جوزيه مورينيو وتطويع المثابرة والتجربة والحذر والرجاء لتحقيق المجد مع روما
“إذا أردت أن تنجح فاجعل المثابرة صديقك الحميم و التجربة مستشارك الحكيم والحذر أخاك الأكبر و الرجاء عبقريتك الحارسة”، مقولة للروائي الإنجليزي الراحل جوزيف أديسون، لم تخرج من لسان “السبيشال وان”، لكنه يطبقها بحذافيرها، خاصة في رحلته مع روما الإيطالي.
بعد تجربة لم تكن سعيدة مع توتنهام، وقبلها مليئة بالصراعات مع الإدارة في مانشستر يونايتد، اعتقد البعض أن نجم جوزيه مورينيو خفت قليلًا، حتى أنهم وصلوا لدرجة اليقين عندما تولى تدريب روما الإيطالي بشكل مفاجئ.
مورينيو تولى تدريب روما في صيف 2021 وبدأ كارهيه في متابعة النتائج السلبية فقط لفريقه، قبل أن يفاجئهم في نهاية الموسم، بإدخال بطولة لخزائن النادي الإيطالي للمرة الأولى منذ سنوات عجاف، وتتويج قاري جديد يُضاف لخزانته، حيث استخدم المثابرة كصديق حميم، واستطاع التتويج ببطولة دوري المؤتمر الأوروبي، رغم الصعوبات وقلة المواهب بالفريق.
مورينيو الذي قلما نزلت الدموع من عينيه، بكى بعد التتويج بتلك البطولة، ليست لأنها الأهم، بل ربما هي الأقل في مسيرته، لكنها أتت في وقت اعتقد الناس بأن أسطورة المدرب الاستثنائي قد انتهت، لكنه فند ذلك، بتتويج قاري هام له ولفريقه، ليدخل الموسم الجديد بطموحات جديدة.
في بداية الموسم، لم يمنح النادي مورينيو ميزانية ضخمة، لكنه استطاع إقناع أحد أفضل النجوم في الكرة الإيطالية آخر المواسم، بالانضمام له، ألا وهو الأرجنتيني باولو ديبالا، إضافة للهولندي فينالدوم من باريس سان جيرمان، أندريه بيلوتي من تورينو وعدد من اللاعبين الأخرين، في صفقات مجانية سواء بانتقال دائم أو إعارة، وكان الاستثناء الوحيد التعاقد مع التركي سيليك مقابل 7 مليون يورو! نعم، مقدار ما صرفه واحد من أكبر الأندية الإيطالية بعد تتويجه بلقب قاري كان 7 مليون يورو.. فريق يدربه جوزيه مورينيو، بينما غادر هنريك ميخيتاريان، أليساندرو فلورينزي، فيرتوت، أوندير وأخيرًا نيكولو زانيولو في الشتاء.
الحذر
لم يُطلب من مورينيو شيء، لكنه أراد النجاح، ولصعوبة المنافسة في بطولة الدوري من أجل حجز مقعد مؤهل لدوري الأبطال، اختار “السبيشال وان” الحذر، والسير في طريق بطولة قارية كما يحب، وقد اختار ذلك من خلال بطولة أصعب من دوري المؤتمر، ألا وهي الدوري الأوروبي، التي شهدت مشاركة العديد والعديد من الفرق القوية في تلك النسخة.
الرجاء
مورينيو بعبقريته استطاع قيادة روما لثاني نهائي قاري تواليًا، ضاربًا موعدًا مع إشبيلية، لتتويج قاري جديد، على آمل قيادة فريقه للتأهل لدوري أبطال أوروبا بعد غياب، لأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك من خلال الدوري، فكما صرح منذ أيام:”مع 7 مليون تم إنفاقها، سيكون التأهل لدوري الأبطال معجزة، كأن يصل المسيح إلى روما ويأخذ جولة خلال الفاتيكان”، ولم يتبق له سوى الرجاء لاستخدامه كعبقريته الحارسة، من أجل تحقيق معجزة جديدة.
التجربة
مورينيو سيحاول استخدام التجربة كمستشاره الحكيم في النهائي، فهو يعرف حق المعرفة أن النهائي يُكسب ولا يلعب، سيستخدم ذلك من أجل محاولة الفريق الأندلسي الذي يتفوق على فريقه من حيث العناصر.. سيحاول ممارسة ألاعيبه مع لاعبيه لتحفيزهم، للضغط عليهم لإظهار ردة الفعل التي قد تمكنهم من الظفر باللقب، كما فعل مع زانيولو الموسم الماضي، فلم يتحدثا لفترة طويلة من الوقت، لينفجر اللاعب في نهائي دوري المؤتمر، ويمنح فريقه اللقب، تكرر ذلك الأمر مع مايكون في إنتر وغيره من اللاعبين.
الموسم المقبل سيكون تحديًا جديدًا لـ مورينيو، لكن ذلك يتوقف فقط على نتيجة مباراة الغد، المدرب يحظى باهتمام باريس سان جيرمان الفرنسي لتولي تدريب الفريق، ويبقى لنا معرفة ما إذا سيستمر مع “الذئاب” في رحلة جديدة أم لا، وكيف سيحاول تسيير موسم جديد بعبقرية جديدة، مستخدمًا الحذر والتجربة والمثابرة.