رحلة بطل لكأس العالم – البرازيل الجزء الثاني
سلسلة رحلة بطل لـ كأس العالم، تأخذك برحلة عبر الزمن للتعرف على تاريخ المونديال، أحداث لم نعيشها، ومعلومات -ربما- لم تكن تعلم عنها شيء عن الحدث الأكبر في عالم كرة القدم والذي يقام كل أربعة أعوام.
مجرد المشاركة في المحفل العالمي الكبير كأس العالم، يعتبر شرف كبير، فماذا عن البطل؟ الذي خاض رحلة سنتعرف عليها معًا، عبر سلسلة من التقارير التي ستنشر عبر 365Scores، قبل انطلاق كأس العالم 2022 في نوفمبر المقبل.
بطلنا الأول في سلسلتنا سيكون البطل التاريخي للعُرس العالمي، منتخب البرازيل الأكثر تتويجًا بكأس العالم 2022، ولأن قصة عشق البرازيل الطويلة مع كأس العالم، قررنا أن تتكون من جزئين، العصر الذهبي والإنجاز الذي لم يتكرر في تاريخ كرة القدم والفوز بالبطولة 3 مرات، ثم الجزء الثاني وحديث عن أخر لقبين للسليساو.
رحلة بطل لكأس العالم – البرازيل الجزء الأول
في الجزء الأول من رحلة منتخب البرازيل في بطولة كأس العالم، كنا قد توقفنا عند لقبه الثالث الذي توّج به في عام 1970 على حساب منتخب إيطاليا.
ومنذ ذلك الحين ابتعدت كتيبة السيليساو عن منصة التتويج في المحفل العالمي حتى عام 1994، ففي نسخة كأس العالم 1974 التي أقيمت في ألمانيا حقق منتخب البرازيل المركز الرابع بعد خسارته أمام بولندا بهدف نظيف في مباراة تحديد أصحاب المركزين الثالث والرابع.
وفي النسخة التي تلتها، كان قد نجح في خطف المركز الثالث من منتخب إيطاليا، في المباراة التي خسرها الأزوري بنتيجة 1-2.
أما عن نسخة 1982 من كأس العالم، والتي استضافتها إسبانيا، فلم يتواجد السامبا بين الأربعة الكبار الأوائل على الإطلاق، وهو الأمر الذي تكرر في نسخة 1986 التي توّج بها منتخب الأرجنتين.
حاول منتخب البرازيل العودة لسابق عهده مجددًا في نسخة 1990، لكنه فشل تمامًا في حجز مقعدًا بين الأربع الأوائل للمرة الثالثة.
حتى انطلقت نسخة 1994، وهنا كتب جيل جديد للبرازيل إسمه بأحرف من ذهب بعد معانقة ذهب المونديال.
كأس العالم 1994 – نهائي “كربوني” لنهائي مونديال 1970
في نسخة شهدت على تألق روماريو الذي لم يتهاون إلا بقيادة البرازيل نحو منصة التتويج لحصد لقب البطولة، بجانب تواجد رونالدو الظاهرة للمرة الأولى في هذه النسخة ضمن قائمة السيليساو.
تلك البطولة التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية تسببت في احتجاج العديد من المنتخبات على اختيار أمريكا لتنظيم البطولة! خاصة وأن كرة القدم لم تعتبر أبدًا الرياضة الشعبية الأولى للجماهير.
دور المجموعات:
تواجد منتخب البرازيل في المجموعة الثانية، رفقة منتخبات: ( السويد – روسيا – الكاميرون )، اصطدم السيليساو بمنتخب روسيا في البداية ونجح في الفوز عليه بنتيجة 2-0.
في المواجهة الثانية، التقى البرازيل بمنتخب الكاميرون، وحقق فوزه الثاني بنتيجة 3-0، لكن في المواجهة الأخيرة في مرحلة المجموعات تعادل مع السويد 1-1.
دور الـ 16:
ضرب منتخب البرازيل موعدًا مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية صاحب الأرض والجمهور، لكنه نجح في الفوز عليه وإقصائه باكرًا من كأس العالم الذي يستضيف بلاده مباريات البطولة للمرة الأولى.
هدف بيبيتو في الدقيقة 74، نجح في وضع أقدام السيليساو في الدور القادم، ربع النهائي كأس العالم.
دور ربع النهائي:
في قمة نارية، التقى منتخب البرازيل بنظيره منتخب هولندا في مباراة دراماتيكية شهدت تسجيل خمسة أهداف من كلال الطرفين.
افتتح راقصو السامبا أهداف المباراة في الدقيقة 52، عن طريق روماريو، قبل أن يضاعف النتيجة بيبيتو في الدقيقة 62، وسرعان ما استفاق لاعبي الطواحين الهولنديةليسجل دينيس بيركامب وأرون وينتر الهدفين الأول والثاني لهولندا في الدقائق 64 و76.
حتى جاء برانكو ليسدد القاضية في الدقيقة 81، هدف برازيلي لاتيني وضع السيليساو في نصف نهائي كأس العالم، ليقترب الحلم أكثر فأكثر.
نصف النهائي:
في مباراة تصفية الحسابات، اصطدم منتخب البرازيل بنظيره منتخب السويد مُجددًا بعد تعادلهم في مرحلة المجموعات 1-1.
لكن منتخب السامبا نجح أخيرًا في فك الاشتباك وأطاح بالسويد من كأس العالم تمامًا بعد فوزه بهدف نظيف سجله المتألق روماريو في اللحظات الحاسمة، وتحديدًا في الدقيقة 80.
المباراة النهائية:
بعدما حسم البرازيل مبارياته في الأدوار الإقصائية في اللحظات الأخيرة، كان لابد عندما يصطدم بمنتخب إيطاليا في النهائي، أن تصل المباراة لركلات الترجيح لحمسها نهائيًا. في نهائي يعيد الأذهان إلى مونديال 1970 الذي شهدت مبارات النهائية لقاء ناري بين البرازيل وإيطاليا أيضًا.
انتهى الوقت الأصلي للمباراة بدون أهداف، حتى لجأ الحكم لركلات الترجيح، والتي حسمها البرازيل بنتيجة 3-2، بعدما أضاعت إيطاليا ثلاث ركلات وسجلت ركلتين.
فيما أضاعت البرازيل ركلة “مارسيلو روبرتو دوس سانتوس”، فيما سجل الثلاث ركلات الأخرى: روماريو وبرانكو ودونغا، لتحصد السيليساو اللقب الرابع لها في كأس العالم.
كأس العالم 2002 – في ليلة تألق فيها رونالدو وريفالدو ودخلت البرازيل تاريخ المونديال
نسخة كأس العالم 2002 مميزة لسبب طريف، حيث كان لابد من الانتظار لأكثر من 70 عامًا كي يسند الفيفا بطولة كأس العالم لأحد الدول خارج قارتي أوروبا وأمريكا، حيث وقع الاختيار على كوريا الجنوبية واليابان لتنظيم مباريات البطولة بالكامل.
في تلك النسخة، سطع نجم رونالدو الظاهرة وريفالدو ورونالدينيو رفقة منتخب البرازيل بشكل كبير، بعدما تحالف الثلاثي على قيادة السامبا للفوز بهذه النسخة، وتحديدًا لتعويض ما حدث في نسخة 1998، بعد الوصول للمباراة النهائية وخسارتها أمام فرنسا.
دور المجموعات:
أسفرت القرعة وقوع منتخب البرازيل في المجموعة الثالثة رفقة منتخبات: ( تركيا – كوستاريكا – الصين )، ونجح السيليساو في الفوز في المباريات الثلاثة، حيث تفوق على تركيا بنتيجة 2-1.
ثم عاد لهزيمة الصين بنتيجة 4-0، وحين تقابل مع كوستاريكا، فاز البرازيل بنتيجة 5-2، في مباراة نارية شهدت تسجيل 7 أهداف.
دور ثمن النهائي:
التقى منتخب البرازيل مع منتخب بلجيكا في دور ثمن النهائي، ونجح السيليساو في تحقيق الفوز بهدفين نظيفين، في مباراة شهدت تألق الثنائي ريفالدو ورونالدو.
دور ربع النهائي:
في هذا الدور، اصطدم البرازيل بجيل ذهبي لمنتخب إنجلترا، لكن سوء الحظ ظل يعانده حتى ودع البطولة عند هذا الدور وعلى يد السامبا.
بالرغم أن مايكل أوين افتتح أهداف المباراة لمنتخب إنجلترا، لكن ريفالدو نجح في معادلة النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، وتحديدًا في الدقيقة الثانية من الوقت الضائع.
وفي الشوط الثاني، سرعان ما وضع رونالدينيو الهدف الثاني لمنتخب البرازيل، ومن ثم هدأت الأوضاع تمامًا عند هذا الحد.
دور نصف النهائي:
ضرب منتخب البرازيل موعدًا في هذا الدور مع منتخب تركيا، الذي كان بمثابة الحصان الأسود ومفاجأة كبرى في هذه النسخة لكأس العالم.
لكن هدف وحيد سجله رونالدو الظاهرة، كان كافيًا لتأهل البرازيل إلى المباراة النهائية وإنهاء الجدال، بعدما سدد كرة رائعة أسكنها شباك تركيا في الدقيقة 49.
المباراة النهائية:
في ليلة سطع فيها نجم رونالدو الظاهرة، ليضع إسمه بأحرف من ذهب بجوار أساطير المنتخبات، لم يكتفِ رونالدو بتسجيل هدفين في نهائي كأس العالم أمام ألمانيا فقط، بل حصد بذلك جائزة الحذاء الذهبي للبطولة برصيد 8 أهداف.
هدفا رونالدو في شباك ألمانيا جاؤوا في الدقيقة 67 والدقيقة 79 من عمر المباراة النهائية لتتوج البرازيل باللقب الخامس لها، وتنجح منذ ذلك الحين في تحقيق لقب كأس العالم أكثر من أي منتخب آخر.