أخبارالأهلي المصريبطولات ودورياتتقارير ومقالات خاصةقصص 365Scoresكرة القدم الفرنسيةكرة القدم المصريةكرة قدممصر
الأكثر تداولًا

حكاوي 365 – دور شركات تحليل الأداء الفردي في نجاح حلم محمد عبد المنعم الأوروبي

رحلة من الرحلات المميزة في كرة القدم المصرية، يملكها محمد عبد المنعم المحترف المصري في صفوف نادي نيس الفرنسي، الذي شاء القدر أن يكون من اللاعبين أصحاب القصص المميزة.

فقد بدأ عبد المنعم مسيرته في فريق الشباب بالنادي الأهلي، ثم خرج معارًا إلى صفوف سموحة ومنه عادي إلى الأحمر مرة أخرى، ولكنه خرج إعارة مرة أخرى وهذه المرة إلى مودرن فيوتشر.

وفي أثناء ذلك لم يكن عبد المنعم المدافع الذي تلتفت له الأنظار، ولكنه تطور بشكل كبير جدا، ولكن فترة فيوتشر هذه كانت علامة فارقة في مسيرته فبعد 7 مباريات فقط تألق فيها اللاعب بشكل كبير، قرر كارلوس كيروش مدرب منتخب مصر آنذاك استدعائه لمعسكر الفراعنة.

طالع أيضا.. حكاوي365 – من ينتصر في الحرب بين كرة القدم والذكاء الاصطناعي؟

134 دقيقة فقط مع منتخب مصر في بطولة كأس العرب، كانت كافية لأن يتخذ النادي الأهلي قراره على الفور بقطع إعارة عبد المنعم مع فيوتشر وعودته للفريق على الفور، بل وحجز مكانًا أساسيًا في تشكيل الأحمر.

وقضى عبد المنعم فترات مميزة للغاية مع الأهلي، والجماهير الحمراء تملك له ذكريات عديدة لا تنسى، مثل رأسية الوداد في مركب محمد الخامس، والمستويات المميزة التي قدمها وتطوره فترة بعد الأخرى، إلى أن جاء عرض نيس وخاض اللاعب فرصة الاحتراف في أوروبا.

محمد عبد المنعم - الأهلي - تصوير: عمر ناصيري
محمد عبد المنعم – الأهلي – تصوير: عمر ناصيري

لماذا انتقل محمد عبد المنعم إلى أوروبا؟

ولعل عبد المنعم لم يحقق بعد المتوقع في الملاعب الأوروبية ولم يحصل على الفرصة الكافية مع نيس، ولكن ولكن كان يجب البحث في قصة تطور مستواه الذي جعله يصل إلى أوروبا، لذلك في حكاوي 365 سنتحدث مع صابر محمد أحد المسؤولين في شركة تحليل الأداء الفردي “Peak Analysis” التي يعمل معها اللاعب، ليتحدث في القصة كاملة.

وبالطبع بداية الأمر كانت هي كيف تم تأهيل عبد المنعم لفكرة الاحتراف في أوروبا، ليقول صابر: “لم يكن يحتاج إلى أي تأهيل، فقد كان هذا هو الحلم الذي ينام ويستقيظ يتمنى تحقيقه، لذلك تفكيره الدائم كان على كيفية تطوير نفسه من، وهذا هو ما جعله يستعين بشركة تحليل أداء فردي ليأهل نفسه أكثر حسب حديثه معنا”.

أما عن الجلوس على الدكة في نيس والتأثر بالانتقادات هناك قال: “بالنسبة إلى معاييره والخلفية التي جاء منها كلاعب أساسي من اليوم الأول وحصده كل شيء تقريبا مع الأهلي، قد ترى الجماهير أن عبد المنعم سيصعب عليه تقبل الأمر، ولكن في الحقيقة هو متفهم جيدا قدومه من بيئة ومستوى ونوعية كرة قدم مختلفة وسيحتاج وقت للتأقلم، بجانب عدم حضوره فترة الإعداد مع الفريق، لذلك هو يجتهد ويحاول فهم الجوانب التي يحتاج التحسن فيها، لينجح في حجز مكان أساسي، خاصة أنهم يشاركون في أكثر من بطولة وبالتالي فرصته قادمة لا محالة.

وبالطبع سنريد معرفة مميزات عبد المنعم من الناحية الفنية التي قد لا يراها الكثير، والتي قال عنها صابر: “ي البداية دعنا نوضح ان هناك اشكالية حقيقية في عملية تقييم المدافعين، اذ ينجح عادة المدافع الذي يشتبك ويتداخل كثيرا إلى نيل الاشادا، بينما في الواقع يكمن جوهر العملية الدفاعية في “المنع” لا في “التصحيح” إذ تكون معظم تداخلات المدافع بعيدة عن “كادر الكرة” وتحديدًاًفي عملية التنظيم والتواصل مع موقف اللعب ومع زملاؤه وضبط مسافات وإرتفاعات الخط بالإضافة إلى وضعياته الجسدية ما يمكنه في النهاية من التنبؤ بالخطر قبل وقوعه بل وفي أحيان كثيرة منعه من الأساس”.

وزاد: “بالتالي عندما تجد مدافع يظهر كثيرا فعلى الأغلب هو يصحح كثير من الأمور التي لم يقم بها على الوجه الأمثل من الأساس، وهذا ما عملنا عليه مع منعم، ففي النهاية كان الهدف تحويله من مدافع يشتبك كثيرا لأنه يُخطئ ويصحح، إلى مدافع يظهر بشكل أقل خلال المباريات لأنه لا يخطئ، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك لدرجة كبيرة أعطت للجمهور انطباع أنه “متراجع” لأنه لم يعد يشتبك كالسابق لكن بالنسبة للتقنيين كان ذلك مفهوما تماما وهو ما ساهم في تغيير مستوى العروض التي تصله، من أندية مثل جلطة سراي وأليمبياكوس وإلى ساوثهامبتون، وفياريال، وبولونيا واخيرا نيس”.

الإنفعالات وحاجز اللغة والتأثر بأوروبا

والجانب الأبرز الذي تتحدث عنه الجماهير دائما هو إنفعالات عبد المنعم الذي قال عن هذا الجانب: “يمكن تقسيم تلك المقومات إلى نوعين؛ المقومات التي تدعم أدائه وهنا يمتلك منعم الكثير منها؛ لديه ثقة و‘عتزاز كبيران بذاته يجعلانه دائما جاهزا للتحديات الكبيرة، كما يملك صلابة ذهنية فائقة تحميه من التأثر بالانتقادات، عقليته فائزة وطموحة تريد دائما الأفضل ولا تقبل بالأقل، كما أنه يهتم بأدق التفاصيل،”.

وواصل: “وتخرج تلك الإنفاعلات غالبا من رغبته الجامحة في الفوز وتقديم الأفضل، لكنه يعي أنه عليه ضبط نفسه ومحاولة حصر تركيزه دائما داخل مواقف لعب الكرة ولا يُستدرج للأمور الخارجية فهكذا يكون اللاعب الكبير”.

بالطبع الكثير يريد معرفة الجانب الشخصي من عبد المنعم بعيدًا عن الجانب الفني، وهو ما قاله عنه صابر: “بالنسبة للسمات الشخصية فهو على غير الشائع فهو هادئ جدا خارج الملعب، يحاول دائما أن يكون حقيقي ولا يتظاهر بأمور ليست في نفسه، ويحاول مساعدة الجميع بتواضع لذلك هو محبوب من الجميع”.

إحصائيات المحترفين العرب


وعن دخول منعم في الأجواء سريعا في أوروبا، والتأثر بالأجواء والتغلب على حاجز اللغة قال: “بالطبع هو يعي جيدا أنه في مكان مختلف، وأدرك سريعا الفارق في سرعة التدريبات وجودتها وجودة اللاعبين مقارنة بما كان عليه الأمر في مصر، ولن تشكل له اللغة حاجزا كبيرا، وأما بالنسبة للتأقلم أعتقد أنه يسير بشكل جيد كون الفريق يملك ١٣ لاعبا مسلما معه كما أن بعضهم يتحدث العربية، وأعتقد أن ذلك أكثر من كافيا في الفترة الأولى لحين إتقانه الفرنسية بشكل كامل”.

وبذلك نكون قد عرفنا الكثير تقريبا عن شخصية عبد المنعم وكيفية عمله على تطوير ذاته، والآن عليه أن يواصل على نفس المنوال في رحلته الجديدة بالقارة العجوز، وما على الجماهير العربية إلا دعمه ليكمل مسيرة أساطير كثيرة سبقته إلى هناك وحققت الكثير والكثير، فماذا سيفعل الفرعون المصري في هذا التحدي؟

حسام مجدي

صحفي رياضي مصري مواليد 1999، بدأ العمل في المجال الصحفي عام 2017، مهتم بتغطية الأحداث العالمية والعربية، ومهتم بالقصص التاريخية عن كرة القدم، بجانب إجراء حوارات صحفية مع العديد من نجوم وأساطير اللعبة، بجانب تغطية الأخبار المحلية في مصر، والعمل في إعداد البرامج الرياضية.

2616 مقال

المقالات المتعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *