أخبارتقارير ومقالات خاصةكرة قدم
الأكثر تداولًا

جاك جريليش ما بين النفخ الإعلامي والتطبيل الحلال

كتب: أحمد خالد

يولد الأمل من رحم المعاناه ودائمًا ما تتمتع كرة القدم بقصص صعبة نسبة الأمل فيها كاد تكون مستحيلة إلا أن أشياء كثيرة قد تحدث تجعلك أما أن تُنسي أو تصبح بطل خارق في أعين مشجعيك ، أُصيب جاك جريليش لاعب أستون فيلا بإصابة قوية عام 2017 ، وزميله في الفريق مايل جيديناك يزور سريره في المستشفى ويشجعه ببعض كلمات الدعم “سوف تعود، يا صديقي ، أكبر وأقوى من أي وقت مضى”، مع وجود تعبير كئيب علي وجه جريليش الذي لا يمكنه أن يري المستقبل لكنه كان مظلم حينها باعتراف الكثيرين.

يواصل جديناك طمأنه صديقه ومع مرور الوقت، علم جريليش أن كلمات الأسترالي تحمل وزنًا كبيرًا ، تتوقف و تستمع عندما يتحدث لأنه ، يميل إلى معرفة ما يتحدث عنه ، وفي وقت كان يعانس فيه جريليش من شدة الألم قال له جيديناك إن لديه كل الأدوات ليصبح نجما في الدوري الإنجليزي الممتاز ، وبعد سنوات يقف أكبر مؤمن لجريليش مبتسمًا بعدما أصبح قائدًا لأستون فيلا وهو ما يقرب من 200 مباراة مع فريقه ويستمر في إضاءة الدوري الإنجليزي الممتاز أسبوعيًا.

عندما تسمع عن ظهور لاعب جديد في إنجلترا يبدء الإعلام الإنجليزي بدوره “بتلميع” اللاعب وتجد هالة إعلامية حوله دون أن يُقدم شئ يذكر ، تتوقع بأن هذا اللاعب سيأكل الأخضر واليابس لكن سرعان ما تكتشف التضليل الإعلامي و تجده أحيانًا عبارة عن تكملة عدد بفريقه ، حيث يقول الألمان : “سبقنا الدورى الإنجليزى بعشر سنوات ، ويتساءل الإنجليز بدورهم: “كيف سبقنا الألمان وجعلونا خلفهم بسنوات؟ كيف أصبح منتخبهم الوطنى قويا لهذه الدرجة، بينما بات منتخب الأسود الثلاثة رمزا للبكاء والألم كلما شارك فى كأس العالم !

يعد البريميرليج من أقوي دوريات العالم إلا أن اللاعبون الإنجليز يفتقرون إلي الحنكة التكتيكية ، حيث معظم النجوم ببطولة الدوري هم من الأجانب غير الإنجليز ، ومع ذلك نري النفخ الإعلامي للاعب الإنجليزي حتي يظهر بعد ذلك بمستوي لا يرتقي لأن يكون ضمن لاعبي الصفوة بكرة القدم.

لكل قاعدة استثناء

نعرف جيدًا أن كل قاعدة لها استثناء وبالتأكيد هناك لاعبون إنجليز سابقين لهم دور بارز في عالم كرة القدم وحاليًا سننفرد بذكر لاعب يعد من أهم اللاعبين حاليًا في مركزة علي مستوي البريميرليج وهو قائد أستون فيلا جاك جريليش.

جريليش يستحق الثناء ويستحق “التطبيل الحلال” بعد المستويات الرائعة الثابتة التي يقدمها علي الفيلا بارك ، لا وجود لكملة متكامل للاعب كرة القدم ، لكن هناك لاعبين أقرب للكمال وبكل تأكيد جريليش واحدًا من ضمن هؤلاء اللاعبين ، لدية قدرة غير طبيعية علي المراوغة وسرعة في تنفيذ القرار الأدق في الثلث الأخير من الملعب ، ووصف الصحفي كريس دارون سرعته بأنها تتناسب مع حصان يركض في سباق كنتاكي ديربي.

إليكم بعض الرسومات البيانية التي توضح فاعليته في أول 10 مباريات من الموسم:

عندما ارتبط اسمه بالانتقال إلى بعض الأندية الكبرى في البريميرليج ، قال أحد المقربيين رأيه بأنه سيصبح أكثر دفئًا إذا انتقل إلى مانشستر يونايتد أو مانشستر سيتي على سبيل المثال.

جريليش قبل ثلاث سنوات فقط، كان يجلس على مقاعد البدلاء ولم يتمكن من الدخول في التشكيلة الأساسية لستيف بروس في نهاية 2016-2017 ، ثم جاءت الإصابة الغريبة ، التي لحقت به عندما سقط توم كليفرلي لاعب واتفورد برعونة عليه خلال مواجهة بينهما.

حينها حياته المهنية كانت على وشك الإنتهاء لكنه قاوم الالآم وتحمل مسؤلياته وأصبح أحد أهم نجوم البريميرليج ، وهي النقطة التي يحمسه منها البعض ، أنه كان قادر على العودة من جديد لذلك فأنه قادر على فرض أسمه في التشكيلة الأساسية لأي فريق ينتقل إليه إذا رحل عن أستون فيلا.

يقول تيم شيروود المدرب السابق لأستون فيلا أنه أعطي جريليش الفرصة لعرض مهاراته قبل 5 سنوات ، وقال شيروود لصحيفة أتلتيك : “إنه من الدرجة الأولى ولديه شيء مختلف ، كنت لا أتي بلاعبين من هذا القبيل في كثير من الأحيان ، ولكن مع جاك ، انه خاص”.

اشترك في قناة تليجرام الجديدة وتابع كل ما يخص كرة القدم من أخبار وانتقالات ونتائج

“عندما كنت أتحدث إلى فيلا حول تولي المسؤولية، وذكروا أن لديهم كريستيان بينتيكي، فابيان دلف، توم كليفيرلي، رون فلار وكل ذلك. كنت أقول لهم، “نعم وأنت لديك جاك جريليش”. قالوا “نعم لكنه مجرد طفل”. قلت: “لا تقلق بشأن “مجرد طفل” ، “الطفل” هو لاعب خاص ، لقد عرفته لسنوات عديدة.

“جاك يحب المدينة ويفهم ثقافتهم جيدًا ، غالبية عائلته هم أستون فيلا لذلك يشعر بالالتزام والمسؤولية في نفسه ليس فقط للعب للنادي ولكن أن يكون القائد والقيام بذلك بشكل جيد ، عليه القاء في النادي لفترة أطول قليلاً ، إذا فعل ما هو قادر عليه، ويفعل ذلك باستمرار، ثم ناد أكبر سيأتي له”. هذا ما قاله خوان بابلو أنخل أحد أساطير نادي أستون فيلا.

أسلوب جريليش التكتيكي

يعتبر جريليش من نوعية اللاعبين الذين يحبذهم المدرب فهو قادر علي اللعب في أكثر من مركز بكفاءة عالية ، يمكنه اللعب في مركز الجناح الأيمن والأيسر ، وأيضًا اللعب بمركز “8” مثل الموسم الماضي ، لكن مع وجود روس باركلي تمكن جيريلش من التواجد في مركز الجناح الأيسر والأنفجار فيه ، كمصمم لهجمات أستون فيلا.

ويظهر جريليش في الخريطة الحرارية نشاط غير طبيعي وقدرة مذهلة علي تغطية أنحاء كبيرة من الملعب ، علي الرغم من تواجده في الجناح الأيسر فأنه قادر علي المساندة ناحية اليمين والدخول في العمق والتوغل لمنطقة الجزاء بفضل دقة مراوغته ، وفتح مساحة كبيرة للظهير الأيسر من أجل خلق الزيادة العددية.

لا يتراجع كثيرًا في الثلث الدفاعي ويحبذ التموقع علي دائرة وسط الملعب لقدرته على تحويل فريقه وقيادة منظومة الفريق للهجوم المضاد السريع في تكتيك من تكتيكات دين سميث.

جريليش لدية قدرة هائلة علي الرؤية ويمتاز بالذكاء خلال الثلث الأخير من الملعب وهو الأبرز في مركزة ، حيث يستطيع الحتفاظ بالكرة لوقت يكفي لجذب عدد من المدافعين إليه دون فقدان الكرة وفي لحظة ما ومع يتحرك زملاؤة يستخدم جاك رؤيتة المميزة لضرب دفاعات الخصم .

يتمتع جريليش بقوة جسمانية وعضلية متناسقة تمنحه الرشاقة والسرعة في الدوران فور اتخاذ القرار ، “أستلم – دار – أنطلق” في كرة يمكن للاعبين آخرين أن يبقو متمركزين لحين تحرك باقي الفريق ومن ثم توزيع الكرة عكس الذي فعله جريليش تمامًا الذي أنطلق بالكرة.

جريليش لا يعتمد على صناعة اللعب فقط أو الأنطلاق من الجناح لكنه يعطي لزملائة العديد من الخيارات ، وكلما سنحت له الفرصة بالتقدم للأمام تجده فورًا منفردًا بحارس المرمي.

لقطة مكررة لجاك جريليش ويمكن أن تعتبرها بأنها لعبته المفضلة ، يمتاز بها مهما كان عدد اللاعبين الذي يضغطون عليه ، “يقف – يراوغ – يمر – ينطلق”.

جاك جريليش لدية بعض السلبيات مثله مثل الكثير من اللاعبين وقد حذره سميث من مسؤولياته في مناسبات قليلة ، بعد الحوادث خارج الملعب التي ألقت بظلالها جزئيا على أدائه ، حيث تم تغريمه 82،000 جنيه استرليني ومنع من القيادة لمدة تسعة أشهر ، وذلك بسبب القيادة المتهورة خلال فترة الإغلاق بسبب كورونا في مارس الماضي.

وقال الراحل راي ويلكنز ذات مرة أنه “كان عليه أن يعيش مثل الراهب” لتحقيق أهدافه الكاملة ولكن من الواضح أن هذا ليس في طبيعته.

الكثير من النُقاد قاموا بإنتفاد جريليش أكثر من مرة الموسم الماضي وكانت لديهم أسبابهم مثل الأحتفاظ بالكرة لوقت أكبر وعدم رؤيته الكاملة لمجريات اللعب ، ليرد النجم الإنجليزي بقوة هذا الموسم ويفرض أسمه وسط كوكبة من النجوم على مستوي العالم.

دائمًا يستمع للنقد البناء وعلى الرغم من تفوقه على اللاعبين في مركزه في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، إلا أنه لا يزال يعتقد أن لديه المزيد ليعطيه ، وقال شيروود عنه :”هو رجل قادر دائما على تغليف المزاج وجذاب ، معدل ذكائه في كرة القدم مرتفع بشكل مثير للسخرية ، إنها الجرأة للتلاعب بالكرة، وراوغها، حجم ساقيه، اتجاهه، الوعي باللعبة. لديه تقدير للآخرين من حوله”.

محمد مصطفى

صحفي مصري، يملك خبرة أكثر من أربع سنوات في النسخة العربية من 365Scores، لدي القدرة على تغطية كافة أحداث الرياضية المحلية والعالمية والعربية، بدأت العمل الصحفي في 2009، ولدي القدرة على ترجمة المواد الإخبارية من مُختلف الصحف العالمية.

23111 مقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *