أخبارتقارير ومقالات خاصةكرة قدم
الأكثر تداولًا

جوارديولا وتوخيل.. حرب العقول وصراع كرة القدم الحديثة في نهائي دوري أبطال أوروبا

يتجدد اللقاء بين الثنائي الألماني توماس توخيل، المدير الفني لنادي تشيلسي، والإسباني، بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، للمرة الثالثة، في موسم 2020/2021، في نهائي دوري أبطال أوروبا، مساء السبت.

مانشستر سيتي يواجه تشيلسي، في نهائي إنجليزي خالص، بالبرتغال، على ملعب “دراجاو”، حيث تُعد تلك المرة الأولى التي يتأهل فيها السكاي بلو للنهائي، والثالثة للبلوز في تاريخهم.

نهائي أعرق الكؤوس الأوروبية “تشامبيونزليج”، سيشهد العديد من الصراعات، أبرزها بالتأكيد خارج الخطوط، بين مدربين ذو عقلية مُختلفة، ويتبعان نهج وأسلوب مُختلف، بما يتماشى ما أصبح يُعرف مؤخرًا، بـ كرة القدم الحديثة.

مُباراة لا يمكن أبدًا التكهن بالفائز فيها، لقوة دفاع تشيلسي والذي لم يتلق سوى أربعة أهداف فقط في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، مع عدم استقبال شباكهم لأكثر من هدف خلال المباراة الواحدة خلال هذه النسخة، وفي مشواره سجّل 24 هدفًا بداية من دور المجموعات وحتى نصف النهائي.

عقل مُبدع ووفرة الأموال

لن نُبالغ في القول إذا قولنا إن جوارديولا “مُخترع” في كرة القدم، كيف لا؟؛ والمدرب الإسباني، كان يضع 5 خطط بديلة خلال التدريبات، وفقًا للألماني توماس مولر، والذي قال عن فترته مع بيب: “كان لدىّ بيب جوارديولا دائمًا خطة معنا، وبعد 10 دقائق يصبح لدينا خمس أو أربع خطط أخرى، لقد غير كل شيء، يشاهد الخصم ويفكر قائلاً (أوه.. خطتي الأولى لم تكن جيدة بما فيه الكفاية أو خطتي الأولى لم تنجح)”.

لا يتوقف عن التفكير في كرة القدم!

“بيب يُفكر في كرة القدم دائمًا، لا يتوقف عن التفكير في الخطط وكل شيء، يُفكر 24 ساعة في اليوم، لقد ساعدني كثيرًا على التطور كلاعب في عامي الأول هُنا، وساعدني في كيفية اللعب في مراكز مُختلفة”

فيران توريس جناح مانشستر سيتي

جوارديولا بالعقل والأموال بكل تأكيد، سيطر على الأخضر واليابس في إنجلترا، فاز بالدوري الإنجليزي الممتاز وكأس إنجلترا وكأس الرابطة وكأس الدرع الخيرية، لم يترك شيء، فقط ما ينقصه هو لقب دوري أبطال أوروبا، والذي استعصى على المدرب الإسباني، مُنذ 10 سنوات، حين فاز باللقب رفقة برشلونة ضد مانشستر يونايتد في نهائي ويمبلي 2011.

بيب لم ينكر ان انتصارات فريقه المال لعب دورًا فيها وقال في تصريحات سابقة عندما تأهل فريقه إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا: “حتى تفوز بالعديد من الألقاب أنت بحاجة إلى أفضل اللاعبين، لذا يجب أن يكون لديك المال كنادٍ، فزنا بعدد من المباريات والألقاب ويجب أن يكون لدينا أفضل اللاعبين، من المستحيل القيام بذلك والحفاظ عليه لفترة طويلة، اللاعبون الكبار يكلفون الكثير من المال، لذا عندما يقول الناس في جميع أنحاء العالم أن السبب الوحيد لربحك هو المال، فإنك تقبله وتحاول أن تفعله بشكل أفضل، يتعلق الأمر بنا”.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل دافع عن فكرة الانفاق الكثير للمال، مؤكدًا أنه يُساعد للبقاء على هرم كرة القدم قائلًا: “لم نفعل شيئًا جديدا في عالم كرة لقدم، صحيح نحن أنفقنا الأموال لبناء فريقنا، ولكن من لم يفعل ذلك؟، نت يُمكن أن تفوز بلقب مع لاعبين عاديين، لكن يجب أن يكون لديك لاعبين كبار لتفوز بلقب ثم لتعود وتنافس عليه مُجددًا وتفوز بالألقاب من جديد”.

الأموال بالفعل ساعدت جوارديولا هذا الموسم، على تقوية خطوطه الدفاعية، بعد انفاق 91 مليون يورو فقط، على ضم مدافعان في الصيف المُنصرم، بالتعاقد مع روبن دياز مقابل 63 مليون الذي نال جائزة أفضل لاعب في إنجلترا بعد موسمه الرائع، وناثان آكي مقابل 28 مليون يورو.

اشترك في قناة تليجرام الجديدة وتابع كل ما يخص كرة القدم من أخبار وانتقالات ونتائج

دهاء كروي ولاعبين شباب وحيل جديدة في كرة القدم

على الجانب الآخر، توخيل بدوره، لا يقل ذكاءً عن جوارديولا، الألماني الذي لم يخسر ألا في خمس مُباريات مُنذ قيادة البلوز، وقاد الفريق إلى النهائي الأول مُنذ تسع سنوات.

توخيل لجأ لأشياء جديدة لم يُسمع من قبل أنها تُستخدم في كرة القدم، الأولى، ربما تكون معروفة لدى بعض وهي التدرب بكرات صغيرة، ولكن لماذا؟، السبب من أجل جعل اللاعبين يجيدون التحكم في الكرة بشكل أكبر وأفضل عندما يستحوذ فريقه على الكرة.

يفكر في كرة القدم 24 ساعة في اليوم!

“إنه يفكر في كرة القدم 24 ساعة على مدار أيام الأسبوع السبعة، يوم عمله المعتاد ليس عاديًا، نحن نتحدث عن أحد أكثر المُتعصبين لكرة القدم على الإطلاق”

كريستيان هيدل، المدير الرياضي السابق لـ ماينز

الثاني شيء غريب لم نعتاد سمعه من قبل، وهو وضع “أحذية” لاعبي فريقه في جهاز الميكرويف، حتى يشعر لاعبو فريقه براحة أكبر خلال المباريات؛ وفقًا لما ذكرته صحيفة “ذا صن” البريطانية في تقرير لها خلال شهر فبراير الماضي.

وتأتي خطوة وضع الأحذية في الميكرويف، لأن هذا يمنح قدرًا من السخونة، مما يجعل الأحذية درجة أكبر، حيث تكتسب المواد المصنوعة منها تلك الأحذية قدرا من النعومة مع تعرضها للحرارة، كما يجعلها أكثر مرونة.

توخيل خلال الـ29 مباراة التي لعبها مع تشيلسي، لم يغير من خطته أبدًا، ألا في مرات قليلة، حيث كان دائمًا ما يعتمد على (3-4-2-1) أو (3-5-2)، ويعتمد فيها بشكل كلي على الاعبين الشباب، مع لاعب من الكبار في مركز الدفاع والوسط والهجوم لتوجيه الشباب داخل اللاعبين.

توخيل في موسم 2020/2021، تمكن من الانتصار مرتين على جوارديولا، الأولى في نصف نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي، وأطاح بالسكاي بلو من البطولة، والثانية بعدها بأيام قليلة، في الدوري الإنجليزي الممتاز، وقلب الطاولة على بطل البريميرليج وحول تأخره في النتيجة بهدف نظيف إلى انتصار بهدفين مقابل هدف.

مانشستر سيتي وتشيلسي هذا الموسم وجهًا لوجه

مانشستر سيتي الذي توج بلقبين في موسم 2020/2021، خاض 60 مباراة، وانتصر في 47 لقاء، وتعادل في ست لقاءات وهُزم في سبع مُباريات، وسجّل هجومه 131 هدفًا، واستقبلت شباكه 41 هدفًا في جميع المُسابقات.

وعلى الجانب الآخر، تشيلسي مع توخيل خاض 29 مباراة بمختلف المسابقات، وخسر لقب كأس الاتحاد الإنجليزي لصالح ليستر سيتي، وكانت الخسارة الرابعة لهم في الموسم، وتعادل في ست لقاءات وفاز في 18 مباراة، وسجّل هجوم النادي اللندني 37 هدفًا واستقبلت شباكهم 16 هدفًا.

توخيل وجوارديولا قبل مباراتا هذا العام، تواجها في خمس مُباريات، الأفضلية فيهما بالطبع كانت للمدرب الإسباني، ولكن شتان بين الفريقان الذي تواجد فيهما الألماني والإسباني.

جوارديولا مع بايرن ميونخ انتصر أربعة مرات على توخيل، مرتين والألماني مدربًا ماينز ومثلهما وهو في بوروسيا دورتموند، ونجح في اقتناص لقب منهم في نهائي كأس ألمانيا لموسم 2015/2016، في مباراة مجنونة فاز فيها بايرن باللقب بعد الانتصار على أسود الفستيفال بنتيجة 4-3.

وكما ذكرنا في السطور السابقة، صدام السبت، نتيجة من الصعب التكهن بنتيجتها، ليس فقط بسبب قوة الفريقان، ولكن بسبب المدربان اللذان سيحاول كل منهما، إثبات شيء، حيث سيسعى توخيل لتأكيد تفوقه على جوارديولا وتحقيق الانتصار الثالث تواليًا وحصد اللقب، فيما بيب الذي سيسعى للقب الثالث في مسيرته بدوري الأبطال، وضع حدًا لتفوق توخيل عليه.

محمد مصطفى

صحفي مصري، يملك خبرة أكثر من أربع سنوات في النسخة العربية من 365Scores، لدي القدرة على تغطية كافة أحداث الرياضية المحلية والعالمية والعربية، بدأت العمل الصحفي في 2009، ولدي القدرة على ترجمة المواد الإخبارية من مُختلف الصحف العالمية.

23539 مقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *