أخباربطولات ودورياتتقارير ومقالات خاصةقصص 365Scoresكرة القدم الإيطاليةكرة قدم
الأكثر تداولًا

حكاوي 365 – 30 أكتوبر.. عيد مارادونا أم يوم ميلاده بين الديانة وأتباعه

التقويم ميلادي وهجري وبالكاد يعلم بعض من حولنا التقويم القبطي، ليست مشكلتنا لسنا في اختبار دراسي أو مقابلة عمل وننتظر منك إجابة عن التقويم، لكن هناك العديد من المهووسين بكرة القدم جعلوا من ميلاد الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، بداية لحياة جديدة وعالم مختلف، فالحياة قبل ميلاده ليست كما بعد ميلاده، هنا بداية عصر جديد وحياة جديدة وديانة جديدة!

مارادونا هو أحد الأساطير التي لن تتكرر في تاريخ كرة القدم على مر الزمان وهذا يعلمه الجميع، ولكن بالنسبة إلى البعض الأمر يعد أكبر وأبعد بكثير من ذلك، خاصة في إيطاليا والأرجنتين الأمر هناك وصل إلى درجة العبودية.

وصنع دييجو التاريخ مع نابولي والأرجنتين ليتسبب في إصابتهم بمتلازمة “عبادة المشاهير”، التي يُعرفها علم النفس بأنها: “اضطراب هوسي حين يصير الشخص منخرطاً ومهتماً بشدّة في حياة أحد المشاهير”.

دييجو أرماندو مارادونا - نابولي
دييجو أرماندو مارادونا – نابولي

الديانة المارادونية وكنيسة “يد الله”

في إيطاليا وبالتحديد نابولي هناك جداريات تحمل رسومات لدييجو ومحلات تبيع صوره وقمصانه إلى يومنا هذا، والأمر ذاته في مسقط رأسه الأرجنتين، ولكن قرر البعض أن يتسع الأمر ويصل لدرجة أبعد من ذلك، فقرروا بناء كنيسة له لمن يريد الدخول في “الديانة المارادونية” من المهوسيين به.

الأمر يعتبر دربًا من دروب الجنون، فقد أنبعثت الفكرة من مدينة نابولي ووصل إلى بوينس آيرس العاصمة الأرجنتينية، فقد رأى كلاهما أن ما يفعله هذا اللاعب ليس مجرد لعب كرة القدم لذلك يجب تقديسه بشكل أكبر.

ولذلك قرر الصحفيان أليخاندرو فيرون وهيرنان آميس في 30 أكتوبر 1998 وكان آنذاك هو عيد ميلاد مارادونا الـ38، أن يحولان مطعمًا كانا يملكانه في مدينة روساريو الأرجنيتينة إلى كنيسة تحمل اسمه لإقامة طقوس عبادته ومقر ديانته.

وأعد برنامج “Futbol Int” تقريرًا عام 2003، عن أتباع مارادونا الذين قرروا الدخول في الديانة المارادونية وإجتماعهم جميعا في “كنيسة يد الله”، مشيرًا إلى أن الديانة ليست رسمية بالطبع ولكنها أشبه بنادي معجبين، لكنهم يتخذون الأمر بشكل أكثر جدية.

فقد قرروا أن يكون تسمية الكنيسة بهذا الاسم تيمنا بالقصة الشهيرة لهدف مارادونا بيده في مرمى إنجلترا في كأس العالم 1986، وتصريحه الشهيرة أن “يد الله”، مما زاد من يقين مهوسيه أنه ليس بشرًا طبيعيًا، وقرروا وضع مجموعة من القواعد لتدخل في هذه الديانة، ولها تاريخها الخاص وعيدها الخاص.

وجميع الكنائس التي أطلق عليها “كنيسة يد الله” المتواجدة في إيطاليا والأرجنتين والمكسيك والبرازيل تقريبا، تأخذ نفس التصميم، حيث تقع بقرب بوابة الكنيسة مزهرية كبيرة بداخلها عدة كرات تشبه الكرات التي لمسها مارادونا في مبارياته الحاسمة، وبعد مسافة إلى المذبح ترى مقاعد مصطفه مغطاه بقمصانه، وفي نهاية الكنيسة تجد تمثالًا له، بل وفرش أرضية الكنيسة هو النجيلة الصناعية، وجدرانها تتزين بصور الأسطورة في مختلف مراحل حياته.

شروط الدخول في الديانة المارادونية

ووصل عدد أتباع هذه الديانة حول العالم إلى ما يتراوح بين 120 إلى 200 ألف حسب إحصائية صحيفة “وول ستيرت جورنال” في عام 2008، وهم ما بين “معجبين ومشجعين ومؤمنين ومريدين”، وهذه هي درجات الإيمان في الكنيسة المارادونية.

وللدخول في هذه الديانة وضع أتباعه عشرة شروط يجب أن تنفذها ولعل أهمها هي، أن يكون الاسم الثاني لمعتنق الديانة هو “دييجو”، وأن يكون اسم المولود الذكر الأول في العائلة كذلك أيضا، وأن تؤمن بأن مارادونا لاعبًا خارقًا وليس بشرا عاديًا، وأن تحب كرة القدم أكثر من أي شيء، وتتبع تعاليم الكنيسة المارادونية، لتبدأ بعد ذلك في خوض طقس معمودية خاص.

طقس المعمودية الخاص في الديانة المارادونية كمنتسب جديد لهم، هو أن تقوم بتمثيل لهدف مارادونا ضد إنجلترا بيده في كأس العالم 86، ويكون لك 3 محاولات لتمثيلها وإذا فشلت فيهم يتم رفضك وتعود في العام التالي.

أما إذا نجحت يتم قبولك وتنتقل للمرحلة التالية وهي القسم على كتابهم المقدس الخاص، وهو “أنا دييجو” الذي يحمل السيرة الذاتية لمارادونا، وبهذا تصبح أحد المنتسبين لديانتهم وتتفق مع أتباع الكنيسة حول كل شيء، حتى في الرسل الذين ساعدوه في مسيرته، أو الأعداء الذين وقفوا في طريقه، وفي مقدمتهم  خوان كارلوس ملك إسبانيا في 1984 بسبب واقعة مباراة برشلونة وأتلتيك بلباو الشهيرة، ورئيس نابولي عندما كان لاعبًا بالفريق ورئيس المافيا الذي جعله يدخل في طريق المخدرات.

عيد مارادونا أم يوم ميلاده؟

ويجب أن نعرف أن الديانة المارادونية لها تاريخها الخاص، فهم يرون أن التاريخ يبدأ من 30 أكتوبر 1960، أي أنهم حاليا في العام 64 ميلاديًا، ويرون أن ما قبل ذلك هو قبل الميلاد “ق.م” من وجهة نظرهم.

وبالطبع كأي ديانة تحمل كل هذه التفاصيل جعل أتباع مارادونا لنفسهم عيدان يحتفلان بهما وهما، العيد الكبير يكون يوم 30 أكتوبر من كل عام وهو يوم ميلاد دييجو ويحتفلون به بشكل يشبه احتفالات عيد الميلاد المسيحية الغربية.

وهناك العيد الصغير أو ما يشبه عيد الفصح، وهذا يكون بعد غروب شمس 22 يونيو من كل عام وهو الوقت الذي سجل فيه هدفيه أو كما يرونهما “معجزتيه” في مرمى إنجلترا في مونديال 86، ويحتفلون به عن طريق مشاهدة الهدفين عدة مرات ومحاولة تقليدهما ومحاكتهما كي يشعران أن روح مارادونا بداخلهما ويشعرون بسحره.

مارادونا منتخب الأرجنتين كأس العالم 1986
مارادونا منتخب الأرجنتين كأس العالم 1986

قد لا نصدق أن كل ذلك يحدث وهناك عالم بهذا الشكل ولكنه بالفعل متواجد بعيدًا عن جنونه أو حرمانيته، ولكنه يحدث بالفعل، الأمر الذي قد لا ينكره أحد هو أسطوريته مارادونا لدرجة جنون الكثير به وخلوده في أذهان كل من شاهده وحضر حقبته وحتى من لم يحضرها، لذلك ستجد أن الديانة المارادونية تحتفل اليوم 30 أكتوبر 2024 بعيدهم الكبير الذي ولد فيه، والأشخاص الطبيعيين الذين يحبونه مثلنا نحاول تذكر لمساته، والذي جمع الطبيعي بغير الطبيعي واتفق عليه الجميع هو في النهاية دييجو.

حسام مجدي

صحفي رياضي مصري مواليد 1999، بدأ العمل في المجال الصحفي عام 2017، مهتم بتغطية الأحداث العالمية والعربية، ومهتم بالقصص التاريخية عن كرة القدم، بجانب إجراء حوارات صحفية مع العديد من نجوم وأساطير اللعبة، بجانب تغطية الأخبار المحلية في مصر، والعمل في إعداد البرامج الرياضية.

2935 مقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *