يظن الجميع أن الأمر يتمحور هو الكراهية والرغبة في القتل والعنف ولا شيء غير العنف، تلك هي رؤية الناس لديربي الميرسيسايد الجميع يظن أن هذا هو محور العلاقة بين الفريقين وهو الأمر الغير صحيح.
ويحل علينا ديربي الميرسيسايد بين ليفربول وإيفرتون يوم غد السبت، في تمام الساعة السابعة والنصف بتوقيت القاهرة على ملعب أنفيلد معقل الريدز.
والدليل على هذا هو هل تشاهدون يا مانشستر” .. جملة قالتها جماهير إيفرتون وليفربول في رسالة لناديي المدينة الانجليزية “سيتي ويونايتد” فخرا بالعلاقة الطيبة التي تجمعهما بكل مباراة بديربي الميرسيسايد أم والمعروف بديربي الأخوة الأعداء بأوائل التسعينات.
عائلة واحدة رغم العداوة الكروية
يعتبر من الديربيات النادرة التي لا نرى فيها فصلا بين جماهير الفريقين بالمدرجات، نظرا للعلاقة الطيبة بين كل منهما، ووجود أفراد من نفس العائلة يشجعون فريقا مختلفا، حيث تجد الأب مشجعا لليفربول وإبنه عاشقا لإيفرتون.
الفريقان تواجها بشكل مستمر منذ موسم 1962/63، ومن أبرز المواجهات بينهما كانت في نهائي كأس الدوري الانجليزي حيث جلسوا بجوار بعضهم البعض في 84 عندما تغنى جمهور الفريقين بعبارة “هل تشاهدون يا مانشستر؟”.
- طالع ايضا
- بشرة لجماهير ريال مدريد – زيدان يتغنى بمستوى هالاند ومبابي
- رسميًا – مبابي يتفوق على صلاح وميسي ويحصد جائزة جديدة
- مانشستر سيتي يكشف حقيقة العرض الخرافي لميسي
ومن أهم الأسباب التي جعلت الديربي يطلق عليه هذا الإسم، هو موقع إيفرتون وليفربول، حيث يقع مقر الناديين في شمال المدينة ويبعد بينهما 400 متر فقط بمقاطعة ميرسيسايد.
وفي مطلع التسعينات كان الفريقان يتشاركان نظام المباريات الأسبوعي بالدوري الانجليزي، في علامة تبرز التعاون الشديد بين كل منهما.
لكن دعونا نأخذكم برحلة لمرحلة بداية العداوة
في عام 1878 وقبل أن يتأسس فريق ليفربول بـ14 عاماً، تأسس فريق إيفرتون الذي كان النادي الوحيد من المدينه يلعب كرة قدم، وأستوطن ملعب الأنفيلد (ملعب ليفربول حالياً) في عام 1884 لعب إيفرتون أول مبارياته بالملعب، حيث كان جون هولدينج يمتلك هذا الملعب.
هولدينج كان صاحب أكبر مصانع للبيره في ذلك الوقت، وبسبب ذلك إعترض أحد أعضاء مجلس إدارة إيفرتون المنتمين للحزب الليبرالي، ليزداد الخلاف بين الطرفين ليزيد هولدينج إيجار ملعب الأنفيلد مما تسبب في خروج إيفرتون من ملعب الأنفيلد في عام 1892.
لم يجد نادي إيفرتون اي مشكله في العثور على ملعب جديد، حيث أنه اشترى قطعة أرض وبنى فيها ملعبه الحالي “جوديسون بارك” لينوي هولدينج الإنتقام وقأم بتأسيس نادٍ جديد يُسمى بـ ليفربول على أسم المدينه ليجعل ملعب الأنفيلد معقلاً لهُ، منذ تلك الفتره بدء الفريقين في جلب بعض اللاعبين.
ليزداد التنافس بين الفريقين، وكانت المباراه الوحيده الذي تلفت الأنتباه في ذلك الحين حيث كانت المباراه الأكثر حضوراً في أنجلترا في ذلك الوقت، لتصل في بعض الأحيان إلى 23 ألف مُشجع مما دفع البعض لتحويل تلك المباراة من كرة قدم إلى تعصب سياسي.
سنصمد في وجه العالم فنحن أخوة
وفي عام 1985 وبعد منع الانديه الانجليزيه من المشاركه الأوروبية قام جماهير إيفرتون بإلقاء اللوم للهوليجانز، بعد كارثة ملعب هيسيل الشهيره، الذي راح ضحاياها ما يُقارب 39 شخص في نهائي كأس اوروبا ضد يوفنتوس.
وبالرغم من كل تلك الأسباب واعتبارها أحد أكثر المباريات التي تشهد الكروت الحمراء وقلة الانضباط منذ بداية التسعينات، إلا أن العلاقة الوطيدة تظل مستمرة، بين ناديين جعلا من ليفربول المدينة الأنجح في انجلترا، حيث يحمل فريقيها 27 بطولة دوري.
ومن أبرز المظاهر لهذه العلاقة الودية، تكاتف إيفرتون وليفربول بعد كارثة هيلزبره التي وقعت 1989، بمباراة الريدز مع شيفيلد وينزداي وتسببت في وفاة 96 شخصا أغلبهم من ليفربول بسبب التدافع.
وساند جمهور إيفرتون نظيره في ليفربول، بمقاطعة صحيفة “ذا صن” بعد نشرها أنباء كاذبة عن تسبب هوليجانز الريدز في الكارثة، لحضورهم المباراة وهم في حالة سكر.
وفي 2007 وبعد وفاة مشجع إيفرتون ريس جونز البالغ من العمر 11 عاما فقط، في واقعة طلق ناري، قامت إدارة ليفربول بدعوة أسرة الضحية وشقيقه الأكبر للأنفيلد لمتابعة أحد مباريات دوري أبطال أوروبا.
وأمرت إدارة الريدز وقتها بتشغيل أغنية “z-cars” لجوني تود المفضلة لنادي إيفرتون، للمرة الأولى على ملعب أنفيلد تكريما لعائلة الطفل المتوفي.
الأمور مشتعلة بسبب فان دايك
مباراة الدور الأول سببت أزمة كبيرة بين جمهور الناديين حيث شهدت إصابة المدافع الهولندي فيرجل فان دايك بقطع في الرباط الصليبي، وهو الأمر الذي وصل لتلقي حارس إيفرتون تهديدات بالقتل لتسببه فيما حدث لفان دايك وتدهور مستوى ليفربول من وقتها.
موقف الفريقين قبل الديربي المنتظر
موقف الفريقين هذه المرة متشابه للغاية حيث يأتي ليفربول في المركز السادس برصيد 40 نقطة فيما يأتي خلفه إيفرتون في المركز السابع برصيد37 نقطة وهو الأمر الذي يجعل المواجهة والمباراة في غاية الأهميية بالنسبة للريدز الذين يريدون الانتفاض والعودة للانتصارات وإيفرتون الذي يريد أن يدخل التوب 6 لأول مرة منذ وقتًا طويل تحت قيادة أنشيلوتي.
ويعاني أبناء المدرب يورجن كلوب في الفترة الأخيرة حيث حقق ليفربول العديد من النتائج السلبية في البريميرليج أطاحت به من المربع الذهبي، لكن فوزه في المباراة الأخيرة خارج ملعبه ضد لايبزيج في دوري الأبطال بثنائية نظيفة قد تساهم في استعادة الثقة المفقودة.
وعلى الجانب الآخر سقط الأيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، في فخ الهزيمة الجولة الماضية ضد بيب جوارديولا حيث فاز مانشستر سيتي على إيفرتون بثلاثة أهداف مقابل هدف وهي الهزيمة الثانية على التوالي في البريميرليج بعد السقوط أمام فولهام بثنائية نظيفة.
كلوب ضد أنشيلوتي
سجل متكافئ بين الطرفين بدون أي أفضلية لمدرب على حساب الآخر، حيث تواجه أنشيلوتي ضد كلوب في 9 مباريات من قبل، فاز المدرب الإيطالي 3 مرات، وفاز كلوب 3 مرات، وتعادلا في 3 مواجهات أيضًا.
المواجعات التسعة كانت مع أندية مختلفة، حيث لعب ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند في دوري الأبطال، فاز أنشيلوتي مع الريال في مباراة وفاز كلوب في آخرى.
وتواجها 4 مرات حيث كان أنشيلوتي مدربا لنابولي وكلوب مدربا لليفربول، فاز أنشيلوتي مرتين وكلوب مرة ومواجهة أخرى انتهت بالتعادل.
وفي 3 مباريات لأنشيلوتي مع إيفرتون، لم يحقق أنشيلوتي أي فوز، وفاز كلوب مرة، وانتهت مواجهتين بالتعادل كان أخرها مواجهة الدور الأول من الموسم الجاري والتي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق.