حكايات من كأس أمم إفريقيا.. إنجاز جامبيا وخلط سينتفيت ما بين ميتسو وكلود لو روا
“إفريقيا أفضل قارة لكرة القدم في العالم، أنا إفريقي أكثر من أوروبي”، هذا كان تصريح للبلجيكي توم سينتفت مدرب منتخب جامبيا في حواره لـ 365Scores قبل بطولة كأس أمم إفريقيا 2023.
تصريح قد يبدو غريبا من مدرب بلجيكي يحترف مهنة التدريب في القارة السمراء، ولكن قصة سينتفت تجعل الأمر ليس غريبا نهائيا، على مدرب عاش من عمره 15 عاما تقريبا داخل القارة.
وسنتحدث في حكاية اليوم من سلسلة “حكايات من كأس أمم إفريقيا” عبر 365Scores ، قصة توم سينتفيت الغريبة والمثيرة للإعجاب، قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة الإفريقية 2023 في كوت ديفوار.
جامبيا ما بين التشكيك والإنجاز
جاء توم سينتفت إلى قارة إفريقيا عام 2008 ليتولى تدريب منتخب ناميبيا ثم درب زيمبابوي في 2010، وانتقل للعمل مع إثيوبيا في 2011، ودرب مالاوي وتوجو وحاليا مع جامبيا، وكان له بعض التجارب في المنتصف مع منتخبات وفرق مختلفة، وأيضا درب فريق يانج إفريكانز التنزاني في 2012، ولكن لم يحقق مع كل هؤلاء أي بطولة.
هذا الجزء قد يذكرنا بواحد من المدربين الأجانب التاريخيين الذي مروا على قارة إفريقيا، وهو الفرنسي كلود لو روا الذي عمل مع العديد من منتخبات القارة السمراء فقد قضى فيها 37 عامًا من مسيرته التدريبية وشارك في 9 نسخ من بطولة كأس أمم إفريقيا.
ليصبح بذلك المدرب الوحيد في تاريخ القارة الذي يدرب 6 منتخبات مختلفات في العديد من نسخ البطولة، وبالرغم من ذلك لم يحصد سوى لقب واحد من الكان عام 1988 مع الكاميرون.
توم سينتفيت في حوار لـ 365Scores 🚨🗣
— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) January 10, 2024
"جامبيا غير مرشحة لحصد كأس أمم إفريقيا 2023.. ومنتخبان الأقرب للبطولة" 🏆🔥
للتصريحات كاملة 👇https://t.co/qp8TdF0eyw
نفس المغامرة يعيشها تقريبا سينتفت، فقد تعرض إلى السخرية والانتقادات قبل كأس أمم إفريقيا 2021 خلال قيادته لمنتخب جامبيا في تصفيات البطولة، ولكن كانت المفاجأة أنه قاد المنتخب للتأهل إلى نهائيات الكان للمرة الأولى في تاريخه.
بل وكان مفاجأة البطولة بعدما تأهل من دور المجموعات كثاني، ووصل إلى الدور ربع النهائي ولكنه تعرض إلى الخسارة على يد الكاميرون بهدفين مقابل لا شيء وودع البطولة.
وعلق سينتفت على هذا الأمر في حواره قبل كأس أمم إفريقيا 2023: “أود الإشارة في البداية إلى أنه هذه هي المرة الثانية التي نتأهل فيها إلى كأس أمم إفريقيا، وأذهلنا الجميع بما قدمناه بعدما أكدوا أنه أمر صعب أن تشارك جامبيا في البطولة مرة أخرى بعد نسخة 2021، وكانوا أيضا يشككون فينا في ذلك الوقت”.
عامل مشترك مع ميتسو
وبعدما تشابه مع لو روا في قضاء فترة طويلة داخل إفريقيا وتدريبات العديد من المنتخبات مع القليل من الإنجازات، يشترك مع فرنسي أخر تاريخي في القارة السمراء وهو الراحل برونو ميتسو في أمر أخر.
لم يدرب ميتسو سوى منتخبان فقط في إفريقيا وهما غينيا والسنغال، ولم يحصد مع كلاهما أي ألقاب ولكنه اشتهر بإنجازه مع أسود التيرانجا في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية ظل خالدا باسمه.
بجانب شهرته بحبه الشديد للقارة السمراء، فقد قال في تصريح لصحيفة “Libération” الفرنسية عام 2002 “القيم الحقيقية في إفريقيا مثل الصداقة والتضامن كانت استثنائية، لا يوجد صداقات زائفة أو أشخاص يخونون، أما في فرنسا، إذا لم يعد اللاعب بحاجة إليك لن يتصل بك”.
لم يقف حب ميتسو لقارة إفريقيا عند هذا الحد، بل أعلن إسلامه وغير اسمه إلى “عبد الكريم ميتسو”، وتزوج من فتاة سنغالية تدعى “فيفيان دييه”، وكانت وصيته أنه عند وفاته يدفن في داكار العاصمة السنغالية، وهو ما حدث بالفعل في 2013 عندما توفي بعد صراع مع مرض السرطان عن يناهز الـ 59 عاما.
وهذا ذاته العامل المشترك لـ سينتفيت مع ميتسو، حيث قضى هو الأخر 15 عاما في القارة السمراء، وتزوج وأنجب منها، ليقل في حواره مع 365Scores عن رأيه في رحلته في إفريقيا: “أعمل هنا في إفريقيا منذ 15 عاما وأنا حقا سعيد جدا هنا إنه بيتي”.
وتابع أيضًا: ” أنا أحب كرة القدم الإفريقية بل بالنسبة لي هي على الأرجح أفضل قارة لكرة القدم في العالم سواء كان اللاعبين المتواجدين هنا أو حتى لاعبيها في أوروبا، وجو العمل هنا رائع، وبسبب كل ذلك لقد تزوجت من فتاة من هنا ولدينا ابنة لذا فأنا إفريقي أكثر من أوروبي”.
تحدي جديد ينتظر سينتفيت
والآن توم سينتفيت على موعد مع تحدي جديد في كأس أمم إفريقيا 2023 رفقة منتخب جامبيا، وهذه المرة أصعب قليلا بسبب تواجده في المجموعة الثالثة رفقة السنغال والكاميرون وغينيا، فهل سيحقق البلجيكي إنجازا يخلد ذكراه مثل الثنائي التاريخي الذي خلط بينهما لو روا وميتسو؟