ثنائيات تاريخية في كأس العالم – رونالدينيو وكاكا ثنائي ساحر فشل في جلب المونديال لمنتخب البرازيل
هناك أسطورة تقول: ” عشق كرة القدم يهبط لا إراديًا في DNA اللاعب منذ ولادته! “.. هل تصدق هذه المقولة؟ إذا لم تصدقها فهناك أسطورة أخرى سألقيها في وجهك الآن تقول: ” لكل لاعب توأم له.. ربما لم يولد في نفس يومه أو لحظته.. وربما لم يتعرف عليه داخل رحم أمه أولًا.. لكن بالتأكيد سيتعرف عليه في أي لحظة خلال مشواره في مداعبة الكرة! “
في واحدة من أجمل قصص كرة القدم على الإطلاق، تلك التي يرتبط فيها اسمين أو ثلاثة داخل فريق واحد، يرتدون نفس اللون ويجرون بشغف لتحقيق نفس الحلم والهدف! يقدمون لوحة فنية فريدة تجعل العالم أجمع -حين يُذكر إسم أحدهم- يدرك بأنه يجب أن يتبعه إسم آخر لا يفترق عنه أبدًا.
سلسلة “ثنائيات تاريخية في كأس العالم” سوف يقدمها موقع 365Scores بشكل أسبوعي، لأخذك في رحلة استثنائية بين ثنائية كونها لاعبين اشتهرت أكثر شيء بين نسخ كأس العالم المختلفة -ربما ستتعرف عليها للمرة الأولى- أو قد نُعيدها فقط إلى ذاكرتك.
مسيرة رونالدينيو مع منتخب البرازيل
بالتأكيد يعلم كل ما هو مهتم بعالم كرة القدم من هو الأسطورة البرازيلية، رونالدينيو، الذي أبدع بسحره الكروي داخل الملاعب المختلفة في أوروبا وأمريكا اللاتينية.
بدأ رونالدينيو مسيرته مع منتخب البرازيل في عام 1999، بعدما تدرج بين فرق الشباب والناشئين الخاصة بمنتخب السامبا وأبدع معهم في سن صغير للغاية.
رونالدينيو، الذي أبدع بقميص منتخب السامبا، نجح في لإظهار قدراته الفنية الرائعة للعالم في سن صغير للغاية، حيث أنه قدم الكثير من الإسهامات مع منتخب البرازيل بمختلف أعماره.
وبالتالي، قاده هذا الأمر للظهور لأول مرة مع منتخب البرازيل الأول لكرة القدم في عام 1999 في مباراة ودية ضد منتخب لاتفيا ونجح رونالدينيو في صناعة هدفًا من ثلاثية السامبا في ذلك اللقاء.
الساحر البرازيلي شارك في 97 لقاء بقميص منتخب البرازيل بمختلف المسابقات ونجح فيهم في تسجيل 33 هدفًا وصناعة 24 أخرين، بالإضافة لحصوله على 12 بطاقة صفراء وبطاقة حمراء وحيدة مع السامبا.
أبرز لحظات رونالدينيو مع السامبا، جاءت في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، والذي توج به منتخب السامبا بمساهمة كبيرة وواضحة من الساحر البرازيلي.
وشارك رونالدينيو بشكل شبه دائم مع البرازيل خلال هذه البطولة، حيث سجل لاعب برشلونة وباريس سان جيرمان السابق 3 أهداف للسامبا في كأس العالم 2002، كان أشهرهم هدفه الرائع في شباك سيمان حارس إنجلترا في الدور ربع النهائي.
وعلى الرغم من الأداء الأكثر من رائع، فإن الطرد الوحيد الذي حصل عليه رونالدينيو مع منتخب بلاده، كان في هذه النسخة من المونديال، حيث أن الساحر البرازيلي تعرض لمغادرة مباراة إنجلترا والبرازيل في ربع النهائي بعدما حصل على البطاقة الصفراء مرتين وخرج مطرودًا بالطاقة الحمراء.
رونالدينيو توج ببطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 عامًا مع منتخب بلاده في البطولة التي أقيمت بمصر في عام 1997، بالإضافة إلى فوزه بنفس البطولة مع المنتخب الأول في عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، علاوة على نسخة من بطولة كأس القارات عام 2005.
علاوة على وجوده بقائمة البرازيل التي توجت بلقب كوبا أمريكا عام 1999، ولكنه لم يشارك في أي مباراة خلال البطولة.
مسيرة كاكا مع منتخب البرازيل
ومن جهة أخرى، أبدع أيضًا ريكاردو كاكا، أسطورة ميلان السابقة، بقميص منتخب البرازيل، حيث أنه يعد واحد من أبرز المواهب التي جاءت في تاريخ السامبا في السنوات الأخيرة.
على غرار مواطنه، بدأ كاكا مسيرته مع منتخب السامبا في سن صغير أيضًا، حيث أنه انضم لصفوف المنتخب الأول لكرة القدم بالبرازيل وهو يمتلك من العمر 20 عامًا.
حيث أن النجم البرازيلي قد بدأ مسيرته مع منتخب السامبا في عام 2002 بالمشاركة في بعض المباريات الودية قبل بداية كأس العالم 2002.
وشارك كاكا مع منتخب بلاده في 92 مباراة ودية ورسمية، ونجح في تسجيل 29 هدفًا في مختلف مباريات السامبا، بالإضافة إلى صناعة 22 هدفًا أخر، وحصل على 8 بطاقات صفراء وبطاقة حمراء وحيدة في مسيرته الناجحة مع البرازيل.
وعلى الرغم من تواجده في قائمة السامبا لمونديال كوريا الجنوبية واليابان، إلا أن كاكا ظهر فقط في مباراة وحيدة مع البرازيل، والتي كانت أمام كوستاريكا في الجولة الثالثة من دور المجموعات في مباراة تحصيل حاصل بعدما حجز المنتخب البرازيلي مقعده في الدور الـ 16، حيث شارك بديلًا لريفالدو في الدقيقة 72.
وهو الأمر الذي منعه من إظهار سحره مع زميله رونالدينيو خلال البطولة، ولكن بعدما فازت البرازيل باللقب، فإن كاكا كان من ضمن اللاعبين المتوجين بالبطولة بسن صغير.
أسطورة ميلان السابقة، والذي توج بجائزة الكرة الذهبية، من مجلة “فرانس فوتبول، وأيضًا جائزة ذا بيست من “الفيفا”، في عام 2007، توج بلقب كأس العالم 2002 مع البرازيل، بالإضافة إلى لقبين من بطولة كأس القارات أعوام 2005 و2009، وذلك بعد إسهامات واضحة مع السامبا بداية منذ عام 2003.
وشارك كاكا مع البرازيل في 3 نسخ متتالية من المونديال، حيث أنه قاد البرازيل في كأس العالم أعوام 2006 و2010، بالإضافة إلى تواجده في مونديال 2002.
رونالدينيو وكاكا.. ثنائي ساحر فشل في قيادة البرازيل للفوز بكأس العالم 2006
على الرغم من تأثيرهما الكبير وإسهاماتهما الواضحة مع منتخب البرازيل، إلا أن رونالدينيو وكاكا فشلا في قيادة البرازيل، حامل اللقب، للفوز ببطولة كأس العالم 2006 الذي أقيم في ألمانيا.
في تلك البطولة، كان يعتقد البعض أن البرازيل هو المرشح الأول للفوز باللقب خاصة في ظل وجود هجوم ناري بقيادة رونالدينيو وكاكا ورونالدو وأدريانو.
شارك الثنائي الساحر بشكل أساسي في جميع مباريات البرازيل في البطولة، حيث افتتح السامبا أولى مبارياته بالمونديال أمام منتخب كرواتيا في دور المجموعات وفاز بهدف وحيد من توقيع كاكا.
وفي المباراة الثانية بدور المجموعات أمام أستراليا، أضافت البرازيل 3 نقاط جديدة لحسابها بمشاركة كاملة للثنائي الساحر في المباراة، قبل أن ينهي المنتخب الأصفر دور المجموعات بالعلامة الكاملة بفوز ثالث على حساب اليابان برباعية بمشاركة رونالدينيو وكاكا وصنع الأول هدفًا من أهداف البرازيل في المباراة.
وبعدما صعدت البرازيل لدور الستة عشر بالعلامة الكاملة، توقع البعض بشدة أن منتخب السامبا سيحصد اللقب للمرة الثانية على التوالي، خاصة بعدما وقع المنتخب الغاني في طريقهم بدور ثمن النهائي، وواصل منتخب البرازيل طريقه في البطولة بخطً ثابتة بثلاثية جديدة في شباك النجوم السوداء بمشاركة الثنائي الساحر أيضًا.
وكلما اقترب المنتخب البرازيلي من الأدوار النهائية أكثر، كلما زادت التوقعات بفوز الأصفر بالبطولة، حيث أن البرازيل وقعت أمام المنتخب الفرنسي في الدور ربع النهائي، وتوقع العديد أن البرازيل ستعبر لنصف النهائي بسهولة، خاصة في ظل تذبذب مستوى منتخب اليوك في هذه النسخة.
تواجد رونالدينيو وكاكا في المباراة بشكل أساسي، وهو ما جعل البعض يرجح كافة البرازيل للفوز باللقاء، لكن تحطمت أحلام الثنائي الساحر في الفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي بهدف للمهاجم الأسطوري، تييري هنري، النجم الفرنسي السابق، في الدقيقة 57 من زمن اللقاء.
وحاولت البرازيل بقيادة كاكا ورونالدينيو العودة في اللقاء من جديد، إلا أن جميع محاولات السامبا باءت بالفشل بعدما نجح رفقاء زين الدين زين في الحفاظ على شباكهم نظيفة وفازت فرنسا بهدف للاشيء في تلك المباراة وخرجت البرازيل من الدور ربع النهائي.