إنجلترا “جيمي غريفز” الإقدام على أغرب تصرف على الإطلاق، بعدما جلس على يديه وقدميه وأخذ يسير بإتجاه الكلب ببطء حتى تمكن من الإمساك به، وسلمه فيما بعد للشرطة وسط تصفيق الجمهور.

يقول جيمي، أن الكلب ترك على ملابسه بقعة بول نفاذة، وكانت رائحته سيئة للغاية، لكنه عاد للسخرية بأن تلك الرائحة منعت مدافعي البرازيل من الاقتراب منه.

إلا أن تلك البقعة والرائحة لم ينجحا في مساعدة جيمي وإنجلترا على الفوز بتلك المباراة، فاستطاع منتخب البرازيل الفوز في النهاية بثلاث أهداف مقابل هدف وحيد للأسود الثلاثة.

دور نصف النهائي:

التقى منتخب البرازيل هنا بجاره في أمريكا الجنوبية وصاحب الأرض منتخب تشيلي، وحقق راقصو السامبا في هذه المباراة نتيجة عريضة، بعدما دكّ شباك تشيلي بنتيجة 4-2، لينهي آمال صاحب الأرض تمامًا.

المباراة النهائية:

تقابل منتخب البرازيل في نهائي كأس العالم 1962 مع منتخب تشيكوسلوفاكيا، بعدما كانا في نفس المجموعة في الدور الأول.

تقدم منتخب تشيكوسلوفاكيا في الدقيقة 15 عن طريق “يوسيف ماسوبست”، قبل أن يتعادل “أماريلدو” للبرازيل في الدقيقة 17، انتهى الشوط الأول بهذا الشكل وسط قلق جماهير الطرفين.

أما في الشوط الثاني، فلم يمر سوى 20 دقيقة على ضربة البداية، حتى أطلق “زيتو” رصاصته في مرمى تشيكوسلوفاكيا في الدقيقة 69، فيما عزز “فافا” الهدف الثالث لينهي آمال منتخب تشيكوسلوفاكيا تمامًا.

نسخة 1970 – اللقب الثالث للبرازيل والاحتفاظ بكأس جول ريميه للأبد

بنهاية تلك النسخة التي توّج بها منتخب البرازيل ليحصد بذلك ثلاث ألقاب من كأس العالم، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تغيير الكأس الذهبية المقدمة لبطل كأس العالم، لذا كان من نصيب البرازيل أن تحتفظ بنسخة كأس جول ريميه للأبد بعدما أصبح السامبا أخر منتخب يفوز باللقب أثناء العمل بتلك الكأس الذهبية.

وبالرغم أن الكأس تعرض في النهاية للسرقة وقام سارقيه بصهره لتسهيل بيعه كذهب خالص، إلا أن الفيفا قام بعمل كأس بديلة وتسليمها للبرازيل فيما بعد. لكن ماذا حدث في تلك النسخة حتى فاز البرازيل بلفبه الثالث؟

دور المجموعات:

أقيمت تلك النسخة في المكسيك، ووقع السامبا في المجموعة الثالثة رفقة كلًا من: ” تشيكوسلوفاكيا – إنجلترا – رومانيا “.

كانت أولى مباريات دور المجموعات أمام تشيكوسلوفاكيا، حيث حقق السيليساو فوزًا عريضًا بنتيجة 4-1، وفي المباراة التالية، التقى البرازيل مع إنجلترا وفازت عليها بهدف نظيف.

أما المباراة الأخيرة فكانت أمام رومانيا، وحقق السامبا فوزًا صعبًا بنتيجة 3-2، في مباراة قوية ومثيرة للاهتمام.

دور ربع النهائي:

فوز منتخب البرازيل في مبارياته الثلاث في دور المجموعات، ساعده في التأهل كأول مجموعته، لييضرب موعدًا مع منتخب بيرو، جاره اللاتيني في دور ربع النهائي.

وفي مباراة قوية للغاية، نجح السامبا في تحقيق الفوز بنتيجة 4-2، افتتح ضربة البداية “ريفيلينو” للبرازيل في الدقيقة 11، وعزز “توستاو” الهدف الثاني في الدقيقة 16.

استفاق بيرو عن طريق “ألبرتو غالاردو” في الدقيقة 28، قبل أن يعيد “توستاو” ضربته الثانية ليضع البرازيل في المقدمة في الدقيقة 52.

حاول “توفيلو كوبيلاس” تقليص الفارق بتسجيل هدف ثانِ لبيرو في الدقيقة 70، لكن سرعان ما رد عليه “جارزينيو” في الدقيقة 75 لينهي آمال بيرو تمامًا برباعية أهلتهم إلى نصف النهائي.

دور نصف النهائي:

هنا في هذا الدور، كان منتخب البرازيل على موعد مع مباراة قوية للغاية أمام نظيره منتخب أوروغواي، الذي عانى كثيرًا طوال المباراة.

افتتح أوروجواي أهداف المباراة في اللدقيقة 18 عن طريق “لويس كوبيلا”، وظلت النتيجة على هذا الوضع حتى تدخل “كلودوالدو” في الدقيقة 45 ليدرك التعادل لراقصي السامبا.

في الشوط الثاني، تألق البرازيل وكشر السامبا عن أنيابه ليحرز هدفين في الدقيقة 76 و90 عن طريق “جارزينيو” و”ريفيلينو” على الرتيب.

المباراة النهائية:

في تلك المباراة التقى منتخب البرازيل مع نظيره إيطاليا، في مباراة لم يقوى الأزوري على الظهور فيها كثيرًا سوى حين سجل هدفه الوحيد في الدقيقة 37 عن طريق “روبيرتو بوتينسيفنو”.

حيث سجل الهدف الأول للسامبا “بيليه” وعزز من بعده “غيرسون” و”جارزينيو”، وأطلق الرصاصة الأخيرة “كارلوس ألبرتو توريس” في الدقيقة 87.

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012، لديها خبرة لأكثر من 5 سنوات في 365Scores، تهتم بكتابة القصص الصحفية والتحقيقات والحوارات، ومهتمة بأخبار الدوريات حول العالم وبترجمة الأخبار العالمية ومتابعة أحداثها أول بأول، وتنسيق موضوعات خاصة باللاعبين الكبار وأهم ما يدور عنهم من أحداث مميزة ومختلفة.

5515 مقال

المقالات المتعلقة