حارس مرمى بدرجة صانع ألعاب – إيدرسون يتفوق على مبابي وليفاندوفسكي!

في الجولة 32 من الدوري الإنجليزي الممتاز، حقق مانشستر سيتي فوزًا كبيرًا على كريستال بالاس بنتيجة 5-2، لكن وسط الأهداف والأداء الهجومي القوي، سرق الحارس البرازيلي إيدرسون مورايس الأضواء بصناعته للهدف الرابع بتمريرة طولية متقنة، تلقاها جيمس ميكاتي قبل أن يراوغ حارس المرمى ويضع الكرة في الشباك.
بهذه التمريرة وصل إيدرسون للتمريرة الحاسمة رقم 4 هذا الموسم فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز.
قد تكون هذه مجرد لقطة في مباراة حسمها السيتي بسهولة، لكنها في الواقع تلخص مشروعًا كاملاً بدأ منذ سنوات، يقوم على فكرة أن الهجمة تبدأ من الحارس والأهم هو أن بداية المشروع كانت شراء حارس المرمى إيدرسون مورايس.
إيدرسون أكثر من حارس مرمى في منظومة جوارديولا
إيدرسون ليس مجرد حارس مرمى يجيد التمرير، بل هو لاعب متكامل في بناء اللعب، يمتلك قدرة فنية عالية في إرسال الكرات الطويلة تحت الضغط، وثقة تمنحه أريحية في اتخاذ قرارات تمريرية لا يجرؤ على تنفيذها سوى لاعب متمكن من قدراته.
منذ انضمامه لمانشستر سيتي قادمًا من بنفيكا، كان واضحًا أن اختياره لم يكن فقط بسبب تصدياته، بل بسبب قدرته على اللعب بالقدم، وهي واحدة من أهم الركائز التي يعتمد عليها بيب جوارديولا في فلسفته.
جوارديولا يعتمد على بناء الهجمة من الخلف، مما يستدعي لاعبي الخصم للضغط مبكرًا على حارس المرمى وخط الدفاع تاركين خلفهم مساحات كبيرة في منتصف ملعبهم، وهنا يأتي دور إيدرسون، حيث يقوم بإرسال تمريرات طولية للمهاجمين الذين يتحركون في هذه المساحات الفارغة.
جوارديولا لا يرى حارس المرمى كمجرد خط دفاع أخير، بل كعنصر أساسي في بدء الهجمات وتنظيم التمركز، وهذا الفكر يتطلب حارسًا قادرًا على اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة بالكرة، وهو ما يجسده إيدرسون بامتياز.
بوجود لاعبين يتحركون بذكاء دون كرة، وقدرة جماعية على خلق مساحات، تتحول التمريرات الطويلة من الحارس إلى سلاح هجومي فعال، يضرب دفاعات الخصوم في لحظة.
الأرقام تتحدث
ما يميز إنجاز إيدرسون هذا الموسم في صناعة الأهداف، أنه تفوق على عدد من نجوم الكرة العالمية، من حيث عدد التمريرات الحاسمة في الدوريات الخمس الكبرى، فبصناعته للهدف الرابع أمام كريستال بالاس، رفع إيدرسون رصيده إلى 4 تمريرات حاسمة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليتفوق على عدد كبير من النجوم في الدوريات الخمس الكبرى، مثل مبابي وليفاندوفسكي وأوديجارد وفودين.
اسم اللاعب | اسم النادي | عدد الأهداف المصنوعة هذا الموسم في الدوريات |
إيدرسون مورايس | مانشستر سيتي الإنجليزي | 4 |
كيليان مبابي | ريال مدريد الإسباني | 3 |
ديوجو جوتا | ليفربول الإنجليزي | 3 |
دومينيك سوبوسلاي | ليفربول الإنجليزي | 3 |
كاي هافيرتز | أرسنال الإنجليزي | 3 |
كودي جاكبو وألكسيس ماك أليستير | ليفربول الإنجليزي | 3 |
روبيرت ليفاندوفسكي | برشلونة الإسباني | 2 |
فيل فودين | مانشستر سيتي الإنجليزي | 2 |
رحيم ستيرلنج | أرسنال الإنجليزي | 2 |
داروين نونيز | ليفربول الإنجليزي | 2 |
جواو فيليكس | تشيلسي الإنجليزي وميلان الإيطالي | 1 |
كريستيان إريكسن | مانشستر يونايتد الإنجليزي | 1 |
داخل مانشستر سيتي نفسه، استطاع الحارس البرازيلي أن يتجاوز عددًا من زملائه في صناعة الأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
اسم اللاعب | عدد الأهداف المصنوعة في الدوري الإنجليزي هذا الموسم |
إيدرسون مورايس | 4 |
فيل فودين | 2 |
جاك جريليش | 1 |
يوشكو جفارديول | صفر |
كما يتساوي إيدرسون مع لاعبين كبار في صناعة الأهداف هذا الموسم في الدوري الإنجليزي.
اسم اللاعب | اسم النادي | عدد الأهداف المصنوعة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي |
إيدرسون مورايس | مانشستر سيتي الإنجليزي | 4 |
بيرناردو سيلفا | مانشستر سيتي الإنجليزي | 4 |
مارتن أوديجارد | أرسنال الإنجليزي | 4 |
إلكاي جوندوجان | مانشستر سيتي الإنجليزي | 4 |
جابريل مارتينلي | أرسنال الإنجليزي | 4 |
جيريمي دوكو | مانشستر سيتي الإنجليزي | 4 |
رقم قياسي في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز
الأكثر من ذلك، أن تمريرة إيدرسون الأخيرة جعلته ينفرد بصدارة قائمة حراس المرمى الأكثر صناعة للأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 7 تمريرات حاسمة.
اسم حارس المرمى | عدد الأهداف المصنوعة في تاريخ الدوري الإنجليزي |
إيدرسون مورايس | 7 |
بول روبينسون | 5 |
بيبي رينا | 4 |
ديفيد سيمان | 4 |
أليسون بيكر | 3 |
شاهد تمريرات إيدرسون الحاسمة السبعة:
All
— Manchester City (@ManCity) April 13, 2025of Ederson's @premierleague assists
pic.twitter.com/xI3zM7KTtD
ثقة لا تهتز
المميز في مسيرة إيدرسون ليس فقط مهارته في التمرير، بل أيضًا قدرته الذهنية على تجاوز الأخطاء، ففي يناير 2023، ارتكب الحارس البرازيلي خطأ في تمريرة أمام توتنهام، كلف الفريق هدفًا مبكرًا في المباراة التي انتهت بفوز مانشستر سيتي بنتيجة 4-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن إيدرسون لم يختبئ بعد اللقاء، بل خرج ليصرح:
“قمت بخطأ ضد توتنهام تسبب في الهدف الأول لهم، لكن لن أغير طريقة لعبي، أنا دائمًا أبحث عن الحل الأفضل بهدوء، هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، وسأستمر في فعل نفس الأشياء.”
تصريح يكشف عن ثقة كبيرة في النفس، وقناعة بأسلوب اللعب، وثقة مستمرة من الجهاز الفني بقيادة جوارديولا، يمنحه حرية اتخاذ قرارات كبيرة – أحيانًا بها مخاطرة – لكنها قد تتحول إلى أهداف حاسمة في الاتجاه الآخر، في ظل منظومة جماعية فلسفتها أن الاستحواذ لا يبدأ من الدفاع، بل من حارس المرمى.
هذا النموذج الذي يقدمه مانشستر سيتي تحت قيادة جوارديولا، يجعل من مركز حراسة المرمى أحد محركات الهجوم، ويمنح إيدرسون مكانة ليس فقط كحارس، بل كصانع لعب.