حان وقت التغيير 1 – تعديلات سحرية على 3 بطولات عفا عليها الزمن
التجديد مطلوب؟ ربما سمعت هذه العبارة قبل لحظات في مكان ما أينما كنت، من كثرة استهلاكها في يومنا العادي، لكن ماذا لو تخيلنا للحظات التجديد في لعبة كرة القدم الأكثر شعبية في العالم.
ماذا أن قمنا بتجديد مجموعة بطولات وأضفنا لها تغييرات من وحي الخيال، هل ستضفي عليها شيء من الإثارة؟ ربما من يدري؟!
تخيل معي ونحن الآن على بٌعد أيام من بداية عام 2025، وفي إنجلترا لا يزال المسؤولين هناك يتمسكون بالكلاسيكية التي تسير عليها بطولة مثل: كأس الاتحاد الإنجليزي، من خلال إعادة المباراة التي تنتهي بالتعادل مثلما كان يحدث عند اكتشاف كرة القدم في البدايات، حينها كان القانون لا يعرف ما هي ركلات الجزاء لحسم المواجهات فتتجه للإعادة على الفور في اليوم التالي!
خلال هذا التقرير، سنأخذكم في جولة خيالية تحت عنوان “حان وقت التغيير”، سنكشف خلال الجولة البطولات التي نتمنى أن تتغير يومًا ما لإضفاء مزيد من السحر والإثارة، وكيفية تطبيق تلك التغييرات.
أقرأ في هذا المقال:
اقتراح تخيلي لتعديل أعرق 3 بطولات
في سلسلة “حان وقت التغيير” التي نقدمها عبر 365Scores سنقوم باقتراح تعديلات على بعض البطولات لتصبح أفضل واكثر سلاسة.
1- الدوري الإنجليزي (البريميرليج)
الدوري الأكثر إثارة وشعبية في العالم، لكنه بات يقترب من الملل، خاصة بعد سيطرة مانشستر سيتي مع بيب جوارديولا على اللقب آخر سنوات، حيث بمكن التنبؤ بالفائز أحيانًا بحلول شهر مارس أي قبل شهرين من نهاية المسابقة رسميًا.
لكن تخيل؛ إذا تم تغيير نظام البطولة، وتبنى الاتحاد الإنجليزي فكرة “البلاي أوف” في الدوري الإنجليزي الممتاز مثلما يحدث في تحديد الصاعدين إلى البريميرليج من التشامبيونشب! وقصة أغلى مباراة في العالم؟
فمثلًا: تلعب الأندية الـ 8 الأولى في ترتيب الدوري الإنجليزي مباريات تصفيات خروج المغلوب في نهاية الموسم من أجل تحديد البطل.
تخيل أن يكون مانشستر سيتي في المركز الأول ثم يدخل مرحلة التصفيات ويفوز باللقب ليفربول أو مانشستر يونايتد!
هل تخيلت حجم الإثارة والحماس أن حقق مانشستر يونايتد مفاجأة على مانشستر سيتي في نهائي من مباراة واحدة وحقق اللقب؟ هل يمكنك تخيل حجم الجنون الذي سيحدث؟..
جميعها تخيلات لكن كرة القدم لعبة مسلية وتحتاج إلى التجديد كل فترة بدلًا من دخول كل موسم وأنت تعلم أن هذا الفريق الذي لا يُقهر سيخطف اللقب رغمًا عن الجميع! دعونا نذهب إلى التغيير ونلقي الماضي ورائنا.
2- كأس الاتحاد الإنجليزي
تخيل أن تغادر مقاطعة ميرسيسايد في يوم ثلاثاء غائم من أجل متابعة مباراة لفريقك المفضل، وتصل معه إلى لندن، فتتفاجئ في نهاية المباراة بنهايتها 0-0، وتشعر بأن الثلج يهطل فوق رأسك أنت فقط من شدة الصاعقة التي ستنتاب جسدك حين تدرك أن ذاك التعادل في تلك المباراة كان في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي!
بطولة ترفع شعار “التمسك بكل ما هو كلاسيكي” منذ قديم الآزل، الآن ونحن في 2024 ولا زال هناك بطولة في أعرق دوري في العالم تُلعب بنظام الإعادة للمباراة التي تنتهي بالتعادل!
لدينا خطة هنا أيضًا لتغيير قوانين كأس الاتحاد الإنجليزي التي عفا عليها الزمن؛ ماذا إن قمنا بمفاجأة غير متوقعة على الإطلاق، واستبدلنا إعادة المباريات بلعب ركلات ترجيح مفاجئة بعد نهاية الـ90 دقيقة مباشرة!
إذا كنت تريد السحر! إذا أبرا كادبرا يقول:” لا يوجد أقوى من ركلات الجزاء لنسف مخطط عفا عليه الزمن”، نعم، أحيانًا الواقعية أكثر الحلول المفيدة لإبقاء كرة القدم هي اللعبة الأكثر سحرًا وإثارة للجيل الجديد.
ومن باب التغيير مثلًا، يمكن إضفاء مزيد من المتعة وجعل الجولة الثالثة من البطولة أكثر إثارة، حين يختار مدرب الفرق من الدوري الأدنى الخصم الذي يريد مواجهته من الدوري الإنجليزي الممتاز، تخيل إذا خرج مدرب فريق من الدرجة الثانية يختار ليفربول ليصبح خصمه مثلًا.
ويمكن جعل المباريات من نصف النهائي والنهائي تًلعب على ملاعب محايدة، لاستقطاب الجماهير من كل مكان إليها.
من المعروف أن بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي من البطولات المجيدة، لكن يجب أن يتم إضافة بعض التغييرات الجريئة عليها لمنحها مزيد من السحر والإثارة.
3- كأس العالم
البطولة الأعرق في العالم، نعلم أن كأس العالم تم إضفاء تغييرات مؤخرًا عليه، لكن لماذا نتوقف عند جمع 48 منتخبًا في بطولة واحدة؟، ماذا لو لعبنا البطولة بـ 80 منتخبًا!
قبل التذمر من الفكرة، سنعطيك تخيلنا لتحسين نظام البطولة وجعلها أكثر سحرًا وشمولًا، فمثلًا أن تتكون البطولة من 80 منتخبًا ستحظى منتخبات مثل: أيسلندا وبنما ومقدونيا الشمالية بفرق حقيقية للتواجد بين الكبار.
يمكن أن تُلعب البطولة من 16 مجموعة، تضم كل مجموعة 5 منتخبات، ومن ثم يتأهل أول منتخبين من كل مجموعة إلى دور الـ32 لبدء مرحلة التصفيات حتى المباراة النهائية.
نعلم أن عدد الفرق لا يمكن أن تتحمله دولة وحيدة، لذا ضمن تخيلنا للتغيير، ماذا لو تم استضافت كأس العالم عدة دول عبر القارات، تخيل أن يقام كأس العالم بين قارة أوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا! سيحدث جنون.
تخيل أن تلعب البرازيل مباراة في مرحلة المجموعات في بوينس آيرس ثم تنتقل للعب مباراة أخرى في مدريد، هذا يعني أن سياحة كرة القدم ستتوسع بكل تأكيد.
بطولات خضعت لـ التغيير بالفعل
برغم أن هناك بطولات نظامها لا يزال معقدًا وكلاسيكيًا، إلا أن هناك بطولات أخرى رفعت الراية البيضاء أخيرًا أمام التغيير، ومنها:
1- كأس إنتر كونتيننتال
تأتي بطولة كأس إنتر كونتيننتال على رأس البطولات التي تم تغيير نظامها وشكلها لتصبح بنظام مبسط أكثر، خاصة وأنها مصممة لأفضل أندية العالم.
حيث فكر “فيفا” في جعل تلك البطولة بديلة لـ كأس العالم للأندية، تُلعب بشكل سنوي لكن بشكل أكثر صرامة وصقلًا مع إعادة تسميتها.
النسخة الأولى منها تٌلعب في 2024، من خلال تقديم نظام خروج المغلوب من مرة واحدة، ما يجعل المباراة مسألة حياة أو موت لكل فريق، تتنافس في البطولة 7 أندية فقط: هم أبطال القارات.
ما هو نظام بطولة كأس إنتر كونتيننتال؟
يبدأ بطل آسيا وإفريقيا وأوقيانوسيا البطولة، حيث يصطدم بطل أقيانوسيا ضد بطل آسيافيما يطلق عليه بـ” كأس القارات الثلاثة)، ثم يدخل بطل إفريقيا الدور الثاني، في انتظار مواجهة تجمع بطل كونميبول (كوبا ليبرتادوريس) مع بطل كأس الكونكاكاف، فيما يعرف بـ “ديربي الأمريكتين”.
فيما بعد يلتقي الفائز من ديربي الأمريكتين بـ بطل إفريقيا في مباراة تعرف بـ”كأس التحدي”، وأخيرًا يتأهل الفائز لمواجهة بطل أوروبا، على أن تدور المباراتين الأخيرتين على أرض محايدة.
2- كأس العالم للأندية
إذا كانت كأس العالم للأندية بطولة مثيرة ومصغرة، فإن كأس العالم للأندية هي البطولة الضخمة الأكثر إثارة، حيث يمكن القول أنها دوري أبطال أوروبا لكن بشكل موسع.
تضم البطولة 32 فريقًا وتقام في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكثر رهانات الفيفا الأشد جرأة حتى الآن، خاصة وأنها ستقام في مكان واحد ولمدة شهر بين يونيو ويوليو كل 4 أعوام. حيث تشبه كأس العالم بنظامه القديم أكثر.
طريقة توزيع مقاعد الأندية في البطولة هو الأكثر إثارة، حيث يتم توزيع الأماكن على أبطال القارات في الـ 4 سنوات التي تسبق انطلاق البطولة، يتصدر الاتحاد الأوروبي بـ 12 مقعدًا وثم أمريكا الجنوبية بـ 6 أندية، وآسيا وإفريقيا 4 مقاعد لكل منهما، وأخيرًا اتحاد أوقيانوسيا بمقعد واحد، مع إضافة ممثل الدولة المستضيفة.
رغم أن البطولة مشوقة ومثيرة للجدل، لكنها لم تسلم من رأي النقاد، حيث نالت الفكرة استياء من الدوريات الكبرى، خاصة لأنها تعطي الأولوية للربح على سلامة اللاعبيين، حيث يحظى الجمهور برؤية الأندية الكبرى، لكن قد يتعرض اللاعبين لخطر التعب والضغط لكثرة المباريات.
3- دوري أبطال أوروبا
لسنوات طويلة جدًا، احتفظت بطولة دوري أبطال أوروبا بشكلها ونظامها المعتاد، حتى تم نسف هذا النظام والشكل الجوهري بطريقة لا تصدق.
بداية من موسم 2024/2025 لُعبت البطولة بنظام جميل على الطراز السويسري، لإضافة مزيد من المباريات وإعطاء البطولة القوة والإثارة وجرعة أثقل من الجرأة، بعدما اختفت مرحلة المجموعات وتم استبدالها بمرحلة الدوري الواحد المكون من 36 فريقًا، بحيث يلعب كل فريق 8 مباريات ضد 8 خصوم مختلفين 4 على ملعبه و4 خارج ملعبه. ما يضمن الكثير من المواجهات بين الفرق الكبرى على مدار مراحل البطولة المختلفة.
حتى ضمن التغييرات، أصبح هناك “بلاي أوف” أو تصفيات قبل انطلاق دور الـ16 في بطولة دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ البطولة.